تحذير أمة من الاستبدال {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ}
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج5، ص31 -32
2025-10-12
338
قال تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]
{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} قيل أي أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون والقمي معناه أنتم يا هؤلاء تدعون {تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} يعم نفقة الغزو والزكاة وغيرهما {فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ} يبخلون {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} فإن نفع الانفاق وضر الإمساك عائدان إليه {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} فما يأمركم به فهو لاحتياجكم فإن امتثلتم فلكم وإن توليتم فعليكم {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا} عطف على وإن تؤمنوا .
القمي يعني عن ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) {يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا} غيركم يقم مكانكم قوما آخرين .
القمي قال يدخلهم في هذا الامر ثم لا يكونوا أمثالكم قال في معاداتكم وخلافكم وظلمكم لآل محمد صلوات الله عليهم .
وعن الصادق ( عليه السلام ) أعني أبناء الموالي المعتقين.
وفي المجمع عن الباقر ( عليه السلام ) قال إن تتولوا يا معشر العرب يستبدل قوما غيركم يعني الموالي .
وعن الصادق ( عليه السلام ) قال قد والله ابدل بهم خيرا منهم الموالي وفيه روى إن أناسا من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه وكان سلمان إلى جنب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فضرب يده على فخذ سلمان فقال هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس .
وفي ثواب الأعمال عن الصادق ( عليه السلام ) من قرأ سورة الذين كفروا لم يرتب أبدا ولم يدخله شك في دينه أبدا ولم يبله الله تعالى بفقر أبدا ولا خوف من سلطان أبدا ولم يزل محفوظا من الشك والكفر أبدا حتى يموت فإذا مات وكل الله به في قبره ألف ملك يصلون في قبره ويكون ثواب صلواتهم له ويشيعونه حتى يوقفونه موقف الامن عند الله تعالى ويكون في أمان الله وأمان محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
وفي المجمع مثله بأدنى تفاوت .
وعنه ( عليه السلام ) من أراد أن يعرف حالنا وحال أعدائنا فليقرأ سورة محمد ( صلى الله عليه وآله ) فإنه يراها آية فينا وآية فيهم .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة