لماذا لا يجمع الله الغنى كله للمؤمنين؟
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج4، ص390 -391
2025-10-07
337
قال تعالى: {وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 35]
{وَزُخْرُفًا} وزينة القمي أمة واحدة أي على مذهب واحد وزخرفا قال البيت المزخرف بالذهب.
وعن الصادق (عليه السلام) لو فعل الله ذلك بهم لما آمن أحد ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفي الكافرين فقراء وجعل في المؤمنين فقراء وفي الكافرين أغنياء ثم امتحنهم بالأمر والنهي والصبر والرضا.
وفي الكافي والعلل عن السجاد (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية فقال عني بذلك امة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) أن يكونوا على دين واحد كفارا كلهم ولو فعل الله ذلك بامة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) لحزن المؤمنون وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم.
وفي العلل عن الصادق (عليه السلام) قال قال الله عز وجل لولا أن يجد عبدي المؤمن في نفسه لعصبت الكافر بعصابة من ذهب وإن وإنه كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا وقرئ لما بالتشديد بمعنى إلاّ فتكون إن نافية والاخرة عند ربك للمتقين.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) إن الله جل ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول وعزتي ما أحوجتك في الدنيا من هوان بك عليّ فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوّضتك في الدنيا قال فيرفع فيقول ما ضرني ما منعتني مع ما عوّضتني.
أقول: السجف بالمهملة والجيم الستر.
وعنه (عليه السلام) قال قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يا معشر المساكين طيبوا نفسا واعطوا الله الرضا من قلوبكم يثيبكم الله عز وجل على فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم.
وعنه (عليه السلام) قال ما كان من ولد آدم (عليه السلام) مؤمن إلا فقيرا ولا كافر إلا غنيا حتى جاء ابراهيم (عليه السلام) فقال ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة وفي هؤلاء أموالا وحاجة.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة