سنن شهر رمضان وفضل القراءة فيه للقرآن
المؤلف:
الشيخ المفيد
المصدر:
المقنعة
الجزء والصفحة:
ص310_314
2025-08-26
297
ما ذكرناه من سنن الصيام ينتظمه سنن شهر رمضان ويزيد عليه بما أنا ذاكره على البيان إن شاء الله تعالى.
رَوَى عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: يَا جَابِرُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ فَصَامَ نَهَارَهُ وقَامَ وِرْداً مِنْ لَيْلِهِ وحَفِظَ فَرْجَهُ ولِسَانَهُ وغَضَّ بَصَرَهُ وكَفَّ أَذَاهُ خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَحْسَنَ هَذَا مِنْ حَدِيثٍ قَالَ مَا أَشَدَّ هَذَا مِنْ شَرْطٍ (1).
وقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِنَّ أَيْسَرَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الصَّائِمِ فِي صِيَامِهِ تَرْكُ الطَّعَامِ والشَّرَابِ (2).
ومن سننه الغسل في ست ليال منه أولها أول ليلة منه وليلة النصف منه وليلة سبع عشرة منه وهي ليلة الفرقان وفي صبيحتها الْتَقَى الْجَمْعانِ وليلة تسع عشرة منه وفيها يكتب وفد الحاج وهي الليلة التي ضرب فيها أمير المؤمنين (ع) وليلة إحدى وعشرين منه وهي الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين (ع) وفيها قبض يوشع بن نون وصي موسى (ع) وفيها رفع عيسى ابن مريم ع وليلة ثلاث وعشرين منه وهي التي ترجى أن تكون ليلة القدر والغسل أيضا سنة عند انقراضه في ليلة الفطر وهي الليلة التي يعطى العامل أجره.
ومن سنته قيام ليله بألف ركعة سوى الإحدى والخمسين وقد شرحنا حال هذه الألف الركعة في أبواب الصلاة المتقدمة في هذا الكتاب (3) وفصلناها على الترتيب.
ويستحب أن يختم فيه القرآن بتلاوته ختمات.
وقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ يَخْتِمُ فِيهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُلَّ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ خَتْمَةً (4).
وروي أيضا أكثر من ذلك (5).
فَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْبِلَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (ع) قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ أَبِي سَأَلَ جَدَّكَ عَنْ خَتْمِ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فَقَالَ لَهُ جَدُّكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ قَالَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ لَهُ جَدُّكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ لَهُ أَبِي نَعَمْ قَالَ مَا اسْتَطَعْتَ وَكَانَ أَبِي يَخْتِمُهُ أَرْبَعِينَ خَتْمَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثُمَ خَتَمْتُهُ بَعْدَ أَبِي فَرُبَّمَا زِدْتُ وَرُبَّمَا نَقَصْتُ عَلَى قَدْرِ فَرَاغِي وَشُغُلِي وَ نَشَاطِي وَكَسَلِي فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) خَتْمَةً وَلِعَلِيٍ (ع) خَتْمَةً أُخْرَى وَ لِفَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَ آلها أُخْرَى ثُمَّ لِلْأَئِمَّةِ (ع) حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَيْكَ فَصَيَّرْتُ لَكَ وَاحِدَةً مُنْذُ صِرْتُ فِي هَذِهِ الْحَالِ فَأَيُّ شَيْءٍ لِي بِذَلِكَ قَالَ لَكَ بِذَلِكَ أَنْ تَكُونَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَلِي بِذَلِكَ قَالَ نَعَمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (6).
ورُوِيَ عَنِ الْبَاقِرِ (ع) أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ رَبِيعٌ ورَبِيعُ الْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ (7).
ويستحب أن يقرأ في ليلة ثلاث وعشرين منه إنا أنزلناه ألف مرة فَقَدْ رَوَى أَبُو يَحْيَى الصَّنْعَانِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ: لَوْ قَرَأَ رَجُلٌ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ أَلْفَ مَرَّةٍ لَأَصْبَحَ وهُوَ شَدِيدُ الْيَقِينِ بِالاعْتِرَافِ بِمَا يُخَصُّ بِهِ فِينَا ومَا ذَاكَ إِلَّا لِشَيْءٍ عَايَنَهُ فِي نَوْمِهِ (8).
ويستحب أن يقرأ في هذه الليلة أيضا سورتا العنكبوت والروم فقد رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَتَيِ الْعَنْكَبُوتِ وَالرُّومِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ فَهُوَ وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَا أَسْتَثْنِي فِيهِ أَبَداً وَلَا أَخَافُ أَنْ يَكْتُبَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيَّ فِي يَمِينِي إِثْماً وَإِنَّ لِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَكَاناً (9).
ومن سننه الصلاة على رسول الله ص في كل يوم مائة مرة وما زاد ذلك فهو أفضل.
فإذا صليت المغرب من هذه الليلة وهي أول ليلة في الشهر فادع بهذا الدعاء وهو دعاء الحج فتقول: اللَّهُمَّ مِنْكَ أَطْلُبُ حَاجَتِي وَمَنْ طَلَبَ حَاجَتَهُ إِلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فَإِنِّي لَا أَطْلُبُ حَاجَتِي إِلَّا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَأَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ عَامِي هَذَا إِلَى بَيْتِكَ الْحَرَامِ سَبِيلًا حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زَاكِيَةً خَالِصَةً لَكَ تُقِرُّ بِهَا عَيْنِي وَتَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتِي وَتَرْزُقُنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي وَأَنْ أَكُفَّ عَنْ مَحَارِمِكَ حَتَّى لَا يَكُونَ عِنْدِي شَيْءٌ آثَرَ مِنْ طَاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ وَالْعَمَلِ بِمَا أَحْبَبْتَ وَالتَّرْكِ لِمَا كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ وَاجْعَلْ ذَلِكَ فِي يُسْرٍ وَعَافِيَةٍ وَمَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفَاتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ تَحْتَ رَايَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَعَ أَوْلِيَائِكَ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِي أَعْدَاءَكَ وَأَعْدَاءَ رَسُولِكَ وَأَنْ تُكْرِمَنِي بِهَوَانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلَا تُهِنِّي بِكَرَامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا حَسْبِيَ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ (10)
___________________
(1) الوسائل، ج 7، الباب 18 من أبواب أحكام شهر رمضان، ح 2، ص 220.
(2) الوسائل، ج 7، الباب 11 من أبواب آداب الصّائم، ح 8 و11، ص 118.
(3) الباب 14، (باب صلاة شهر رمضان)، ص 165.
(4) الوسائل، ج 7، الباب 17 من أبواب أحكام شهر رمضان، ح 3، ص 219.
(5) الوسائل، ج 7، الباب 17 من أبواب أحكام شهر رمضان، ح 4، ص 219.
(6) الوسائل، ج 4، الباب 28 من أبواب قراءة القرآن، ح 1، ص 864.
(7) الوسائل، ج 7، الباب 17 من أبواب أحكام شهر رمضان، ح 2، ص 218.
(8) الوسائل، ج 7، الباب 33 من أبواب أحكام شهر رمضان، ح 2، ص 264.
(9) الوسائل، ج 7، الباب 33 من أبواب أحكام شهر رمضان، ح 1، ص 264.
(10) الوسائل، ج 7، الباب 21 من أبواب أحكام شهر رمضان، ح 2، ص 236.
الاكثر قراءة في احكام متفرقة في الصوم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة