كلام الهاتف لآدم في انتقال النور الإلهيّ منه إلى الأئمّة عليهم السّلام
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج1/ ص34-35
2025-09-30
398
ينقل المؤرّخ الأمين الحسين بن علي المسعودي في (مروج الذهب) روايةً جامعة عن أمير المؤمنين عليه السلام حول ابتداء الخلقة وكيفيّة خلق نور محمّد وآل محمّد عليهم السلام، وعن كيفيّة انتقال ذلك النور في النشئآت المختلفة إلى أن يصل إلى خلقة الملائكة وخلقة آدم، ثم يقول: "ثم نَبّه آدَمَ على مُستُودِعِه، وكَشَفَ لَهُ عَنْ خَطَرِ مَا ائْتمنَهُ عَليهِ، بَعْدَ ما سَمَّاهُ إماماً عِنْدَ الملَائِكَةِ.
فَكَانَ حَظُّ آدَمَ مِنَ الْخير مَا أواهُ مِنْ مُسْتَودَعِ نُورِنا، ولم يَزَل اللهُ تَعالى يخبأ النُّورَ تحت الزّمانِ إلى أنَ فَضَّلَ محمّداً صَلى اللهُ عليه وآله وسَلم في ظَاهِرِ الفَتَراتِ.
فَدَعَى النّاسَ ظَاهِرًا وبَاطِنًا، ونَدَبهم سِرًّا وعَلَانيّةً، واسْتَدْعى عليه السّلامُ التَّنْبيهَ على العَهْدِ الذي قدّمه إلى الذّرِ قبلَ النسلِ.
فَمَنْ وَافَقَهُ وقَبَسَ مِنْ مِصباحِ النّورِ المقْدِمِ، اهْتدى إلى سِرّهِ واستَبانَ وَاضِحَ أمرِهِ؛ ومَنْ أبلسته الغَفلةُ، استحقّ السّخطَ.
ثم انتقل النّورُ إلى غَرائزِنا، ولَمَعَ في أئمتِنَا، فَنحن أنوارُ السّماءِ وأنوارُ الأرضِ فَبِنَا النَّجاةُ، ومِنّا مَكنونُ العِلم، وإلينا مَصيرُ الامُورِ، وبمهديِّنا تنقطعُ الحُججُ، خَاتمةُ الأئمّةِ ومُنقذِ الأمَّةِ، وغَايَةِ النّورِ، ومصدر الامور.
فَنحن أفْضَلُ المخْلوقين، وأشْرَفُ الموَحِّدينَ، وحُجَجُ رَبِّ الْعالَمِين.
فَلْيَهْنأ بالنّعمةِ مَنْ تَمَسّكَ بِوِلايَتِنا، وقَبَضَ على عُرْوَتِنَا".
ثم يقول المسعودي: فهذا ما نروي عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام[1].
ويقول المسعودي أيضاً: وقد رأيت في كثير من كتب التواريخ والسيرة والأنساب انّ آدم أبا البشر حين سمع هاتفاً يُخبره عن مقتل ولده هابيل زاد حزنه وغمّه لما جرى وما سيأتى.
"فَأوْحَى اللهُ إليهِ: إني مُخْرِجٌ نُوري الذي بِهِ السُّلوكُ في الْقَنَواتِ الطَّاهِرةِ، والاروماتِ الشَّريفَةِ، واباهِي بِهِ الأنْوارَ، وأجْعَلُهُ خَاتم الأنْبياءِ، وأجْعَلُ الَهُ خِيارَ الأئِمَّةِ الخلفاء.
وأخْتم الزَّمانَ بِمُدَّتِهِمْ، وأغُصّ الأرْضَ بِدَعْوَتِهِمْ، وأنْشُرُها بِشيعَتِهِمْ.
فَشَمِّرْ وتَطَهَّرْ، وقدِّسْ، وسَبِّحْ، واغْشَ زَوْجَتَكَ على طَهَارَةٍ مِنْهَا، فانَّ وَدِيعَتي تَنْتَقِلُ مِنْكُما إلى الْوَلَدِ الْكائِنِ مِنْكُمَا"[2].
[1] (مروج الذهب) المجلّد الأول، في طبعة مطبعة السعادة مصر، 1367 هجرية، ص 32 و33؛ وفي طبعة مطبعة دار الأندلس بيروت 1393 هجرية، ص 42 و43. وورد فيه لفظ (أراه) بدلًا من (أواه).
[2] (مروج الذهب) المجلّد الأوّل، في طبع مطبعة السعادة- مصر، 1367 هجرية، ص 37؛ وفي طبع مطبعة دار الأندلس- بيروت 1393 هجرية، ص 47.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة