الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
إقليم الرور الصناعي
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 353 ـ 356
2025-09-08
75
كما حدث في بريطانيا تركز التصنيع في أوروبا منذ البداية في أماكن صغيرة وغالبا عند حقول الفحم وقدر لمنطقة الرور في ألمانيا الغربية أن تصبح أهم منطقة صناعية في أوروبا وتتفوق على كل سابقاتها من الأقاليم البريطانية ومنطقة الرور سميت باسم فرع من فروع نهر الراين تقع عند ملتقى السهل الألماني الشمالي والمرتفعات الجنوبية المعروفة باسم سورلاند Sauerland and Siegerland وسيقر لاند ، وفى إحدى المناطق ذات التربات الخصبة المستمدة من ارسابات اللويس وتسمى البورد bored والتي توجد في أجزاء عديدة من الأطراف الجنوبية من السهل العظيم ، أما نهر الرور فيجرى خلال نطاق التلال وتفصله من السهل الشمالي خط ضيق من التلال يعرف باسم ها رسترائق Haarsirane ( بمعنى خيط الشعر) ، وإلى الشمال من هار سترائق وتحت تربة البورد الخصبة توجد ارسابات ضخمة من محم جيد النوع وتظهر على السطح في بعض الأماكن القريبة من الأطراف الجنوبية تأخر تطوير منطقة الرور أكثر من تطور أجزاء بريطانيا وبلجيكا الماثلة ، ومنذ العصر الحجري الحديث جذبت تربة المنطقة الخصبة أعدادا كبيرة من المزارعين وكان استغلال الفحم يقتصر وبنسبة ضئيلة على الارسابات السطحية لاستخدامه في تدفئة المنازل محليا ، وذلك في القرن الثالث عشر. وفي العصور الوسطى تطورت صناعة الحديد والصلب تحت نظام النقابات في مدينة سولينجن وغيرها من الأماكن في مرتفعات سورلاند و سيقرلاند ، وكانت تعتمد على خام الحديد المحلى والفحم النباتي من الغابات الكبيرة المتبقية ، وفي أواخر العصور الوسطى قوبت صناعة الأقمشة الكتانية المصنوعة من الكتان المزروع محليا بواسطة النقابات والقرويين واكتست أهمية كبيرة في هذه المنطقة.
وحتى بداية القرن التاسع عشر كانت مصانع الصلب تعمل بالأساليب التقليدية وكانت صناعة النسيج تتركز غرب نهر الراين، وكانت المنطقة معزولة تماما من آثار الثورة الصناعية التي كانت تجتاح بريطانيا إلا من بعض المضخات البخارية التي أقيمت لإيقاف تسرب المياه في مناجم الفحم الصغيرة ، أما المدن فقد ظلت صغيرة و محصورة داخل أسوار العصور الوسطى العالية وتؤدي مهمتها كمراكز تجارية وزراعية، ولنصف قرن بعد ذلك بقيت منطقة الرور ريفية في مظهرها وظلت الصناعة على حالها معزولة من أثر الثورة الصناعية وتعمل بأساليبها التقليدية التي ورثتها من العصور الوسطى.
وفي عام 1850 ظهر أول معلم من معالم الثورة الصناعية في هذه البيئة الريفية:
فقد شهدت مدن كريفيلد Munchen-GladbuchKrefeld میونیخ – جلادباخ و بعض مدن غرب الراين ، شهدت أول مصانع آلية ندار بالبخار، ووجد أصحاب الصناعات المنزلية والنقابات أنفسهم أمام هذا التيار العارم من التغيير والتكنولوجيا الحديثة ، وكما حدث في بريطانيا كانت صناعة النسيج أولى الصناعات التي تأثرت بالثورة الصناعية في ألمانيا.
وفى نهاية القرن التاسع عشر برزت منطقة الرور كأهم منطقة صناعية في أوروبا . وكانت هذه النهضة مطابقة لتوحيد ألمانيا . ومن آثار هذا التغيير أن ازداد إنتاج الفحم سبعة أضعاف فيما بين 1800 - 1850 ، وثلاثة وثلاثين مرة خلال النصف الأخير من هذا القرن. وأصبحت المناجم كبيرة تستخدم مئات الآلاف وأحدث الآلات وتغيرت إلى مؤسسات حضرية ضخمة بدل أن كانت صغيرة وريفية . وآل معظمها إلى ملكية شركات الحديد والصلب الكبيرة . وكما حدث في بريطانيا نزحت مصانع الحديد والصلب إلى حقول الفحم وحلت المصانع الضخمة التي تستخدم فحم الكوك محل النقابات الصناعية التي كانت تعتمد على الفحم النباتي.
ولم يكن خام الحديد المحلى كافيا لسد احتياجات ألمانيا الصناعية ومن ثم أخذت الدولة تستورد كميات ضخمة من خام الحديد من السويد وأسبانيا وإقليم اللورين التي ضمتها ألمانيا إليها في تلك الفترة وتصدر فحم الكوك في عملية مبادلة ، وبرز نهر الراين العريق كأهم ممر نهري لنقل البضائع وحلقة الوصل بين منطقة الرور وبقية أجزاء العالم، ويعج الآن بالصنادل الضخمة التي تحمل خام الحديد أو الفحم أو المنتجات الصناعية.
وكان طبيعيا أن يزداد سكان المنطقة أثر هذا التطور وانتشار وتوسع المدن الصناعية وعلى طول الجانب الشمالي لتلال ها رسترينق تطورت مراكز حضرية عديدة تمتد من دورتموند Dortmund في الشرق عبر بقوم Bochum واسن Essen وأوبرها وسن Oberhausen إلى دويسبيرج Duisburg على نهر الراين في الغرب وازداد سكان مدينة اسن مثلا من 4,100 شخص في العصور الوسطى إلى 10,000 في منتصف القرن التاسع عشر ثم إلى 200,000 في عام 1900 . ولم يكن عدد السكان الزراعيين المحليين كافيا للمويل الصناعات المزدهرة بما تحتاج اليه من أيدي عاملة ، ولذلك أخذ الناس يتوافدون من باقي أجزاء ألمانيا وبلجيكا وهولندا وشرق أوروبا .. وهكذا أصبحت منطقة الرور بوتقة ينصهر فيها هؤلاء المهاجرون مما أضفى لها شخصية عرقية مميزة عن باقي مناطق ألمانيا الأخرى ، وخلال جو الرور الريق الصحو أخذت المصانع تقذف بأدخنتها الكثيفة تلوث بها البيوت والبيئة وصدور الناس ، وعلى هذه الأدخنة بنت ألمانيا مجدها الصناعي وبرزت كأكبر منطقة صناعية في أوروبا ، وشهدت سنين ما بعد عام 1900 أحداثا جسيمة وتطورات ضخمة كانت لبعضها آثار مأسوية : فمرتان خلال هذه الفترة جندت امكانيات المنطقة لتمويل الأسلحة للجيش الألماني وفى المرتين كانت العواقب وخيمة عليها لم يجلب فقدان ألمانيا للحرب العالمية الأولى دمارا ماديا لمنطقة الرور الأن جبهة الحرب كانت تقع بعيدا في فرنسا عندما استسلمت ألمانيا ، وقد طالبت فرنسا بتعويضات مبالغ فيها . وعندما فشلت ألمانيا من دفعها اتخذت فرنسا ذلك حجة في غزو واحتلال منطقة الرور(1923 - 1924) ، أما الحرب العالمية الثانية فقد تركت المنطقة خربة ومشلولة اقتصاديا وحوكم عناة الصناعة فيها من أمثال كروب Krupp كمجرمي حرب وأودعوا السجون.
واقترح بعض المستشارين السياسيين الأمريكيين بإرجاع الرور إلى حالتها الزراعية الأصلية وتحويل أكبر منطقة صناعية إلى مراعي ، للماعز والأغنام لمنع أية محاولة لإحياء ألمانيا مستقبلا ، ولكن شاءت الأقدار أن يحدث عكس ما تمنوه فقد تحملت عبء إنعاش وإعادة تطوير الرور من خلال مشروع مارشال ، وفى مدة وجيزة رجع مستوى الإنتاج إلى ما كان عليه قبل الحرب وتفوق عليه . واليوم تمثل الرور قلب السوق المشتركة النابض ومركز المنطقة أو الرور الداخلية والتي تمتد لمسافة 56 كيلو مترا من الشرق للغرب و 24 كم من الشمال إلى الجنوب مقسم تقليديا بين مصانع الصلب الجنوبية ونطاق استخراج الفحم الشمالي ، وباستنزاف الارسابات السطحية في الجنوب انتقل تعدين الفحم تدريجيا إلى الأجزاء المنطقة ، أما الرور الخارجية ففيها نجد مراكز النسيج في فوبرتال الشمالية من Wuppertal ومدن الراين، وفيها أيضا صناعات أخرى عديدة ومنها تلك التي تستخدم الصلب كمادة خام في صناعاتها.
الاكثر قراءة في الجغرافية الصناعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
