النموذج الماركسي للاستقرار الاقتصادي ( التفسير المادي للتاريخ وفائض القيمة)
المؤلف:
أ. د. علي مجيد الحمادي
المصدر:
التشابك الاقتصادي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص65 - 67
2025-10-09
223
2-2 النموذج الماركسي للاستقرار الاقتصادي.
لقد اسهم ماركس Karel Marx1883 -1818 - في نظرية التطور الاقتصادي في ثلاثة مجالات فقد كان المجال الاوسع هو في تقديم تفسير اقتصادي للتاريخ، والمجال الاضيق في تشخيص القوى المحركة للتاريخ والمجال الاخير في اقتراح المسار البديل المخطط للتطور الاقتصادي. لا يعد غريباً ان نقرأ او نسمع عن اسهامات كهذه ونحن امام ابرز فيلسوف و اقتصادي وعالم اجتماع استطاع أن يلقي بسحره على عقول مئات الملايين من ابناء المجتمع البشري ويستحوذ على أفئدتهم، رغم اختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم، والأكثر من ذلك ان هناك الكثير ممن اختلفوا معه فكريا، هم شديدوا الاعجاب بتراثه الفكري ولا سيما بكتابه الشهير راس المال Das Kapital. وعلى الرغم من ان عرضنا هنا هو معالجة نظرية اعادة الإنتاج الماركسية وصلتها بنموذج المستخدم المنتج، وجدنا من المناسب ان نشير باقتضاب الى بعض مساهمات هذا العالم بوصفها المدخل الفكري اللازم لتغطية نظرية اعادة الانتاج.
1-2-2: التفسير المادي للتاريخ Materialistic Interpretation of History.
ان التفسير المادي للتاريخ يحاول ان يعرض بان كل الاحداث التاريخية هي نتيجة للصراع الاقتصادي Economic Struggle المستمر بين الطبقات والمجاميع المختلفة في المجتمع (1). ان السبب الرئيس لهذا الصراع هو التناقض بين اسلوب الإنتاج Mode of Production وعلاقات الانتاج Relationship of Production. ان اسلوب الانتاج يشير الى الترتيب الخاص بالانتاج في المجتمع الذي يحدد الطريقة الاجتماعية والسياسية والدينية للحياة. اما علاقات الانتاج فهي مشخصة بصورة فريدة Uniquely Characterized من خلال المكونات التالية:
(1) تنظيم العمل في اطار التقسيم والتعاون، ومهارات العمل، ومكانة العمل في الاطار الاجتماعي نسبة الى درجات الحرية أو العبودية.
(2) البيئة الجغرافية ومعرفة استخدام الموارد والمواد.
(3) الوسائل والعمليات الفنية وتحديد المجتمع بصفة عامة، طبقا لماركس، فان أي تركيب طبقي اجتماعي يتضمن طبقة تمتلك Propertied واخرى لا تمتلك Non-Propertied. وطالما ان اسلوب الانتاج يخضع للتغيير، فمرحلة التطور الاجتماعي تأتي عندما تصبح قوى الانتاج في تصادم مع التركيبة الطبقية للمجتمع. ان علاقات الملكية القائمة تتحول الى قيود على قوى الانتاج. ثم تأتي فترة (الثورة الاجتماعية). ان هذا يقود الى الصراع الطبقي الصراع بين من يمتلك ومن لا يمتلك والذي في النهاية يطيح بالنظام الاجتماعي العام.
2-2-2: فائض القيمة Surplus Value.
يستخدم ماركس نظريته في فائض القيمة كأساس للصراع الطبقي تحت ظل النظام الاقتصادي الرأسمالي وعلى اساس نظريته لفائض القيمة بنى التركيب الفوقي لتحليله للتطور الاقتصادي. ان الصراع الطبقي ببساطة هو حصيلة تراكم فائض القيمة الذي في يد بعض الرأسمالين. ان الرأسمالية، طبقا لماركس تقسم الى بطلين كبيرين Great Protagonists العمال الذين يبيعون قوة عملهم والرأسماليون الذين يمتلكون وسائل الانتاج فقوة العمل هنا مشابهة لأية سلعة أخرى. العامل يبيع عمله بما يستحقه في سوق العمل، وقيمته، مثل قيمة أي سلعة أخرى، فهي عبارة عن مقدار العمل الذي تتطلبه لإنتاج قوة العمل بمعنى اخر ان قيمة قوة العمـل هــي قيمة الحد الادنى الضروري للحفاظ على العامل والتي تحدد من خلال عدد الساعات الضرورية لإنتاجها. وكما يقول ماركس، ان قيمة السلع الضرورية بالنسبة للحد الادنى لمعيشة العاملين لا تساوي اطلاقا قيمة الانتاج من ذلك العمل. فاذا كان العامل يعمل عشر ساعات يوميا، فانه لا ياخذ سوى ست ساعات عمل ليغطي الحد الادنى للمعيشة Subsistence، وسيدفع له اجور لست ساعات فقط. وبالتالي فان الفرق البالغ اربع ساعات عمل تذهب الى جيب الراسمالي في هيئة ارباح اضافية، وريع وفوائد.
وقد اطلق ماركس على قيمة العمل غير المدفوعة هذه بفائض القيمة Surplus Value، فهو العمل الاضافي الذي يقدمه العامل دون ان يستلم اي شيء مقابل ذلك.
الاكثر قراءة في التحليل الأقتصادي و النظريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة