الأهداف العامة لأخلاقية الإعلام
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 3- 5
2025-10-27
233
الأهداف العامة لأخلاقية الإعلام:
تتعلق المسألة الديمقراطية بحق المواطن في المعرفة والمشاركة وهو حق من حقوق الإنسان الذي يتعرّض لخطر التحول إلى ضحية عبر التعامل معه كمجرد سلعة إعلامية استهلاكية.
لكن المواطنين يتعرضون في الإعلام لعدة مخاطر رئيسية:
- تسخير عمل وسائل الإعلام لأهداف سياسية انتقائية
- برامج إستزلامية
- احتكار المال السياسي الإعلامي
- ضعف الشفافية الحكومية في قضايا المجتمع والشأن العام
لكن الاهداف العامة تشمل حق المواطنين في الإعلام من خلال أربعة أبعاد:
- حقوقياً: في ضمان حرية الاطلاع والتعبير وإنشاء وسائل الإعلام.
- مهنياً: في الممارسة اليومية للإعلاميين في بحثهم عن الخبر والتدقيق في صحته وتقصي المعلومات والتحقق من مصادرها لكي يكونوا أحرارا غير تابعين لسلطات اقتصادية ولديهم القدرة على ممارسة الحرية دون طردهم من عملهم.
- خلقياً: في سبيل تكريس قيم المواطنة والتنمية والسلام الاجتماعي.
- وطنياً: في ترسيخ موجبات الوحدة الوطنية للشعب وتوفير مقومات السلم الأهلي والاستقرار الداخلي.
وهنا يمكن الترابط الأعمق بين الإعلام والديمقراطية في تحرر الناس من التبعية وإنماء حسهم النقدي وإدراكهم لمشاكل المجتمع والمحيط الذي يعيشون فيه.
وفي ظل التطور التقني الهائل لابد من استخلاص قواعد خلقية سلوكية في الممارسة الإعلامية وفي علاقات الإعلام مع المواطنين وعلاقة المواطنين بالإعلام من أجل تحقيق أهداف رئيسية أبرزها:
- حماية الاستقرار الداخلي.
- التنمية بأشكالها المختلفة.
- السلام الاجتماعي.
- حق المواطن في المعرفة بالمفهوم الحديث.
وهنا السؤال الأساس كيف يكون الإعلام إعلاماً؟
من الأهداف الأساسية لإيجاد قواعد خلقية في الممارسة الإعلامية:
- تعزيز حرية التعبير والإعلام والوصول إلى مصادر المعلومات الأساسية بحرية بهدف تعزيز الاستقرار والسلم الأهلي.
- عدم استخدام المنابر الإعلامية كوسائل للترويج أو للتشهير السياسي.
- حث الإعلاميين على مراقبة أدائهم بأنفسهم بعيدا عن الرقابة ودفعهم إلى الالتزام بمسؤولياتهم المهنية.
- توفير الشروط المناسبة التي تضمن للإعلاميين المزيد من الحرية والحصانة خلال ممارستهم المهنية.
- تنقية الممارسة الإعلامية من ثقافة العنف والتفتيت والتمييز.
- تعميم قواعد سلوكية في إدارة حق الاختلاف وتعميم أخلاقيات الحوار والتفاعل بين مكونات الحياة العامة الوطنية على قاعدة الاحترام المتبادل.
- تحقيق واجب احترام الشخصية الإنسانية في سلوك الإعلاميين المهني في الصحافة المقروءة أم في الوسائل المرئية والمسموعة.
تتركز الاهداف العامة لأخلاقيات المهنة على الاهتمام أحيانا بأولويات الضوابط الإعلامية في الموضوعات السياسية، وهو ما يفرض نفسه عادة في زمن الأزمات كما هي الحال في العديد من دول العالم، لكن التجربة الحية تطرح العديد من الإشكاليات والمواضيع على نطاق أوسع بما يتطلب نقاشا مهنيا يستهدف إيجاد المعايير المناسبة لخصوصيات كل بلد.
على ضوء التجارب هناك مسؤوليات مشتركة تتحملها الجهات المالكة لوسائل الإعلام من جهة وتلك التي يتحملها الصحافيون العاملون في هذه الوسائل. على سبيل المثال فان الاهداف العامة لاخلاقيات المهنة التي يجب مراعاتها لكونها لها الأثر الكبير على مقدمات نشرات الأخبار ومانشيتات الصحف لابد من ترك المسافة بين الخبر والرأي وعدم الترويج والتشهير والتعنيف.
لذلك لابد من احترام مبدأ الظهور المتكافئ لمختلف التيارات السياسية، واحترام المبادئ السلوكية في برامج الحوارات السياسية والاجتماعية. وضرورة حجب بعض المواقف بهدف حماية المجتمع من مخاطر التحريض على الانقسام وتهديد سلامة البلد وأيضا الحفاظ على المسافة القانونية والأخلاقية بين واجب الدفاع عن الوطن وحق إبداء الرأي في زمن الحروب وضرورة الابتعاد عن مشاهد العنف في التغطية الحية حفاظا على الكرامة الشخصية الإنسانية لكونها تترك المشاهد الدموية والعنيفة تأثيرها القوي على الرأي العام.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة