الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الغابات النفضية Deciduous Broadlear
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 66 ـ 70
2025-08-27
22
كانت هذه الغابات تغطي أجزاء شاسعة من أوربا فيما مضى ويتطابق توزيعها إلى حد ما مع إقليم المناخ الساحلي الغربي البحري الذي يشمل الجزر البريطانية ومعظم أجزاء فرنسا والأجزاء الغربية من ألمانيا وجنوبى شبه الجزيرة الإسكندناوية ، وفى الحقيقة يلاحظ الدارس علاقة سببية بين توزيع هذه النباتات والمناخ ، ولكن يجب علينا اتخاذ الحيطة والحذر في تبني هذه النظرة الحتمية في تفسير هذه العلاقة لأن مساحات كبيرة من هذه الغابات النفضية أيضا تغطى أجزاء من أوربا الشرقية حيث يسود المناخ القارى الرطب. ويتكون معظم أشجار هذه الغابات من أنواع عديدة من البلوط وهو النوع السائد وكذلك انواع اخرى تشمل الدردار ، والزان Booth والفري مباخ ( الدردار ) و الزيزفون Linden . ويمكن أن نطلق اسم ، الغابة النفضية ذات الأوراق العريضة على غابة تتكون ثلاثة أرباع أشجارها من هذه الأنواع المذكورة.
وتتميز التربات التي تنمو عليها هذه الأشجار بخصوبتها وصلاحيتها للزراعة ويمكن أن نعزو هذه الميزة جزئيا إلى انبساط التضاريس ووفرة الدبال الناتج من تحلل أوراق الأشجار المتساقطة عبر السنين ولذلك ليس من الغريب أن تزال مساحات كبيرة من هذه الغابات النفضية لغرض الزراعة ، وقد حدثت فترة الإزالة الرئيسية حد إلى عام 500 ميلادية ولكن بداية إزالة الأشجار وخاصة من منطقة تربة اللويس في السهل الالماني الشمالي ترجع إلى العصر الحجرى الحديث عندما بدأ الإنسان في هذه العملية على نطاق ضيق مستعينا بالنار والفأس، وفي فرنسا بقيت الغابات نفضية بدون مساس حتى وقت الغزو الرومانى واليها لجأت القبائل الغالية طالبة الحماية من الجيش الروماني المتقدم، وفى هذه الفترة أصبحت كلمة والغابة مرادفة للحدود في كثير من أجزاء الإمبراطورية المترامية الأطراف وخاصة في منطقة الغابات النفضية ، وقد استمرت الغابات تؤدى نفس الوظيفة كمناطق عازلة بين الشعوب الأوربية المعادية بعد زوال الإمبراطورية بوقت طويل وخاصة في العصور الوسطى كما كان الوضع بين الألمان والصقالبة ، وجاءت الكلمة الألمانية «مارك Mark» دومارش March لتعنى منطقة الحدود رغم أن المعنى الأصل للكلمة هو الغابة. وهكذا اكتسبت الغابات عند الرومان والألمان صفة الحدود السياسية التي نفصل بين المناطق المفتوحة التي تحتلها شعوب مجاورة معادية.
وقد أدى احتلال الرومان المناطق الغابات النفضية إلى الإسراع في إزالتها ولكن بقيت أجزاء كبيرة من هذه الأراضى مغطية بالغابات حتى بعد مرور قرون منذ احتلالها ، ثم تلت سقوط الإمبراطورية زيادة سكانية وهجرة القبائل الألمانية نحو الغرب وغزو الفرنك لفرنسا وتغلغل الأنجلو - ساكسون في الجزر البريطانية ، وفى العصور الوسطى بدأت الشعوب الألمانية في إزالة الغابات من مناطق في شمال فرنسا وغربى المانيا والمملكة المتحدة والأراضي المنخفضة ، وتم إنشاء مستعمرات زراعية جديدة على يد مجموعات صغيرة من المستوطنين كانت تعمل تحت ارشاد وقيادة الحكام وملاك الأراضى والكنائس ونجد الدليل لهذا التنظيف المبدئي للغابات في أسماء القرى والمدن الحالية التي تحمل الكلمات مثل Rod و Rol - Roth و Rode و Reuth وغيرها كما في فيرنيقرود Wernigerode وها يليقنروث و بیروث Basicuth وغيرها من المدن والقرى الألمانية التي Heiligemoth
تنتسب إلى الكلمة الألمانية الحديثة (Roden) والتي تعنى، يحنث او يقطع أو يزيل وفى أجزاء من بلجيكا وهولندا نجد الأشكال الفلمنكية والهولندية من هذه الكلمات اللاحقة مثل Rode . -Rardi - rath - - rode - وفى النرويج نجد tal - و ud - ، أما الكلمات الانجليزية والألمانية البادلة مثل brand bionn . brind . bient
Brindley, و oberbrand وغيرها كما في Brandroda فانها تشير إلى أن التنظيف المبدلي للأشجار قد تم بواسطة النار(To brand أو der brand) التي تظهر كثيرا في أسماء الأماكن الانجليزية مثل كما في Woodley Mariansleigh أما الكلمات اللاحقة leigh Ica فهي مشتقة من كلمة ألمانية قديمة بمعنى مكان منظف ، أوه مكان مفتوح في غابة كما في كلمة الفلمنكية مثل waterloo و Baverine أما في مناطق اللغة الفرنسية فنجد كلمة Sat وتعنى ينبش أو يستأصل أو يزيل ، كما في Cul-de-sart في بلجيكا و Let Eart في فرنسا.
بدأت عملية إزالة الغابات في الأراضي الألمانية في أماكن صغيرة ذات شكل دائري ، ثم بدأت العملية تتسع مع الزيادة السكانية وأخدت كل مجموعة تقوم بإزالة الأشجار من الأماكن المجاورة للقرية حتى تتلاقى الأراضي المنظمة للقرى المجاورة ، أما تنظيف الأودية في المناطق التلالية في وسط وشرق ألمانيا فقد كان يتم أولا بقطع الأشجار من على طول الوادى لاستخدامه بطريق ثم يمنح كل مستوطن قطعة أرض ضيقة وطويلة تمتد خلف الطريق العام، وتبنى المنازل في مقدمة المزرعة ويقع عبئ تنظيف كل قطعة على صاحبها ، ولعدم وجود ارتباط اجتماعي بين المستوطنين ينظم تقسيم الأرض فقد كانت مساحات المزرعة تتفاوت حسب طموح المزارع وعدد أفراد عائلته.
وهكذا استمرت ازالة الغابات النفضية على يد الألمان بدون توقف خلال العصور الوسطى حتى حوالى عام 1350 ميلادية عندما أخذت الأوبئة والأمراض والحروب تفتك بالناس وحدث تقلص كبير في عدد السكان في بعض المناطق مما أدى إلى توقف مؤقت في إزالة الغابات وفي بعض المناطق التي تأثرت بالطاعون والحروب أخذت الغابات تنمو من جديد كما في حوض الكويتيين في فرنسا التي نمت فيها الغابات من جديد أثناء حرب المائة سنة.
وكان المزارعون هم المسؤولون عن إزالة الغابات فى الفترة التي انتهت بمنتصف القرن الرابع عشر الميلادى وذلك لفرض الزراعة ، كما كان هناك الحرفيون الذين كانوا يعتمدون على الفحم النباتي لصهر المعادن وكانوا سببا في إزالة الغابات واليوم تقف كاربوناريا Silva Carbonnaria في برابانت Brabant البلجيكية وتعنى غابة صانعي الفحم سهلا خاليا من الأشجار.
ثم أخذت الشعوب الألمانية تعاود نشاطها في إزالة الغابات في الفترة ما بين القرنين السادس والسابع عشر بغرض التوسع الزراعى ولسد حاجة صناعة السفن والحرفيين من الأخشاب. وقد كانت السرعة في إزالة الأشجار إلى درجة أن انجلترا في منتصف القرن السادس عشر أخذت تعانى من نقص شديد في الأخشاب وتلتها فرنسا بعد قرن ، وشهدت أيرلنده في القرن السابع عشر آخر مراحل إزالة الغابات على يد ملاك الأرض الذين كانوا يصدرون الأخشاب إلى الخارج ، وعند بداية القرن الثامن عشر اختفت الأشجار من ايرلنده كما يوضح اختفاء البلوط من السجل اللقاحي بعد هذه الفترة ، وكانت حدة الإزالة للغابات نقل كلما اتجهنا شرقا في القارة ، واليوم تحتل الغابات النفضية 6% فقط من مساحة المملكة المتحدة و7% من مساحة هولندا و 20% من مساحة فرنسا و 27 % من مساحة المانيا (معظمها في الوسط والجنوب).
وكان لابد أن تثير هذه الإزالة الجائرة للأشجار اهتمام بعض الحادبين على مصير هذه الغابات لفرض حمايتها ، وفعلا قامت حركة لصيانة الغابات والحفاظ عليها ونجحت بعد جهد في الابقاء على ما تبقى من الغابات النفضية ، وقد قاد النبلاء هذه الحركة لإنقاذ الغابات تدفعهم الرغبة في البقاء على مناطق الصيد المحرمة لغرض الترفيه وقد نالت غابة و شيروود Sherwood في أنجلترا الحماية الملكية لهذا الغرض وكذلك غابة و تیر قارتن Tiergarten ومدينة الحيوان في وسط مدينة برلين ، حتى عام 1945 - 1946م عندما انهال السكان على الأشجار يقطعونها كوقود حتى قضوا عليها ، ثم بدئ فى إعادة تشجيرها مؤخرا وبقيت بعض الغابات في المناطق المتضرسة ذات الانحدارات الشديدة خاصة في أوروبا الوسطى وجنوب ألمانيا إلى درجة أن كلمة فالد Wald)) وتعنى غابة ، تطلق عادة على الأماكن المتضرسة مثل Schwa izwald الغابة السوداء أو ثور ينجز فالد في المانيا و Colwold في أنجلترا وكلها Thunngerwald اماكن متفرسة أما التشجير العلمى الحديث فقد بدأ منذ حوالى ثلاثة قرون استجابة للحاجة في الإبقاء والحفاظ على ما تبقى من غابات وهنا أيضا قاد الألمان الطريق ، وتلقى هذه الغابات المتناثرة عناية شديدة من قبل السلطات ويتم القطع فيها وفق نظام دقيق يعاقب من يخالفه ، وقد ساعد في الإبقاء على الغابات في الآونة الحديثة ارتفاع مستوى المعيشة وتبنى البترول والغاز فى التدفئة والطبخ، وينظر الأوروبي إلى هذه الغابات كمناطق ترفيهية يؤممها للفسحة وقضاء فترات الإجازة معسكرا فيها.
الاكثر قراءة في جغرافية النبات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
