تقدير الارزاق حسب المصلحة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص408-409.
2025-10-03
316
تقدير الارزاق حسب المصلحة
قال تعالى : {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد : 26، 27].
قال الشيخ الطبرسي ( رحمه اللّه تعالى ) : {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ } : أي يوسع الرزق على من يشاء من عباده ، بحسب ما يعلم من المصلحة ، ويضيقه على آخرين إذا كانت المصلحة في التضييق ، وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا . أي : فرحوا بما أوتوا من حطام الدنيا فرح البطر ، ونسوا فناءه وبقاء أمر الآخرة وتقديره ، وفرح الذين بسط لهم في الرزق في الحياة الدنيا.
وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ أي ليست هذه الحياة الدنيا بالإضافة إلى الحياة الآخرة إلا قليل ذاهب ، لأن هذه فانية ، وتلك دائمة باقية . . .
وقيل : إنه مذكور على وجه التعجب أي : عجبا لهم أن فرحوا بالدنيا الفانية ، وتركوا النعيم الدائم ، والدنيا في جنب الآخرة متاع لا خطر له ، ولا بقاء له ، مثل القدح والقصعة والقدر يتمتع به زمانا ثم ينكسر . . .
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} أي : هلا أنزل على محمد معجزة من ربه يقترحها ، ويجوز أنهم لم يتفكروا في الآيات المنزلة ، فاعتقدوا أنه لم ينزل عليه آية ، ولم يعتدوا بتلك الآيات ، فقالوا هذا القول جهلا منهم بها قُلْ يا محمد إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ عن طريق الجنة بسوء أفعاله ، وعظم معاصيه . . . {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ} أي : رجع إليه بالطاعة . . . « 1 ».
_______________
( 1 ) مجمع البيان : ج 6 ، ص 36 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة