اهل البيت هم اهل الذكر في القران الكريم
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص119-120.
2025-09-21
219
اهل البيت هم اهل الذكر في القران الكريم
قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 43، 44].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : قال جلّ ذكره فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ . « الكتاب : الذكر ، وأهله : آل محمّد عليهم السّلام ، أمر اللّه عزّ وجلّ بسؤالهم ولم يأمر بسؤال الجهّال ، وسمّى اللّه عزّ وجلّ القرآن ذكرا .
فقال تبارك وتعالى : {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف : 44] « 1 ».
وقال زرارة : قلت لأبي جعفر عليه السّلام : قول اللّه تبارك وتعالى : فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ من المعنون بذلك ؟ قال : « نحن ».
قال : قلت : فأنتم المسؤولون ؟ قال : « نعم » قلت : ونحن السائلون ؟
قال : « نعم » قلت : فعلينا أن نسألكم ؟ قال : « نعم » قلت : وعليكم أن تجيبونا ؟
قال : « لا ، ذلك إلينا ، إن شئنا فعلنا ، وإن شئنا لم نفعل ، ثمّ قال : هذا عَطاؤُنا { هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ص : 39] » « 2 ».
وروى هذا الحديث ، عليّ بن إبراهيم ، قال : حدّثني محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد ، عن أبي داود سليمان بن سفيان ، عن ثعلبة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله : فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ من المعنون بذلك ؟ فقال : « نحن واللّه » . فقلت : وأنتم المسؤولون ؟
قال : « نعم ». وساق الحديث إلى آخره ، إلّا أنّ فيه : « وإن شئنا تركنا » الحديث « 3 ».
وقال الرّيّان بن الصّلت : حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق وخراسان ، وذكر الحديث إلى أن قال فيه الرضا عليه السّلام : « نحن أهل الذكر الذين قال اللّه في كتابه : {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } فنحن أهل الذكر ، فاسألونا إن كنتم لا تعلمون ».
فقالت العلماء : إنّما عنى اللّه بذلك اليهود والنصارى . فقال أبو الحسن عليه السّلام : « سبحان اللّه ، وهل يجوز ذلك ؟ إذن يدعونا إلى دينهم ، ويقولون : هو أفضل من دين الإسلام » !
فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا - يا أبا الحسن - ؟ فقال عليه السّلام : « نعم الذكر : رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ونحن أهله ، وذلك بيّن في كتاب اللّه تعالى حيث يقول في سورة الطلاق : {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ} [الطلاق: 10، 11] فالذكر : رسول اللّه ، ونحن أهله » « 4 ».
_________
( 1 ) الكافي : ج 1 ، ص 234 ، ح 3 .
( 2 ) بصائر الدرجات : ص 62 ، ح 25 .
( 3 ) تفسير القمّي : ج 2 ، ص 68 .
( 4 ) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : ج 1 ، ص 228 ، ح 1 .
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة