النبي محمد اعلم الأنبياء
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص411-412.
2025-10-01
303
النبي محمد اعلم الأنبياء
قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [الرعد : 31].
قال أبو إبراهيم عبد الحميد قلت لأبي الحسن الأوّل عليه السّلام :
جعلت فداك ، أخبرني عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ورث النبيّين كلّهم ؟ قال : « نعم ».
قلت : من لدن آدم حتّى انتهى إلى نفسه ؟ قال : « ما بعث اللّه نبيّا إلّا ومحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أعلم منه ».
قال : قلت : إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن اللّه ؟ قال :
« صدقت ، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطّير ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقدر على هذه المنازل ».
قال : وقال : « إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشكّ في أمره ، فقال : {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل : 20] حين فقده فغضب عليه ، فقال : {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [النمل : 21] وإنّما غضب لأنّه كان يدلّه على الماء ، فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان ، وقد كانت الرّيح والنّمل والإنس والجنّ والشّياطين والمردة له طائعين ، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء ، وكان الطير يعرفه . وإنّ اللّه يقول في كتابه وَلَوْ {أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد : 31] وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال وتقطّع به البلدان وتحيا به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء . وإنّ في كتاب اللّه لآيات ما يراد بها أمر إلّا أن يأذن اللّه به ، مع ما قد يأذن اللّه ممّا كتبه الماضون ، وجعله اللّه لنا في أمّ الكتاب ، إنّ اللّه يقول : {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [النمل : 75] ثمّ قال : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] فنحن الذين اصطفانا اللّه عزّ وجلّ وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء » « 1 ».
وقال عليّ بن إبراهيم في قوله تعالى : أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً يعني جعلهم كلّهم مؤمنين . وقوله : وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أي عذاب « 2 ».
وقال : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله : وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ : « وهي النّقمة أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ فتحلّ بقوم غيرهم ، فيرون ذلك ويسمعون به ، والذين حلّت بهم عصاة كفار مثلهم ، ولا يتّعظ بعضهم ببعض ، ولا يزالون كذلك حتّى يأتي وعد اللّه الذي وعد المؤمنين من النصر ، ويخزي اللّه الكافرين » « 3 ».
________________
( 1 ) الكافي : ج 1 ، ص 176 ، ح 7 ، وبصائر الدرجات : ص 134 ، ح 3 .
( 2 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 365 .
( 3) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 365 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة