[8] تُعتَبر خمريّة الآرتيمانيّ( والذي كان معاصراً للشاه عبّاس الصوفيّ) من أرقى القصائد المكتوبة في العرفان ووحدة الوجود، فقد احتوت القصيدة المذكورة من الإشارات والكنايات والدقائق والحقائق ما استحقّت بها أن تكون جديرة بالتأمّل والتدبُّر. وتتألّف تلك القصيدة بمجموعها من مائة واثنين وعشرين بيتاً ننقل هنا بعضاً منها:
الهى به مستان ميخانهات *** به عقلآفرينان ديوانهات
الهى به آنان كه در تو گُمند *** نهان از دل وديدة مردمند
به درياكش لُجّة كبريا *** كه آمد به شأنش فرود إنّما
به دُرّى كه عرش است او را صدف *** به ساقيّ كوثر، به شاه نجف
به نور دل صبح خيزان عشق *** ز شادى به اندُه گريزان عشق
به آن دل پرستان بى پا وسر *** به شادى فروشان بى شور وشر
به رندان سر مست آگاه دل *** كه هرگز نرفتند جز راه دل
به مستان افتاده در پاى خُم *** به مخمور با مرگ در اشتُلم
به شام غريبان به جام صبوح *** كز ايشانْست شام سحر را فتوح
كز آن خوبرو چشم بد دور باد *** غلط دور گفتم كه خود كور باد
-
كه خاكم گِل از آب انگور كن *** سراپاى من آتش طور كن
خدا را به جان خراباتيان *** كزين تهمتِ هستيم وارهان
به ميخانة وحدتم راه ده *** دل زنده وجان آگاه ده
كه از كثرت خلق تنگ آمدم *** به هر سو شدم سر به سنگ آمدم
مِئى ده كه چون ريزيش در سبو *** بر آرد سبو از دل آواز هو
از آن مى كه در دل چو منزل كند *** بدن را فروزانتر از دل كند
از آن مى كه چون عكسش افتد به باغ *** كند غنچه را گوهر شب چراغ
از آن مى كه چون عكس بر لب زند *** لب شيشه تبخاله از تب زند
از آن مى كه گر شب ببيند به خواب *** به شب سر زند از دلِ آفتاب
از آن مى كه گر عكسش افتد به جان *** تواند در آن ديد حق را عيان
از آن مى كه چون ريزيش در سبو *** همه« قُل هو الله» آيد از او
از آن مى كه در خم چو گيرد قرار *** بر آرد ز خود آتشى چون چنار
مئى صاف ز الودگيّ بشر *** مبدّل به خير اندر او جمله شر
*** مئى معنى افروز وصورت گداز *** مئى گشته معجون راز ونياز
مئى از منيّ وتوئى گشته پاك *** شود خون فتد قطرهاى گر به خاك
به يك قطره آبم ز سر در گذشت *** به يك آه بيمار ما در گذشت
چشى گر از آن باده كوكو زنى *** شدى چون از آن مست هوهو زنى
دماغم ز ميخانه بوئى شنيد *** حذر كن كه ديوانه هوئى شنيد
بگيريد زنجيرم اي دوستان *** كه پيلم كند ياد هندوستان
دماغم پريشان شد از بوى مى *** فرو نايدم سر به كاوس وكى
پريشان دماغيم ساقى كجاست *** شراب ز شب مانده باقى كجاست
بزن هر قدر خواهيم پا به سر *** سر مست از پا ندارد خبر
....... يقول:« إلهي! اقسم عليك بسكارى حانتك، وبعقلائك المجانين.
و باولئك الذائبين فيك، المحجوبين عن قلوب الناس وأبصارهم.
و بالهائم في لجج كبريائك الذي نزلت فيه« إنّما».- بالدرّ الذي صار العرش صدفةً له، وبساقي الكوثر وسلطان النجف.
و بأنوار قلوب يبكّرون للحبّ في الأسحار، الذين يهربون من الفرح إلى حزن العشق.
و بالعشّاق الحيارى، وببائعي الفرح دون تكلّف أو منّة.
بالسكارى الماضين في طريقهم بيقين الذين لم يسيروا إلّا في طريق القلب.
بالسكارى الساقطين عند دنّ الخمر، وبالنشوان الذي قهر الموت.
و ليلة الغُربة وكأس الصبوح، والذي به سينقضي ذلك الليل ويأتي الفتح.
( احلّفك إلهي) أن تُبعد عن ذلك المحيّا الجميل كلّ حاسد، بل أن تفقأ عين الحاسد وتُعميها تماماً.
و أن تمزج ثراي بعصير العنب، واجعل من وجودي ناراً للطور.
إلهي! أسألك بحقّ الفانين فيك، أن تُخلّصني وتُنجيني من تهمة وجودي.
اهدني إلى حانة وحدتي، وامنحني قلباً حيّاً وروحاً يقظة.
إذ سئمتُ من كثرة الخلق، وأينما توجّهتُ، اصطدمت بحجر.
اسقني خمرةً إذا ما صُبّت في الكأس، صاح الكأس من الأعماق،« يا هو».
و إذا استقرّت تلك الخمرة في القلب، توهّج البدن أكثر من القلب.
خمرة إذا ما سقطت صورتها على البستان، أحالت البرعم إلى درّاً يضيء في الليل.
و إذا انعكست صورتها على الشفاه، أحرقت حافّة الكأس من الحمّى.
خمرةً إذا ما حلُمَ الليل بها، سطعت عليه شمس من القلب.
خمرةً إذا ما سقطت صورتها على الروح، استطاعت من خلالها رؤية الله جهرةً.
خمرةً إذا ما صُبّت في الكأس، سمعتَ نداء« قل هو الله أحد» من كلّ جوانبها.
خمرةً إذا ما استقرّت في قعر الدنّ، خرجت منه نار كنار احتراق شجرة الصنوبر.
خمرةً طاهرة من دَنس البشر، بها تتحوّل الشرور إلى خير مطلق.
خمرةً تُثير المعاني ويحمرّ لها وجهي، خمرةً أضحتْ ممزوجة بالأسرار والأدعية.
خمرةً منزّهة من ال-( أنا) وال-( أنت)، وتتحوّل إلى دم إذا ما سقطتْ منها قطرة على التراب.
خمرةً إذا ارتشفتُ منها قطرة استسلم لها رأسي، وتُميت صَبّنا بقول الآه مرّة واحدة.
خمرةً إذا ما تجرّعتَ شيئاً منها صحتَ( أين أين)، وإذا ما سكرتَ بعد ذلك صحتَ/-( هو هو).
لقد شمّ أنفي رائحة من الحانة، احذرْ فإنّ المجنون قد سمع صرخةً ما.
امسكوا بسلاسلي وقيودي أيّها الرفاق، فإنّ هوى الهند قد يُحيلني إلى فيل.
لقد تهيّج أنفي من رائحة الخمر، ولن اطأطئ رأسي لا ل-« كاوس» ولا ل-« كيكاوس».
لقد تهيّجتْ انوفنا فأين ثمالة كأس البارحة، أيّها الساقي! أين هو؟
ارقصْ وامرحْ ما شئنا ذلك، فإنّ الرأس المخمور لا يعي شيئاً».
....... مئى را كه باشد در او اين صفت نباشد بغير از مى معرفت تو در حلقة مىپرستان درآ كه چيزى نبينى بغير از خدا كنى خاك ميخانه گر توتيا ببينى خدا را به چشم خدا به ميخانه آ وصفا را ببين ببين خويش را وخدا را ببين
....... يقول:« أن خمرةً تحوي هذه الصفة والميزة، ليست إلّا خمرة المعرفة.
انضمّ( أنت) إلى زمرة عشّاق الخمرة، فإنّك لن ترى شيئاً غير الله.
إذا ما جعلتَ ثَرى الحانة كُحلًا لك، فإنّك سترى الله بعين الله.
هلمّ إلى الحانة وتمتّع بالصفاء، انظرْ إلى نفسك وإلى الله».
....... بيا تا به ساقى كنيم اتّفاق درونها مصفّى كنيم از نفاق چو مستان به هم مهربانى كنيم دمى بى ريا زندگانى كنيم بگيريم يك دم چو باران به هم كه اينك فتاديم ياران به هم مغنّى سحر شد خروشى برآر ز خامانِ افسرده جوشى برآر كه افسرده صحبت زاهدم خراب مى وساغر وشاهدم بيا تا سرى در سر خم كني من وتو، تو ومن همه گم كنيم سرم در سر مىپرستانِ مست كه جز مى فراموششان هر چه هست
....... يقول:« هلمَّ حتى نعقد اتّفاقاً ونُقسم بالساقي، على تنقية داخلنا من النفاق.- ونرأف على بعضنا مثل السكارى، ونعيش لحظةً دون رثاء.
فلنتّحد كقطرات المطر المنهمر، ويلتزم بعضنا البعض كالأحبّة.
أيّها المطرب! أنشِد لنا شيئاً فقد بانَ السَّحَر، وأدخِلْ إلى قلوب السكارى المكتئبين ثورةً.
إنّني منزعج من حديثي مع الزهّاد المرائين، في حين أنّني هائم في الخمرة والكأس والمحبوب.
تعالَ لننظر قليلًا داخل الدنّ، ونُضيع ال-( أنا) وال-( أنت) جميعاً.
لأجتمع بعشّاق الخمرة، الذين نسوا كلّ شيء دون الخمرة».
.......فزون از دو عالم تو در عالمى بدين سان چرا كوتهيّ وكمى چه افسردهاى رنگ رندان بگير چرا مردهاى آب حيوان بگير از اين دين به دنيا فروشان مباش به جز بندة بادهنوشان مباش چه درماندة دلق وسجّادهاى مكش بار محنت بكش بادهاى مكن قصّة زاهدان هيچ گوش قدح تا توانى بنوشان ونوش حديث فقيهان برِ ما مكن ز قطره سخن پيش دريا مكن كه نور يقين از دلم جوش زد جنون آمد وبر صف هوش زد قلم بشكن ودور افكن سَبَق بشويان كتاب وبسوزان ورق كه گفته كه چندين ورق را ببين ورق را بگردان وحقّ را ببين تعالى الله از جلوة آفتاب كه بر جملگى تافت چون آفتاب بدين جلوه از جا نرفتى چهاى تو سنگى كلوخى جمادى چهاى صبوح است ساقى برو مى بيار فتوح است مطرب دف ونى بيار نماز ار نه از روى مستى كنى به مسجد درون بتپرستى كني
....... يقول:« أنت أعلى مقاماً وأسمى رُتبة من العالمين، فَلِمَ أراك صغيراً متواضعاً؟
لِمَ أراك كئيباً؟ اتّبعْ مسلك اللااباليّين، لِمَ أراك ذابلًا؟ خُذ شيئاً من ماء الحياة.
و لا تكن من الذين باعوا الدين بالدنيا، ولا تكن عبداً إلّا لشاربي الخمر./- ولا تكن أسير الخرقة والسجّادة، بل اجرَعْ الخمرة ولا تتجرَّع المحنة.
و لا تُصغ إلى حديث الزاهدين، بل ارتشفْ من الكأس واسقِ الآخرين ما استطعتْ.
و لا تُحدِّثنا بما يَرويه الفقهاء، ولا تحدّث البحر بحديث القطرة.
لقد سطع نور اليقين من فؤادي، وجاء الجنون فنحِّ العقل جانباً.
اكسِرْ القلم وابتعِدْ عن( سَبَق)، واغسل الكُتب واحرق الورق.
من قال أن عليك النظر في كلّ تلك الصحف؟ اقلب الصفحات وطالع الحقّ.
تعالى الله سبحانه عن الشمس، فهو قد شعَّ على الجميع كالشمس.
ما أنت؟ إنّك لم تنبهر بهذه الجلوة.
و ما أنت؟ هل أنت صوان أم جماد؟
إنّه الصباح، أيّها الساقي! فهاتِ الخمرة، إنّه الفتوح، أيّها المطرب! فهاتِ الدفّ والمزمار.
إذا لم تُقِم الصلاة وأنت سكران، فإنّك كمن يعبد الأصنام داخل المسجد».
......رخ اي زاهد از مىپرستان متابz تو در آتش افتادهاى ما در آب
.......يقول:« لا تصعِّر خدّك لشاربي الخمرة أيّها الزاهد، فإنّك ساقط في النار ونحن نسبح في الماء».
.......ندوزى چو حيوان نظر بر گياه بيابى اگر لذّت اشك وآه همه مستى وشور وحاليم ما ز تو چون همه قيل وقاليم ما دگر طعنة باده بر ما مزن كه صد مار زن بهتر از طعنهزن به مسجد رو وقتل وغارت ببين به ميخانه آ وطهارت ببين به ميخانه آ وحضورى بكن سيه كاسهاى كسب نورى بكن چو من گر از آن باده بى من شوى به گلخن در آن رشگ گلشن شوى چه آب است كآتش به جان افكند كه گر پير نوشد جوان افكند
....... يقول:« إذا ما استوعبتَ لذّة الدموع والآهات، فإنّك لن تنظر إلى النبات كما يفعل الحيوان.
إنّنا جميعاً سكارى ومُتهيّجون ونشوى بسببك، لأنّنا جميعاً لسنا إلّا كالقيل والقال.
فلا تَلمزنا بعدُ بالخمرة، فإنّ عظّة مائة أفعى أهون من اللمز.
اذهب إلى المسجد وانظر إلى القَتل والسلب هناك، ثمّ اعرِّج على الحانة وانظر الطهارة والنقاء.
تعالَ إلى الحانة وأقِم هناك، إنّك مثل الكأس المظلمة، تعال واكتسب نوراً.
فلو أصبحتَ مثلي بلا( أنا) بسبب تلك الخمرة، فإنّ مثلك سيكون كمثل البستان وسط جفنة النار.
أيّ شراب هي تلك التي تُضرم النار في الروح؟ ولو تناولها الشيخ لتحوّل إلى شابّ».
....... وينتمي السيّد ميرزا رضيّ الآرتيمانيّ- وهو من السادة الجليلي القدر- إلى« آرتيمان» من قرى تويسركان. عاصر الآرتيماني فترة الشاه عبّاس الصفويّ، وكان أحد شعراء النصف الأوّل من القرن الحادي عشر المجدّين والجذلين. وشاعرنا هو والد الآقا ميرزا إبراهيم الأدهم الذي يُعَدّ هو كذلك من الشعراء المعروفين.
و تُعتَبر« خمريّة الآرتيمانيّ» من القصائد الفريدة التي تطرّقت إلى هذا الموضوع. وقد ورد ذِكر هذه القصيدة في ملاحق كتاب« تذكرة الحانة» من ص 925 إلى 934، إلّا أن المُؤلّف أورد( 161) بيتاً للقصيدة المشار إليها. لكنّنا اعتمدنا في نقل القصيدة هنا على بعض النسخ الخطّيّة لبعض الأحبّة والتي استنسخنا لأنفسنا واحدة منها في سالف الأيّام وهي تشتمل على( 122) بيتاً.
و جدير بالذكر أن كتاب« تذكرة الحانة» هو من تأليف الملّا عبد النبيّ فخر الزمانيّ القزوينيّ والذي انتهى من تأليف الكتاب المذكور سنة 1028 ه-، وقد قام السيّد أحمد گلچين معاني بتصحيح وطبع الكتاب ثمّ أضاف إليه بعض الملاحق.