التوراة تقول الدين يدعو إلى الجمود والعمى
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج3/ ص136-138
2025-08-11
552
يعرّف القرآن الشجرة المذكورة بأنّها شجرة خبيثة، والشيطان، الذي ادّعى أنّها شجرة الخُلد، كذّابٌ وعدوٌ لآدم. لكنّ التوراة تقول غير هذا. فهي تقول: إنّها شجرة العلم والمعرفة. وأن الله أراد أن يبقى آدم في الجنّة جاهلًا دون علم أو معرفة، وأن الشيطان إنّما دعا آدم ليأكل من تلك الشجرة، فلمّا تناول منها حصل على العلم والمعرفة فوجد نفسه عرياناً.
وحسب كلام التوراة فإنّ الشيطان صادق وصاحب مخلص لآدم، وهو الذي دلّه على الحقيقة والواقع وهداه إليهما؛ في حين أراد الله أن يبقى آدم بعيداً عن تلك المعرفة وجاهلًا وبمنأى عن ذلك العلم، ولهذا منعه من تناول ثمر شجر المعرفة.
وعلى هذا الأساس تقول التوراة: أن الله والدين يدعوان إلى الجمود والركود والجهل والعمى، ويريدان من الإنسان أن يكون محاطاً دوماً بالجهل. وإذا أراد الإنسان أن يخرج من تلك الحالة ويحصل على المعرفة، وجب عليه أن يتخلّص من قوانين الدين وتعالى مه؛ لأنّ تلك القوانين والتعاليم لا تمثّل إلّا الجهل والعمى وهي إنّما حُجُبٌ وموانع تحول دون الوصول إلى الحقائق والواقعيّة. ولذا يمكن القول: أن تعاليم التوراة هذه أكبر جريمة تُرتكب بحقّ البشريّة.
وللمرحوم آية الله المحقّق والباحث الشيخ جواد النجفيّ البلاغيّ رضوان الله عليه أبحاث قيّمة في هذا المجال.[1]
نعم، ولا بأس هنا ونحن مُقبلون على إنهاء مسألة الشرور في قصّة آدم وإبليس أن لا يفوتنا ذكر موضوعين آخرين كذلك؛ الأوّل التشاؤم الفلسفيّ، والثاني: الاختلافات والتباينات.
فأمّا ما يخصّ المسألة الاولى، نكتفي بإيراد ما قاله المرحوم الصديق العزيز الشهيد الفقيد: آية الله الحاجّ الشيخ مرتضى المطهّريّ قدّس سرّه الشريف. يقول المرحوم: «يطرح القرآن مسألة الشيطان بشكل مذهل ومحيّر حقّاً بحيث لا يؤثّر سلباً على مسألة التوحيد الذاتيّ وأصل لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ،[2] وكذا أساس التوحيد في الخالقيّة، وأصل أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ،[3] قُلِ اللَّهُ خالِقُ كل شيء،[4] لم يتخذ صاحبة ولدا ولم يكن له شريك في الملك[5].
[1] الآيات 115 إلى 121، من السورة 20: طه.
[2] «الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة» ص 7 إلى 11، تحت عنوان( نهي آدم عن الشجرة والكذب، والحيّة والصدق)، وعنوان( هل عند الله جلّ شأنه كذب وغشّ؟!)، طبعة النجف الأشرف، وسنة 1382 ه-.
[3] قسم من الآية 11، من السورة 42: الشوري.
[4] قسم من الآية 54، من السورة 7: الأعراف.
[5] قسم من الآية 16، من السورة 13: الرعد.
الاكثر قراءة في شبهات وردود
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة