منطقة التجارة الحرة الأوروبية
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 438 ـ 439
2025-09-10
299
أما الدول التي لم تستطع الانضمام للسوق المشتركة فقد شعرت بالرغم من ذلك أن هناك حاجة ماسة لتعاون دولى وثيق ولكن من خلال مبدأ التجارة الحرة والتعاون على مستوى الحكومات واجهزتها المختلفة. وقد تجمعت هذه الدول وعددها سبعة فيما عرف برابطة التجارة الحرة الأوروبية European Free Trade Association ( إننا ) أو برابطة و السبعة الخوارج وهى منظمة حرة أنشئت لتحقق ما ينادى به اسمه تحسين الصلات التجارية بين أعضائها وهي أيضا تعكس استمرارا لمحاولة سابقة فاشلة من قبل أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي الأورولى OEIC لتكوين منظمة تجارية أعم ومن ثم اعتبرت ( إفتار 18 ) اذا كخطوة مؤقتة حتى يتحقق الهدف الكبير ألا وهو الوحدة والتعاون للاعتقاد السائد أن التجزئة التي تسود في غربي أوروبا لن تدوم وستظهر مجموعة أن آجلا أو عاجلا تشمل دول ( إفتا ) نفسها ، وكانت المملكة المتحدة هي أقوى الأعضاء السبعة وأكثرها نفوذا كما أن الدول الإسكندناوية الثلاثة ( السويد - النرويج - الدنمارك ) من أعضائها المرموقين ، أما بالنسبة للنمسا وسويسرة فقد حدث اعتبارات جغرافية سياسية خاصة إلى انضمامها إلى الرابطة بينما كانت البرتغال عضوة فيها ، ثم انضمت ايسلندة مؤخرا وانتسبت فنلندة إليها رغم ارتباطها القوى مع روسيا.
ومن الصعب أن تحدد بعدا جغرافيا لرابطة ( إفتا ) حتى بعد السحاب المملكة المتحدة منها فربما كان اكثر ارتباطاً وميلا نحو دول إسكندناوه اذ كانت تضفي نوعا من التكامل بين هذه الدول هذا التكامل والاتحاد الذي فشل المجلس النوردي Nordic Council ذى الصلاحية المحدودة من تحقيقه ( ولم يسع لتحقيقه ) كما فشلت هذه الدول في تحقيق التعاون الاقتصادي بينها من خلال تنظيم النوردك Nordek وذلك في الستينات.
ومما يدعو إلى العجب ان الدول الإسكندناوية على الرغم من الوحدة الثقافية والسياسية والاقتصادية التي تتميز بها كإقليم ، لم تلعب دورا بارزا في تحقيق التكامل الأوروبي وخاصة بالنظر إلى إنجازاتها الداخلية في المجال الاجتماعي والسياسي ، وربما نتج ذلك من أن أية خطوة تقدم عليها في هذا المجال يجب ان تقيم في ضوء رد الفعل السوفيتي اتجاهها.
الاكثر قراءة في الجغرافية الصناعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة