الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الأستبس (حشائش العروض المتوسطة)
المؤلف: د.عبد العزيز طريح شرف
المصدر: الجغرافيا المناخية والنباتية
الجزء والصفحة: ص 574 ــ 579
2024-09-26
586
كان اسم الاستبس يطلق بمعناه الأصلى على الحشائش التي تغطي مساحات واسعة في داخل القارات فى العروض المتوسطة ، ولكنه أصبح في الوقت الحاضر يضم كذلك نطاقات أخرى من الحشائش الموجودة فى العروض المدارية بين نطاقات السفانا والصحاري الحارة من ناحية أخرى ، وقد سبق أن أوضحنا ذلك عند شرح التقسيم المناخي الذي اقترحه كوبن ، وسيكون كلامنا هنا مركزا على أي حال على استبس العروض المتوسطة ، وهى فى الواقع أعظم مناطق الاستبس اتساعا وأهمها من حيث تنوع مظاهر استغلالها الاقتصادي في الوقت الحاضر، وهي تتميز بأن حشائشها أقصر وأكثر اخضرارا وليونة من حشائش البفانا والاستبس الحار مما يجعلها أصلح منها لتغذية الماشية .
ومن الناحية المناخية نلاحظ أن مناخ السفانا والاستبس كلاهما قارى وأن أمطارهما تسقط في نصف السنة الصيفى ، إلا أن أمطار الاستبس أقل نوعا ما أمطار السفانا ، فبينما يبلغ معدل أمطار السفانا حوالي 100 سنتيمتر أكثر نجد أن معدل أمطار الاستبس يندر أن يزيد على 75 سنتيمترا . وفيما يختص بدرجة الحرارة نجد أنها يندر أن تنخفض فى أقاليم السفانا عن 21 مئوية في أي. شهر من الشهور ، أما أقاليم الاستبس فعلى الرغم من أنها تكون شديدة الحرارة في فصل الصيف فانها تكون شديدة البرودة في فصل الشتاء الذي ينخفض المعدل اليومى لدرجة الحرارة أثناءه إلى أقل من 6 م ، وقد ينخفض في بعض الجهات إلى مادون دراجة التجمد فيتغطى سطح الأرض بالجليد ، وفى هذا الفصل تجف معظم الحشائش وتموت نهائيا أو تبقى في حالة سكون حتى بداية الفصل الدافىء الذى يتفق مع فصل سقوط الأمطار وتتباين الحشائش المعتدلة في كثافتها من جهة إلى أخرى على حسب كميات الأمطار ، وعلى هذا الأساس يقسم بعض الجغرافيين المناطق التي تنمو فيها الحشائش إلى نوعين : هما
1ـ البراري ويقصد بها المناطق التي تنمو بها حشائش كثيفة مرتفعة تختلط بها أحيانا بعض الأشجار ، وتتراوح كمية المطر 100 سنتيمتر ، ومن أحسن الأمثلة عليها تلك السنوى فيها مابين 75 و المنطقة المعروفة باسم البرارى في وسط أمريكا الشمالية ،
2ـ الاستبس ويقصد بها المناطق التي تغطيها حشائش فقيرة نسبيا ، ويكون ذلك في الأقاليم التي تتراوح أمطارها بين 25 50 سنتيمترا ، وهى تخلو تماما من الأشجار وفى بعض هذه المناطق يتغطى سطح الأرض بخصل أو مجموعات متفرقة من الحشائش ، بينما ينمو في بعضها الآخر غطاء متصل من الحشائش القصيرة وتغطى الحشائش المعتدلة مساحات واسعة في القارات المختلفة ، ففى أوراسيا نجد أنها تنتشر في معظم دول شرق أوروبا وجنوب روسيا وغرب آسیا ، ، وهي تتدرج من أقليم الغابات النفضية في الغرب ومن إقليم الغابات الصنوبرية في الشمال ، وتتناقص كثافتها كلما اتجهنا شرقا تبعا لتناقص الأمطار حتى تنتهى في صحارى وسط آسيا ، ولكنها تعود للظهور مرة أخرى في منشوريا ، وهي تظهر فضلا عن ذلك في مساحات واسعة نسبيا في بعض دول حوض البحر المتوسط خصوصا في إيطاليا وإسبانيا . وفى إفريقية نجد أنها تنمو في القسم الجنوبي من هضبة إفريقية الجنوبية إلى الشرق من صحراء كلهاري ، ومنها الحشائش التي تنمو على هضاب الفلد والتي اشتهرت باسمها هذه الهضاب . وفي استراليا تنمو هذه الحشائش في السهول الوسطى في حوض نهر مرى ـ دارلنج ، وتتناقص كثافتها كلما اتجهنا غربا حتى تنتهى في النطاق الصحراوي الذي يشمل معظم وسط القارة . وإذا انتقلنا إلى العالم الجديد نجد أنها تشغل معظم السهول الوسطى في الولايات المتحدة كندا و جنوب وتتناقص كثافتها كلما اتجهنا غربا تبعا لتناقص الأمطار ، ولهذا فمن الممكن أن نقسمها إلى قسمين هما : 1ــ اقليم البراري في وسط الولايات المتحدة وجنوب كندا، وهو يمتاز بعلو حشائشه وكثافتها وكثرة الأزهار التي توجد بها ، ويعتبر خط طول 100 غربا الحد الغربي لهذا الأقليم على وجه التقريب ، 2 - اقليم الاستبس الذى تغطيه حشائش فقيرة نسبيا ، ويمتد إلى الغرب من ذلك حتى ينتهى عند المنحدرات الشرقية لجبال روكي .
ولكن يلاحظ أن مساحات واسعة من منطقة الحشائش المعتدلة تعتبر في جميع القارات تقريبا قد حولت إلى حقول زراعية لإنتاج بعض الغلات التي من أهمها الحبوب الغذائية مثل القمح.
اما القيمة الاقتصادية : ليس من شك فى أن مناطق الحشائش المعتدلة : الوقت الحاضر أعظم مناطق انتاج اللحوم فى العالم ، بل إنها أصبحت كذلك أعظم مناطق إنتاج القمح وبعض الحبوب الغذائية الأخرى وقد ساعد على ذلك عدة عوامل أهمها : 1ـ اعتدال مناخها وملائمته لنموالحشائش والمحاصيل الزراعية 2ـ معظم صلاحية حشائشها لتغذية الماشية والأغنام 3ـ وجود معظمها في دول متحضرة يمكنها أن تحسن للاستغلالها سند جودة التربة في معظم مناطقها .
وقد ترتب على قرب مراعى أوروبا وأمريكا الشمالية عن مراكز الصناعة وازدحام السكان بالقارتين ، وشدة الحاجة إلى المحبوبة الغذائية أن تحولت مساحات واسعة منها إلى حقول زراعية ، ففى الولايات المتحدة مثلا نجد أن . معظم البراري التي في القسم الشرق من السهول الوسطى أصبحت في الوقت الحاضر بين أعظم مناطق إنتاج القمح والنبرة في العالم ، وقد بدأت الزراعة تنتشر في هذه السهول منذ أواخر القرن الثامن عشر ، فقد كان سكان البلاد القليلون وقتئذ ينتشرون في الولايات الشرقية بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي .
وكان رعى الماشية موجودا جنبا إلى جنب مع الزراعة في نفس هذه الولايات ، إلا أن الميكان أخذوا التزايد بسرعة وترتب على ذلك أمران هما : أولات زيادة الاهتمام باستغلال أراضى الولايات الشرقية للإنتاج الزراعي، فأخذت المناطق التي كانت مخصصة لمرعي الماشية في التناقص حتى اختفت حرفة الزعيى تمامل من هذه الولايات : ثانياب هاجر الرعاة نحو الغرب إلى السهول الوسطى ، إلا أن التوسع الزراعي ماليث أن امتد إلى هذه السهول أيضا مما أدى إلى تزخرج لمعرفة الريمي مرة أخرى نحو الغرب حتى استقرت في نطاق الاستبس في القسم الغربي من السهول الوسطى وعلى الهضاب شبه الجافة . إلى الشرق من جبال روكي مباشرة ، ونظرا الا الأن هذه المراعي فقيرة نسبيا فان المواشي التي تربى عليها تكون غالبا هزيلة ، ولذلك فإنها تنقل إلى المناطق الزراعية في الشرق حيث تعلف على الذرة فترة من الوقت لتسمينها قبل ذبحها : وماحدث في أمريكا قد تحدث ما يشبهه إلى حد كبير في أوروبا ، حيث حولت كثير من مناطق الرعى فى وسط وشرق أوروبا إلى حقول زراعية ولهذا فقد تزحزحت حرفة الرعى نحو الشرق وأصبحت تتمركز في الوقت الحاضر في مراعي وسط وغرب آسيا ، بينما أصبحت أوكرانيا وجنوب روسيا من أعظم مناطق إنتاج القمح في العالم .
أما أمريكا الجنوبية وإفريقية واستراليا فان نسبة ماحول من مناطق الحشائش المعتدلة فيها للإنتاج الزراعى لاتزال أقل منها في أوروبا وأمريكا الشمالية ولاتزال حرفة الرعى هى السائدة في كل منها .
وأهم الحيوانات التي تربى في المراعي المعتدلة هي الأبقار والأغنام ، وترعى الأبقار عادة في مناطق البراري الغنية ، أما الأغنام فترعى في المناطق الفقيرة نسبيا ، وتشتهر مراعى استراليا ونيوزيلندة بصفة خاصة بتربية الأغنام التي تربى غالبا من أجل الصوف ، الذي تعتبر استراليا أكبر الدول المصدرة له فى العالم ، أما مراعي الأرجنتين وأمريكا الشمالية فتسود فيها تربية الماشية على تربية الأغنام وتعتبر الخيول كذلك من حيوانات المراعي المعتدلة ، وتكثر تربيتها بصفة خاصة في مراعي آسيا .
اما الحيوانات غير المستأنسة : بصرف النظر عن الحيوانات المستأنسة التي سبق ذكرها والتي تربى لأغراض اقتصادية ، يلاحظ أن مناطق الحشائش تعتبر موطنا لأنواع متعددة من الحيوانات التي يشترك أغلبها في صفات معينة تمكنها ن تحمل الظروف الطبعية السائدة فيها ، ومن أهمها جفاف فصل الشتاء وشدة من. برودته وفقر الحياة النباتية أثناءه ، ولهذا فان بعض الحيوانات يضطر للهجرة إلى مناطق أخرى ، بينما يضطر البعض الآخر للاعتكاف والراحة التامة في مساكنه حتى يحل فصل الدفء وتميل معظم حيوانات هذه المناطق سواء في ذلك الطيور أو الحيوانات الثدبية إلى أن تعيش في مجموعات وأن تهاجر في مجموعات كذلك ، وكثيرا ما تضطر للانتقال إلى أماكن بعيدة جدا هربا من البرودة الشديدة أو بحثا عن الماء في فصل الشتاء وتغير أثناء انتقالها على المناطق الزراعية التي تصادفها .
والحيوانات الثديية التي تعيش بريا في المراعى المعتدلة أهمها الغزال وبعض الحيوانات القارضة مثل السنجاب البرى والجربوع Jerboa والأرانب البرية ، وقد كانت مراعى أمريكا الشمالية تشتهر بوجود نوع من الثيران الوحشية يطلق عليه اسم البيزون Bison ويشتهر بسرعة العدو ، وهي ميزة تساعده على الهروب من الذئاب التي توجد بكثرة فى هذه المراعي ، وقد كان البيزون موجودا بكثرة فى الماضى ولكنه كاد ينقرض في الوقت الحاضر بسبب كثرة اصطياده من جهة وتحول كثير من مناطق الحشائش للإنتاج الزراعي أو الرعوي المنظم من جهة أخرى .
أما الطيور فمن أهمها السمان Quails الذي يهاجر في أواخر الخريف . نحو المناطق الدافئة هربا من برودة فصل الشتاء وبحثا عن الغذاء ، ومنها كذلك الحجل Partridge والقنابر قنبرة ، وبعض الطيور الجارحة مثل النسور .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Finch, V.C., & Trewartha, C. Physical Elements of Geography, 3 rd ed. 1949. P. (1)