الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الصناعة الحضرية وانتشارها
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 341 ـ 343
2025-09-07
75
كانت الصناعة المتقدمة نوعا ما تتركز فى حوض البحر الأبيض المتوسط وخاصة في اليونان حيث انتقلت إليها من منطقة الهلال الخصيب ومصر، وفي عصرها الذهبي كانت المدن اليونانية مثل أثينا وكورينث هى الرائدة في المجال الصناعي وتفتخر بما لديها من النساجين والصباغين الذين تمرنوا على يد الفينيقيين ، وصانعي الجلود والخزافين الذين تركوا مخلفات أثرية قيمة وراءهم ، وصانعي الأسلحة والمجوهرات والمعادن والسفن وقد زالت هذه القيادة الفنية والمهنية بزوال القيادة السياسية لليونان وانتقلت إلى روما ومن بعدها إلى القسطنطينية.
أما في العصور الوسطى فقد أصاب التدهور الصناعة والنشاط التجاري عموما وظلت الصناعة الباقية محصورة في منطقة البحر المتوسط ثم أخذت أسبانيا الإسلامية تنافس القسطنطينية وفى الأولى برزت توليد واشتهرت بمنتجاتها من الصلب الجيد النوع وقرطبة ببضائعها الجلدية الراقية ، ولكن من أبرز التطورات التي حدثت فى هذا العصر هو ظهور شمال إيطاليا كمنطقة صناعية رائدة نتيجة للعوامل الآتية:
1 - تقلص النفود العربى الإسلامى فى حوض البحر المتوسط.
2 - القوة المتزايدة للبابوية وانتشار المسيحية عبر أوروبا الألبية.
3 - نمو السكان والإنتاج الزراعى فى المناطق الجرمانية والفرنسية مما أدى إلى توسيع الظهير الاقتصادي لشمال إيطاليا.
4- المكانة المهيمنة للتجار الايطاليين الذين كانوا يتنقلون بتجارتهم ما بين الصين وانجلترا مستغلين وضع ايطاليا المركزي آنذاك في حوض البحر المتوسط.
واشتهرت مدن مثل جنوة وميلانو وفلورنسه والبندقية بمنتجاتها من الحرير والأقمشة الأخرى وصباغة النسيج والأدوات النحاسية والأسلحة والزجاج وصناعة السفن وفى أوج مجدها كانت في البندقية 16,000 صانع سفن يصنعون سفينة كبيرة كل يوم. وبحلول عام 1703 كان حرفيو فلورنسة يصنعون 100,000 قطعة قماش في السنة وأصبحت ميلانو أهم مركز لصناعة الأسلحة في أوروبا . وقامت هذه المنجزات على أكتاف نظام وتحت رعاية النقابات الحرفية الحرة على عكس نظام المهنيين العبيد السائد في العصور المظلمة ولكن هذه السيادة الاقتصادية لم تدم طويلا فالحروب الواسعة الانتشار التي شملت فرنسا وانجلترا وأسبانيا وجنوبى إيطاليا زائدا عليها التلف والخراب الناجين من انتشار الطاعون البوبونى والتوسع التركي وظهور المحيط الأطلسي كطريق بحري رئيسي ، كلها أوماً بتدهور شمال إيطاليا كمنطقة صناعية وذلك في القرنين الرابع والخامس عشر، وتقلصت أهمية المراكز الصناعية العربية في أسبانيا بعد الاحتلال المسيحى كما عجل الأتراك بسقوط القسطنطينية ، وكان من جراء هذه الأحداث أن عانت المناطق الصناعية الرئيسية في حوض البحر المتوسط من هذه النكسات المتتالية.
وتبع ذلك أن انتقلت الزعامة التجارية الصناعية شمالا إلى بلجيكا وسويسرا وبالأخص جنوبى ألمانيا الذى انتقل إليها بعض المهارات الإيطالية والمدن التي تأثرت بهذه النهضة الجديدة تتضمن نيورنبيرج واوغزيرج Augsburg ونور دلنجن ورود نبيرج. وأسس إيطاليون آخرون صناعة الحرير التي اشتهرت بها مدينة ليون في فرنسا أما المنطقة الصناعية الرئيسية فكان مركزها في الفلاندرز التي شهدت بداية التطورات الأساسية في القرن الثاني عشر.
والحقيقة أن التقدم الصناعي في إقليم الفلاندرز لم يكن نتاجا لما حدث في إيطاليا أو وليد الصناعة الإيطالية بل كان معاصرا لها ، فقد ساعد صانعو الأقمشة الفلمنكيون المهاجرون في تأسيس صناعة النسيج في فلورنسا الإيطالية . ومثل شمال إيطاليا اكتسبت الفلاندرز أهميتها الصناعية لموقعها التجاري المناسب ، فقد أتاح تركز طرق تجارية بحرية ونهرية وبرية على إقليم الفلاند تحقيق نفس السيادة في شمال أوروبا التي حققتها المدن الإيطالية من قبل في إقليم البحر المتوسط ، وفي البداية كانت صناعة اقمشة تركز في ايبرس « غنت » و « بروج » و ، دواى ، وتعتمد في موادها الخام على الصوف المستورد من انجلترا وأسبانيا ، ثم أضيفت صناعة الكتان إلى الصوف في القرن الخامس عشر وأصبح الكتان من أهم منتجات المدن الفلمنكية وكانت له شهرة استمرت حتى القرن التاسع عشر.
وكان لنفوذ هؤلاء الحرفيين المهاجرين وتأثيرهم دور كبير في نهضة هولندا الصناعية ابتداء من القرن الخامس عشر، كما هاجرت نخبة من خبراء الصناعة الصوفية الفلمنكيون إلى منطقة يوركشير البريطانية منذ القرن الرابع عشر وأسهموا في تطوير هذه الصناعة هناك. وفي القرن السابع عشر طغت هولندا صناعيا على الفلاندرز في حين أن شمال ألمانيا وخاصة بروسيا تفوقت صناعتها على الأجزاء الجنوبية منها وطورت السويد وانجلترا صناعات رئيسية في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وكان هذا الانتقال التدريجي للنشاط الصناعي نحو الشمال وما تبع ذلك من تدهور في الأجزاء الجنوبية للقارة يعنى أن الصناعة أخذت ترتبط أو تطابق وجودها بالمناطق الجرمانية التي تدين بالبروتستانتية أكثر من تطابقها الدول الكاثوليكية ذات اللغات الرومانسية. وقد ذهب بعض الكتاب إلى عزو هذه الظاهرة إلى خصائص اجتماعية معينة تتميز بها الديانة البروتستانتية مثل القبول والموافقة على التغيير وتقديس العمل، وأن هذه الظاهرة هي التي أفضت إلى التطور الصناعي في الشمال البروتستانتي أكثر منه فى الجنوب الكاثوليكي وليس هناك من شك في أن بعض الأحداث قد ساعدت ماديا في ارتقاء هولندا وبروسيا وانجلترا صناعيا مثل اضطهاد وطرد الحرفيين والتجار الهيوقنون Huguenot من قبل الحكومة الفرنسية الكاثوليكية والضغط الذي تعرض له الفلمنكيون البروتستانت من قبل حكامهم الأسبان الكاثوليك وعلى أي حال فإن نقابات الجرمانيين هي التي كانت تقوم بالصناعات الرئيسية في أوروبا عند حلول القرن الثامن عشر ومع الصدارة الصناعية جاءت القوة السياسية التي ساعدت انجلترا في الحاق الهزيمة بفرنسا وساعدت بروسيا في السيطرة على النمسا وفى هذا المحتوى المكاني حدثت الثورة الصناعية بأبعادها الاقتصادية والحضارية.
الاكثر قراءة في الجغرافية الصناعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
