المعايير الأخلاقية للعمل الصحفي
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 60- 61
2025-10-30
35
المعايير الأخلاقية للعمل الصحفي:
الأخلاقيات هي الاختيار الطوعي لما لا يمكن أن يفرض بالقوة، ولذلك يترك الأمر للصحفيين أنفسهم لا للحكومات أو السلطات لأن يضعوا المعايير لمهنتهم.
يحدد د. رشورت إيدر السياسي والإعلامي البريطاني في القرن الثامن عشر من معهد الأخلاقيات العالمية يرى بأن بعض الصحفيين يعتقد أنه على حق دائماً، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، ويظن أن حرية التعبير عن الرأي تسمح له أن يكتب ما يشاء عما يشاء. ويكتب أحياناً ما لا يستحق الكتابة أو ما لا يجوز نشره، بل وأكثر من ذلك يعتقد أنه معيار الحقيقة وأن ما يكتبه هو عين الحقيقة، مهما أشتط في كتاباته.
أما جودت هوشار يبدو أن الصحافة وهي السلطة الرابعة شأنها شأن أية سلطة أخرى مفسدة، والكثير مما ينشر في صحافتنا لا يتسم بتلك المعايير التي يعمل بها الصحفيون في البلدان الديمقراطية العريقة، التي ترسخت فيها معايير أخلاقية صارمة في الصحافة المهنية الحقة.
إن ما يميز الصحفي عن غيره من المواطنين هو إمكانية توصيل أفكاره إلى جمهور واسع من القراء والمشاهدين. وإذا كانت هذه الأفكار تتضمن إساءة أو اتهاماً أو تشهيراً لشخص أو لمجموعة أشخاص أو لمنظمة أو شركة أو تشويهاً وتزويراً للمعلومات والحقائق أو حتى خطأ ما، فإن نشرها يلحق الضرر بمن يتحدث عنه الكاتب.
ومن أجل تفادي مثل هذه الحالات فإن الصحفيين والناشرين، في المؤسسات الصحفية الرصينة، التي تؤمن بحرية الصحافة والمسؤولية الأخلاقية للصحفي وضعوا طواعية مجموعة من المعايير الأخلاقية للأداء الصحفي، المنظمة للسلوك المهني وتتألف من المبادئ والممارسات الجيدة، التي تحدد ما هو صحيح يجب إتباعه وما هو مضر، يعاقب عليه القانون، فيما يكتب أو بتعبير آخر ما هو مسموح بالكتابة عنه وما هو محظور.
هذه القواعد ليست مطلقة وقد تتباين إلى هذا الحد أو ذاك بين المجتمعات المختلفة نظراً لتباين القيم الاجتماعية والثقافية والظروف المحلية. لذا فإن لكل مؤسسة صحفية أو صحيفة واسعة الانتشار في الغرب "ميثاق شرف صحفي" خاص بها يتضمن فلسفتها ومبادئها التي تعمل على أساسها، وقد تختلف فلسفات المؤسسات الصحفية إلا أنها تجمع على الالتزام بالحقيقة والدقة والموضوعية والحياد والمسؤولية أمام القراء. وينبغي إتباع تلك الأخلاقيات خلال الحصول على المعلومات وتقييم أهميتها ثم توصيلها إلى الجمهور.
إن القوانين الخاصة بالعمل الصحفي في العديد من البلدان الديمقراطية تجعل من تطبيق بعض هذه القواعد ملزماً الامتناع عن نشر الافتراءات، عدم التحريض على مخالفة القانون الخ" وتترك الجزء الآخر لحسن نية وفطنة الصحفي نفسه وأعتقد أن أفضل صيغة لهذه القواعد هي تلك التي صاغها الناشر البريطاني ديفيد راندال - حيث قال أنها مجموعة القواعد التي يجب أن يلتزم بها كل صحفي محترم أو يحس بالخجل عندما لا يلتزم بها. وهذه القواعد لا تقتصر على الصحفيين فقط، بل على الكتاب والأدباء والشعراء الالتزام بقسم منها حيث لا يجوز لأحد منهم الإساءة لشخص أو لمجموعة أشخاص أو مؤسسة وما إلى ذلك.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة