جعل الموجودات في خدمة العباد
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص133-135.
2025-09-16
390
جعل الموجودات في خدمة العباد
قال تعالى : {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } [النحل : 78، 81].
قال علي بن إبراهيم قوله تعالى : {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ} إلى قوله : إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ : إنّه محكم.
ثمّ قال : قوله : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً يعني المساكن وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً يعني الخيم والمضارب : تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ أي يوم سفركم : وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ يعني في مقامكم وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ « 1 ».
وقال علي بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود - عن أبي جعفر عليه السّلام - في قوله : أَثاثاً قال : « المال » ، وَمَتاعاً قال : « المنافع » ، إِلى حِينٍ : « أي إلى حين بلاغها » « 2 ».
وقال في قوله : وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا قال : ما يستظلّ به وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ يعني القمص ، وإنّما جعل ما يجعل منه وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ يعني الدّروع « 3 ».
وقال سليمان بن خالد : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الحرّ والبرد ، ممّا يكونان ؟
فقال ؛ « يا أبا أيوب ، إنّ المريخ كوكب حارّ ، وزحل كوكب بارد ، فإذا بدأ المرّيخ في الارتفاع انحطّ زحل وذلك في الرّبيع ، فلا يزالان كذلك ، كلّما ارتفع المرّيخ درجة انحطّ زحل درجة ثلاثة أشهر ، حتّى ينتهي المرّيخ في الارتفاع وينتهي زحل في الهبوط فيجلو المرّيخ ، فلذلك يشتدّ الحر ، فإذا كان آخر الصيف وأوّل الخريف بدأ زحل في الارتفاع وبدأ المرّيخ في الهبوط ، فلا يزالان كذلك ، كلّما ارتفع زحل درجة انحطّ المريخ درجة ، حتى ينتهي المريخ في الهبوط وينتهي زحل في الارتفاع فيجلو زحل ، وذلك في أوّل الشتاء وآخر الخريف ولذلك يشتدّ البرد ، وكلما ارتفع هذا هبط هذا ، وكلما هبط هذا ارتفع هذا ، فإذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر ، وإذا كان في الشتاء يوم حارّ فالفعل في ذل للشّمس ، وهذا بتقدير العزيز العليم ، وأنا عبد ربّ العالمين » « 4 ».
______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 387 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 388 .
( 3 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 388 .
( 4 ) الكافي : ج 8 ، ص 306 ، 474 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة