الخاسر من فضل العاجلة على الاخرة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4، ص6-7.
2025-10-01
311
الخاسر من فضل العاجلة على الاخرة
قال تعالى : {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [إبراهيم : 2، 3].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ): اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أي : له التصرف فيهما على وجه لا اعتراض عليه. {وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ } : أخبر أن الويل للكافرين الذين يجحدون نعم اللّه ، ولا يعترفون بوحدانيته ، من عذاب تتضاعف الأمة.
ثم وصف الكافرين بقوله : {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ} أي : يختارون المقام في هذه الدنيا العاجلة ، على الكون في الآخرة ، وإنما دخلت عَلَى لهذا المعنى . وذمهم سبحانه بذلك لأن الدنيا دار انتقال وفناء ، والآخرة دار مقام وبقاء . وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أي : يمنعون غيرهم من اتباع الطريق المؤدي إلى معرفة اللّه ، ويجوز أن يريد أنهم يعرضون بنفوسهم عن اتباعها {وَيَبْغُونَها عِوَجاً } أي : يطلبون للطريق عوجا أي :
عدولا عن الاستقامة. والسبيل يذكر ويؤنث.
وقيل : معناه يلتمسون الدنيا من غير وجهها ، لأن نعمة اللّه لا تستمد إلا بطاعته دون معصيته أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ أي : في عدول عن الحق ، بعيد عن الاستقامة والصواب « 1 ».
_____________
( 1 ) مجمع البيان : ج 6 ، ص 57 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة