النعيم الذي يحظى به المؤمن في الجنة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص406-408.
2025-10-03
283
النعيم الذي يحظى به المؤمن في الجنة
قال تعالى : {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23، 24].
قال أبو جعفر عليه السّلام : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - في حديث طويل - « . . . فإذا استقرّ لوليّ اللّه منازله في الجنان ، استأذن عليه الملك الموكّل بجنانه ، ليهنّئه بكرامة اللّه عزّ وجلّ إيّاه ، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء والوصائف : مكانك ، فإنّ وليّ اللّه قد اتّكأ على أريكته وزوجته الحوراء مقبلة وحولها وصائفها ، وعليها سبعون حلّة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزّبرجد ، وهي من مسك وعنبر ، وعلى رأسها تاج الكرامة ، وعليها نعلان من ذهب ، مكلّلتان بالياقوت واللؤلؤ ، شراكهما ياقوت أحمر ، فإذا دنت من وليّ اللّه فهمّ أن يقوم إليها شوقا ، فتقول له : يا ولي اللّه ليس هذا يوم تعب ولا نصب ، فلا تقم ، أنا لك وأنت لي ، قال : فيعتنقان مقدار خمس مائة عام من أعوام الدنيا ، لا يملّها ولا تمله ، قال : فإذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فإذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر ، وسطها لوح ، صفحته درّة مكتوب فيها ، أنت - يا وليّ اللّه - حبيبي ، وأنا الحوراء حبيبتك ، إليك تاقت نفسي ، وإليّ تاقت نفسك.
ثمّ يبعث اللّه إليه ألف ملك يهنئونه بالجنّة ، ويزوّجونه بالحوراء ، قال : فينتهون إلى أوّل باب من جنانه ، فيقولون للملك الموكّل بأبواب جنانه : استأذن لنا على وليّ اللّه ، فإنّ اللّه بعثنا إليه نهنئه . فيقول لهم الملك : حتّى أقول للحاجب ، فيعلمه بمكانكم . قال : فيدخل الملك إلى الحاجب ، وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتّى ينتهي إلى أول باب ، فيقول للحاجب : إنّ على باب العرصة ألف ملك ، أرسلهم ربّ العالمين ليهنّئوا وليّ اللّه ، وقد سألوني أن آذن لهم عليه ، فيقول الحاجب : إنّه ليعظم عليّ أن أستأذن لأحد على ولي اللّه وهو مع زوجته الحوراء ، قال : وبين الحاجب وبين وليّ اللّه جنّتان ، قال : فيدخل الحاجب إلى القيّم فيقول له : إنّ على باب العرصة ، ألف ملك ، أرسلهم ربّ العزّة يهنّئون وليّ اللّه فاستأذن لهم ، فيتقدّم القيّم إلى الخدّام ، فيقول لهم : إنّ رسل الجبّار على باب العرصة وهم ألف ملك ، أرسلهم اللّه يهنّئون وليّ اللّه ، فأعلموه بمكانهم . قال : فيعلمونه ، فيؤذن للملائكة فيدخلون على وليّ اللّه وهو في الغرفة ، ولها ألف باب ، وعلى كلّ باب من أبوابها ملك موكّل به ، فإذا أذن للملائكة بالدخول على وليّ اللّه ، فتح كلّ ملك بابه الموكّل به .
قال : فيدخل القيّم كلّ ملك من باب من أبواب الغرفة ، قال : فيبلغونه رسالة الجبّار جلّ وعزّ ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ }- من أبواب الغرفة - سَلامٌ عَلَيْكُمْ إلى آخر الآية ، وذلك قوله عزّ وجلّ : وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً يعني بذلك وليّ اللّه ، وما هو فيه من الكرامة والنعيم ، والملك العظيم الكبير ، وإنّ الملائكة من رسل اللّه عزّ ذكره يستأذنون عليه ، فلا يدخلون عليه إلّا بإذنه ، فذلك الملك العظيم الكبير « 1 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ على الفقر في الدنيا « 2 » فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ - قال - يعني الشهداء » « 3 ».
_____________________
( 1 ) الكافي : ج 8 ، ص 95 ، ح 69 .
( 2 ) وفي رواية أخرى قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ في الدنيا عن اللذّات والشهوات الحلال . ( تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 211 ، ح 42 ) .
( 3 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 211 ، ح 43 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة