مستقبل الصحافة التقليدية بحضور الإلكترونية
المؤلف:
الدكتور لؤي الزعبي
المصدر:
الإعلام والاتصال الالكتروني
الجزء والصفحة:
ص 168-170
2025-08-04
472
مستقبل الصحافة التقليدية بحضور الإلكترونية:
انعقد بمدينة سيؤول المؤتمر العالمي للصحف في دورته الـ 58 بحضور أكثر من ألف مشارك من حوالي 80 دولة ما بين محرر وناشر ومقدمي خدمات الإنتاج الصحفي، استمر المؤتمر حتى الأول من حزيران بتنظيم من الجمعية الدولية للصحف ومقرها باريس، وعلى جدول أعمال المؤتمر طرحت تساؤلات حول مستقبل الصحافة المطبوعة في ظل انخفاض الإقبال عليها وتزايد انتشار الصحف الإلكترونية والتحديات التي تواجهها والحاجة إلى تطوير تقنيات وأساليب جديدة في ظل استمرار الانخفاض على طلبها في السنوات الأخيرة تزامناً مع ظاهرة انتشار ورواج الصحف الإلكترونية. وهي ظاهرة وجدت صدى لها في الصحافة العربية أيضاً، ففي افتتاحية مجلة الجزيرة السعودية كتب رئيس تحريرها حول نفس الموضوع: مع أنه من المبكر جداً الحكم على الصحافة الإلكترونية ومدى تأثيرها على مستقبل الصحافة الورقية بالنظر إلى أن صحافة الورق لا تزال إلى اليوم سيدة الموقف، فإن ذلك لا ينسينا ما نراه في جيل الشباب من افتتان بالمواقع الإلكترونية متابعة لها واستفادة مما تضخه من معلومات بسرعة ومهنية عالية رغم حداثتها.
فالانترنت الذي هو ، كما ذكرنا سابقاً، عصب الإعلام الإلكتروني وبالتالي الصحافة الإلكترونية يكاد يبتلع تقنيات الإعلام المطبوع وفي مقدمته الصحافة الورقية لأسباب عدة أهمها:
1- أن الانترنت يوفر المبالغ الضخمة التي تنفق في تلك الوسائل من معدات تقنية وورق ومطابع وأجهزة بث سلكية ولا سلكية...الخ.
2- يحتوي الانترنت ميزات كثيرة لا تحتويها الوسائل التقليدية، فمثلاً في الإعلام المطبوع نستطيع امتلاك نسخة ورقية نقرأ فيها كلاماً ونرى من خلالها الصور لكننا لا نستطيع مشاهدة التقارير المصورة (فيديو) رغم أن الإعلام المطبوع يسهل علينا عمليات الاسترجاع والأرشفة ويمكن تعميم هذا المثال على أجهزة الإعلام التقليدية الأخرى.
3- مكن الانترنت بخدماته المتطورة الإنسان من سهولة الاتصال حيث كسر جميع العوائق البيئية والجغرافية التي تحول دون إتمام عمليات الاتصال والوصول إلى مصادر الأخبار والمعلومات والمعرفة وساعد على هذا اختراع الأقمار الاصطناعية فأصبح العالم قرية صغيرة كما تنبأ مارشال ماكلوهان منذ بدايات الستينيات من القرن العشرين استناداً إلى تنبئه بحتمية انتصار التكنولوجيا أو بالحتمية التكنولوجية.
4- يثبت الانترنت يوماً بعد يوم أن بإمكانه ابتلاع أي شي، بمعنى سهولة التحكم والأرشفة والتخزين وتسعى الشركات الكبرى إلى برمجة تطبيقات جديدة كتطبيقات الحاسب التي نشتريها وإنما تكون مدمجة داخل مواقع الويب لتوفر علينا عناء الشراء والتنصيب والتخزين وقد كانت شركة Google من أوائل تلك الشركات، حيث وضعت بين أيدي ملايين البشر حزمة Office فمكنتهم من الرجوع إلى ملفاتهم في أي وقت ومن أي مكان بدل أن تجبرهم على استخدام ذواكر (Memories) من الممكن نسيانها أو إضاعتها أو حتى توقفها عن العمل في أي لحظة نتيجة ظروف غامضة وبالتالي تؤدي لخسارة تلك البيانات بشكل أو بآخر.
الاكثر قراءة في الصحافة الالكترونية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة