 
					
					
						تقول الثنويّة «أهريمن» قطب مستقلّ مقابل «أهورا مزدا»					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
						 المؤلف:  
						السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ					
					
						 المصدر:  
						معرفة الله
						 المصدر:  
						معرفة الله					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج3/ ص105-106
						 الجزء والصفحة:  
						ج3/ ص105-106					
					
					
						 2025-08-09
						2025-08-09
					
					
						 467
						467					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				الشيطان: يُعتبر الشيطان من عجائب عالم الخلقة، حيث دلّ عليه القرآن الكريم دلالة صريحة في مواضع عديدة، وهو بمثابة المحك للإنس والجنّ وهو مُكلَّف بمهمّة تفتيشيّة؛ ومن خلاله (أي الشيطان) يبلغ الإنسان الفعليّة التامّة والكمال الإنسانيّ وذلك عن طريق القابليّة والاستعداد.
تخالف هذه النظريّة بشكل تامّ النظريّة الثنويّة. فالشيطان (أهريمن) باعتقادهم يمتلك وجوداً استقلاليّاً إزاء (أهورا مزدا). ولهذا فَهُمْ يعزلونهما عن الأقطاب والمحاور الثلاثة: الشهود والوجدان، والعقل والبرهان، والشرع والإيمان.
ويتكرّر اسم موجودٍ في تعاليم الأوِسْتا هو أهورا مزدا باعتباره منشأ ومصدر جميع الخيرات والبركات كالحياة والسلامة والرفاه والعافية والنور والحيويّة وما شابه ذلك. ويتكرّر اسم موجود آخر هو انگره مئنيو وهو مصدر جميع السيّئات والآفات والشرور والظلمات والوفيّات والأمراض وأمثال ذلك.
ويظهر من خلال التعاليم الأوِسْتائيّة وخاصّة القسم المسمّى ب- «وَنديداد» أن مَثَل أهريمن كمثل أهورا مزدا مخلوق أزليّ أبديّ بحدّ ذاته مستقلّ بالذات لم يُخلَق من قِبَل أهورا مزدا، بل اكتُشِفَ من قِبَله. في حين يبدو واضحاً من خلال تعاليم أخرى في الأوِسْتا تدعى بال- «گاتا» أن أهورا مزدا كان قد خَلَق موجودَيْن هما: الأوّل «انگره مئنيو» (الفكرة الخبيثة)، والثاني «سپنت مئنيو» (الفكرة المقدّسة).
ومهما يكن من أمر فإنّ انگره مئنيو، الموجود القبيح والخبيث، يمتلك استقلاليّة في العمل. وكان الزردشتيّون يعتقدون وما زالوا بأنّ الموجودات والمخلوقات في العالم تنقسم إلى مجموعتين: الخير والشرّ؛ أو الخيرات المفروض وجودها والمفيدة لنظام العالم الكلّيّ والتي يُفتَرض بجميع البشر الاجتهاد والسعي لإنمائها وإكثارها، والشرور التي تُعتَبر مُضرّة للعالم، وهذه لم يخلقها أهورا مزدا، بل هي نتاجات أهريمن، وعلى الناس جميعاً تقع مسؤوليّة محوها وإزالتها من العالم.
فهذه الشرور مخلوقات أهريمن سواء أ كان هو نفسه مخلوق أهورا مزدا أم لم يكن.
وعلى هذا، فإنّ ما يمكن استنباطه من الأوِسْتا هو أن أهريمن خالق الشرور والظلمات والسيّئات، وبذلك يقع القسم القبيح والخبيث من العالم هذا في قبضته. فهو إمّا أن يكون شريكاً لأهورامزدا في الذات وأصلًا قديماً أزليّاً. وإمّا أن يكون مخلوقه لكنّه شريك له في الخِلقة والتكوين. وأيّاً كان ذلك فإنّ (أي أهريمن) يمتلك استقلالًا وجوديّاً في العمل والخَلق، والخبير في الخَلْق وعالم التكوين والتدبير.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  مقالات عقائدية عامة
					 الاكثر قراءة في  مقالات عقائدية عامة					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة