الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
غابات البحر المتوسط المفتوحة
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 64 ـ 66
2025-08-27
19
كانت المناطق الساحليه من اقليم البحر المتوسط تغطيها في الماضى غابات مفتوحة تتكون من أشجار دائمة الخضرة ذات الأوراق العريضة وتتخللها شجيرات خشبية وحشائش ، وكانت هذه النباتات من الأنواع المقاومة للجفاف الذي يسود في فصل الصيف الحار ، وكانت جذورها تمتد إلى أعماق التربة سعيا وراء الماء ، وتتميز بخصائص مثل الأوراق السميكة والشمعية واللحاء الغليظ السميك والجذور الطويلة ، وذلك من أجل الإقلال من التبخر، وتظهر هذه الخصائص في الحاء شجر البلوط السميك المتشقق وأوراق أشجار الزيتون الملساء كما أن كثيرا من الأشجار أوراقها صغيرة ولامعة لمقاومة التبخر أيضا. أما الأشجار فتنمو متباعدة ومتفرقة ويتراوح ارتفاعها بين المنخفض والمتوسط كما تتميز عادة بجذوع غليظة وفروع كثيرة العقد ، أما الأنواع السائدة من الأشجار فهي الغار Laurel والسرو والكستناء Chestnut والخزامى خيرى البر Lavender والآس Mitle والزيتون والبلوط ، وفي المناطق المرتفعة نجد الحور Poplur والدردار Ash والتبتولا Cypress Birth والصنوبر Pine ترجع بداية تدمير هذه الغابات على يد الإنسان إلى عصور ما قبل التاريخ وفى إلياذة هومر نجد أقدم إشارة إلى الغطاء النباتي السائد في إقليم البحر المتوسط آنذاك والتي تدل على غطاء كامل من الغابات فى كثير من المناطق التي تخلو تماما من الأشجار في وقتنا الحالي مثل جزیرتی سامو تراکی Samothraki وإناكي lhaki
وهما جزيرتان يونانيتان وقد تم تدمير نبات إقليم البحر المتوسط بوسائل عدة ولأغراض متنوعة عبر آلاف السنين وقد استخدمت النار لإزالة الغابات من أجل توسيع رقعة المراعي للأعداد الضخمة من الضأن والماعز التي كانت تربى هنا ، وكذلك لإفساح الحبوب والكروم واقامة البساتين وكانت النيران توقد عمدا في فصل الجفاف عندما تجف الحشائش وكانت الحرائق من المناظر المألوفة في فصل الصيف التي أشار اليها هومر في كتاباته ، وسبب آخر أدى الى تدمير الغابات هو قطع الاخشاب لصناعة السفن ومن ضمنها الالف سفينة التي بنيت من أجل هيلينا الطروادية ، ومع شيوع استخدام الحديد كان الفحم النباتي يستخدم في المعدن كما كانت الاخشاب تستخدم أيضا في بناء المعابد والقصور الى أن اجبرت ندرة الأخشاب مع تقلص المساحات الغابية إلى تبنى الحجر كمادة بناء أساسية في كثير من أجزاء الأقليم ، وبحلول عام 400 ق . م كانت اتيكا Allien خالية من الأشجار وقد اتخذ هذا التدمير الجائر للنباتات من قبيل الإنسان بعدا أكبر في هذا الإقليم نسبة لعجز الغابات عن النمو مرة ثانية بعد إزالتها ، وأصبحت هذه الإزالة تتخذ صفة دائمة وذلك لسببين أساسيين:
1 - كانت هذه الغابات المفتوحة تحتل منحدرات الجبال ، وقد أدى إزالة الأشجار من على هذه المنحدرات إلى انجراف التربة تحت تأثير الأمطار الشتوية ونقلها إلى بطون الأودية والسهول الساحلية تاركة هذه المنحدرات عارية من التربات الصالحة لنمو الأشجار مرة ثانية.
2- كثرة الماعز في هذا الإقليم وعادة هذا الحيوان في الرعي ، فالماعز تستطيع التحرك بسهولة على المنحدرات المتضرسة وتأكل النباتات التي تنمو لتوها ولا تترك لهذه النباتات فرصة للنمو حتى تكبر، وقد تكون الماعز سببا لاستمرارية التعرية النباتية في كثير من أجزاء منطقة البحر المتوسط ، وفي العصر الكلاسيكي وبعده تعرض ما تبقى من الغابات للإزالة لأغراض مماثلة لتلك التي أدت إلى إزالة الغابات من قبل ، فقد كان بناء السفن التجارية في البندقية وجنوه والأساطيل البحرية التابعة للبيزنطيين والأسبان والبرتغال تتطلب الأخشاب التي كانت تقطع من غابات المنطقة ، وكان حرفيو فلورنسة وطليطلة واسطنبول يستخدمون القحم النباتي في المعدات المعادن التي كانوا يستخدمونها في صنع كما أن الرعاة والمزارعين كانوا يسعون دائما لإزالة الغابات لإفساح المجال للزراعة والرعي ومن نتائج هذا التدخل البشري فى نباتات المنطقة تلك الرقاع الشاسعة من الأراضي الصخرية الخالية من النباتات ، أو تلك الأقاليم التي تغطيها شجيرات قصيرة وتعرف بالماكي Maquis في فرنسا و ماشيا أو ماكي Macchia, Maki في إيطاليا و ماتورال Mattorial في أسبانيا. وقد اتخذ رجال المقاومة الفرنسية هذه الادعاب مدح اثناء الحرب العالمية الثانية ولذلك عرفت الحركة بالماكي، كما توجد مناطق تنمو فيها نباتات الجاريج Garigue وهي عبارة عن عطاء رفيق من شجيرات متناثرة دائمة الخضرة تنمو في تربات ضحلة أو بين شقوق الصخور العارية ، وهكذا نجد أن الإنسان قد تسبب في تدمير البيئة في منطقة البحر المتوسط وقد يرجع تخلف كثير من أقاليم هذه المنطقة إلى هذا التدهور البيئي الناتج من التدمير الجائر للنبات وما ترتب على ذلك من تعرية وانجراف للتربة.
الاكثر قراءة في جغرافية النبات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
