المبادئ العامة لأخلاقيات الإعلام
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 8- 11
2025-10-27
106
المبادئ العامة لأخلاقيات الإعلام:
لا تقتصر مهمات الإعلام الحر على عرض المشكلة فحسب، بل السعي أيضا إلى شرح الحقوق وسبل ممارستها وعرض اقتراحات المعالجة وإمكانات الحلول، إلى جانب البحث والمعاينة الحسية ومقابلة المسؤول أو الضحية (ليس المطلوب تحويل الإعلامي إلى محقق قانوني). وهذا ما يغيب عن معظم البرامج الإعلامية والكتابات الصحفية وليس المطلوب من الإعلاميين درس القوانين وإنما التقصي عن الحقوق ونشرها. المطلوب أن يكون حقوقيا بمقدار ما يكون إعلاميا. فالمطلوب من المشاهد أو القارئ أو المستمع التعرف إلى حقوقه أولا، قبل أن يعارض أو يؤيد رأيا سياسيا.
صحيح ان جميع المواثيق الدولية نصت على التعبير بحرية، ولكن لا يعني ذلك أن تكون الحرية التي يمارسها الصحافي بعيدة عن الحقيقة ولا ترتكز على وقائع وإثباتات حية، وليس الحقيقة كما يراها الصحافي ولا رأيا شخصيا إن الثقافة الحقوقية هي ضرورة إعلامية مهنية وهي المحرك الأساسي لممارسة العمل الصحفي بمهنية عالية وبحرية خصوصا أن المناقشات السياسية يجب أن تستند إلى مرجعيات حقوقية لأنها تؤدي إلى تفادي نقاشات عديمة الجدوى.
ومن المطلوب أن يرتكز العمل الإعلامي على ما يُسمى قاعدة البعد الإنساني، التي تعني في الإعلام الاهتمام بقضايا الناس ونوعية حياتهم وتأثير السياسات العامة على أوضاعهم ومعيشتهم وحقوقهم وليس مجرد الإثارة والتشويق.
إن الإعلامي يؤدي خدمة عامة، وهو يمارس حريته ملتزما الدفاع عنها وعن الحريات العامة بمسؤولية كاملة. وتحقيقا لهدا الهدف على الإعلامي أن يلتزم المبادئ والواجبات التالية:
- احترام الحقيقة مهما كانت نتائجها على الصحافي، لأنه من حق الجمهور معرفتها.
- احترام حياة الأفراد الخاصة.
- الاحتفاظ بسرية المهنة وعدم الكشف عن المصادر.
- عدم المزج بين مهنة الصحافة والدعاية والإعلان.
- رفض كل أنواع الضغوطات السياسية والمادية.
- احترم تعدد الآراء.
- يمنع الخلط بين العمل الصحفي والاشهاري.
- احترام حقوق الإنسان والعمل على إرساء الديمقراطية، وإبرازها في الرسالة الإعلامية.
- الحقوق:
الوصول إلى مصادر المعلومات والبحث والتفتيش بحرية عن كل الحقائق التي تتعلق بالحياة العامة. ويحق للصحافي رفض أي نوع من الهيمنة التي تتعارض مع الخط العام للمؤسسة. فالصحافي ليس مجبرا أن يقوم بأي عمل مهني يتعارض مع ضميره. كذلك يحق للصحافي الاستفادة من عقد فردي يكون بمثابة ضمانة مادية تضمن له الاستقلال الاقتصادي.
- تتطلب الأمانة والصدقية أن يكون الصحافي مستقلا، مسؤولا، ملتزما، حياديا ودقيقا في البحث عن الحقيقة.
- أن يفصل بين الرأي والخبر أثناء كتابته أو نقله لحدث معين.
- وظيفة الإعلامي في الصحافة المكتوبة بشكل خاص الحث على القراءة والعمل على ذلك دون اختزال التجدد بالتجميل. بمعنى أن لا يكون الشكل على حساب النوعية.
- اعتماد التشويق مبدأ أساسي في العمل الصحفي، شرط أن لا يستخدم كتقنية في تسطيح الأمور أو زخرفة للحدث، وإنما التعمق في ما يتضمنه الحدث والتعبير عنه بلغة بسيطة لا تقلل من مستوى المضمون.
- في كتابة التقارير، عدم الاختزال على حساب المضمون، عدم فصل الوضع عن وضعيته.
- الدفاع عن الحقوق والتنمية
يساهم الإعلامي في نشر الثقافة الحقوقية:
- معرفيا: التعريف بالتشريعات ونقل المعرفة القانونية من التشريعات إلى عامة الناس من منطلق المستفيدين في الحياة العامة.
- سلوكيا: تعميم الوعي لدى المواطن لحقوقه وواجباته.
- أسلوبا: واجب الإعلامي تحويل الثقافة في العالم العربي بشكل عام ووضعها بمتناول الجميع كنمط حياة وسلوك، وذلك من خلال برامج تنقل التراث العربي إلى عامة الناس في الآداب والفلسفة والفنون والعلوم، معتمدا أسلوب التبسيط. والمساهمة في تحويل الإعلام العربي إلى آلية من آليات نقل القيم والخبرات في سبيل المعرفة والتنمية.
- متابعة السياسة من خلال طرح القضايا من منطلق المفاعيل على حياة الناس ومستقبلهم، لأن السياسة هي أيضا إدارة للشأن العام.
- طرح القضايا في جوانبها الإنسانية القريبة من اهتمامات الناس.
- ثقافة السلام الاجتماعي:
- يساهم الإعلامي في التوفيق بين الإعلام والديمقراطية من خلال تحرر الناس من الاستسلام وإنماء الحس النقدي وإدراكهم لمشاكل المجتمع والمحيط الذي يعيشون فيه.
- المساهمة في تنقية الكلمات والتعبير في التداول السياسي، حيث يتحول المصطلح إلى شعار، أو نقل شعارات بشكل مصطلحات.
- واجب الإعلامي الانتقال من الإعلام المتعلق حصرا بالسياسيين إلى الإعلام عن المجتمع والذي يعيد السياسة إلى الناس.
تشمل التغطية الإعلامية كل الشؤون دون استثناء، بخاصة الايجابيات التي تؤمن استمرارية الحياة والتي قد تغيب عن الإعلام مما يؤثر سلبا على الناس وعلى السلام الاجتماعي بشكل عام.
- بناء المواطنية الإعلامية:
تضمين البرامج الإعلامية تقويما لسلوكيات الطلاب والمتدربيين في مجالات الإصغاء والحوار والنقاش والاستماع إلى الرأي المختلف والقدرة على طرح المواضيع ونقل الرسالة بوضوح وإيجاز ودقة وتدريب الإعلاميين على ممارسة الديمقراطية والتنمية والسلام واكتساب ثقافة حقوقية تساعد في نقل الأخبار وتحليلها في إطار القواعد الناظمة للحياة العامة في التشريعات المحلية والدولية لحقوق الإنسان، فعلى الإعلامي الحفاظ على استقلاليته الفكرية والمهنية حيث السلطات الأربعة: المال، السياسة، الأنتلغنسيا والإعلام كي لا تصبح متحالفة في كتلة واحدة مما يشكل تراجعا في سلطة الإعلام كسلطة رابعة.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة