النبي وهب فدك لفاطمة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص186-187
2025-09-07
424
النبي وهب فدك لفاطمة
قال تعالى : {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [الإسراء: 26، 27].
قال الرضا عليه السّلام : « قوله تعالى : وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ خصوصيّة خصّهم اللّه العزيز الجبّار بها ، واصطفاهم على الأمّة - قال - فلمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : ادعوا لي فاطمة ، فدعيت له ، فقال : يا فاطمة .
قالت : لبّيك يا رسول اللّه.
فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : هذه فدك وهي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، وهي لي خاصّة دون المسلمين ، وقد جعلتها لك لما أمرني اللّه تعالى به ، فخذيها لك ولولدك » « 1 ».
وقال عبد الرحمن بن الحجّاج : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله :
وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، قال : « من أنفق شيئا في غير طاعة اللّه فهو مبذّر ، ومن أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد » « 2 ».
وقال أبو بصير : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام في قوله وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، قال : « بذل الرجل ماله ، ويقعد ليس له مال ».
قال : فيكون تبذير في حلال ؟ قال : « نعم » « 3 ».
وقال عامر بن جذاعة : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : « اتّق اللّه ولا تسرف ولا تقتّر ، وكن بين ذلك قواما ، إنّ التبذير من الإسراف ، وقال اللّه :
وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إنّ اللّه لا يعذب على القصد » « 4 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « لا تبذّروا ولاية عليّ عليه السّلام » « 5 ».
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ يعني قرابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأنزلت في فاطمة عليها السّلام فجعل لها فدك ، والمسكين من ولد فاطمة عليها السّلام ، وابن السبيل من آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وولد فاطمة عليها السّلام.
قال : وقوله : وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً أي لا تنفق المال في غير طاعة اللّه إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ والمخاطبة للنبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والمعنيّ الناس ، ثم عطف بالمخاطبة على الوالدين ، فقال : وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ يعني : عن الوالدين إذا كان لك عيال ، أو كنت عليلا أو فقيرا ، فقل لهما قولا ميسورا : أي حسنا ، إذا لم تقدر على برّهم وخدمتهم ، فارج لهم من اللّه الرّحمة « 6 ».
________________
( 1 ) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : ج 1 ، ص 233 ، ح 1 .
( 2 ) تفسير العيّاشيّ : ج 2 ، ص 288 ، ح 53 .
( 3 ) تفسير العيّاشيّ : ج 2 ، ص 288 ، ح 54 .
( 4 ) تفسير العيّاشيّ : ج 2 ، ص 288 ، ح 55 .
( 5 ) المحاسن : ص 257 ، ح 298 .
( 6 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 18 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة