أخلاقيات المهنة الإعلامية والمجتمع
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 56
2025-10-30
27
أخلاقيات المهنة الإعلامية والمجتمع:
إن وسائل الإعلام التي تعتبر القوة التي تصوغ أكثر من أي قوة أخرى الآراء والأذواق والسلوك، بل المظهر المدني لجمهور يضم أكثر من 60 بالمائة من سكان الأرض، فقد أصبح الهدف الأول لوسائل الإعلام في وقتنا الحاضر هو الثقافة وخدمة المجتمع، ولكنها أصيبت بشيء من الانحراف وأصبحت هدفاً للاستغلال من طرف أصحاب رؤوس الأموال، ومالت المشروعات الإعلامية إلى إرضاء المشاهدين والقراء متناسية الهدف الأساسي للإعلام..
فلكل مجتمع مقوماته الأساسية التي تحرص أن تلتزم الصحافة بها وتترك بعض الأدوار لإحساس كل صحفي بمسؤولياته الاجتماعية وتقديره لظروف المجتمع وخطورة الكلمة، وتأثيرها وفي مثل هذه الرؤية يلتزم الصحفيون بذلك دون أي تشريعات تضعها الدولة، وإنما من خلال مواثيق اختيارية لأخلاقيات المهنة وترى دول أخرى أن لا تستند فقط على الضمير الصحفي وإحساسه الوطني بل من الضروري أن تتضمن تشريعاتها وقوانينها الإعلامية ما يلزم الصحفيين الحفاظ على مقومات المجتمع تارة وسلطاتها الدينية أو العلمانية تارة أخرى وتفرض عقوبات على من يخالف ذلك. خاصة بعد استفحال ظاهرة التعصب الذي أدى عبر التاريخ إلى حروب كلامية أحياناً ودموية أحياناً أخرى فالتعصب يعتبر من بين العناصر اللاأخلاقية التي تؤثر على الصحافة سلباً، كونها تعمل على تضخيم الأمور بإثارتها للتغيرات العنصرية أو الطائفية، ونشرات الأخبار التي تعرض أمن وسلامة الدولة إلى خطر انتهاك الأديان أو التعدي عليها، وعدم الانقياد للقانون وغيرها وكلها مخلفات تؤثر على المبادئ والقواعد الأخلاقية لمهنة الإعلام ويجب على الصحفي تفاديها إنصافاً للسلام والإنسانية.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة