شأن نزول سورة الهيكم التكاثر
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج3/ ص7-9
2025-07-30
475
بحث روائيّ: في «المجمع» قيل: نزلت في اليهود، قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتى ماتوا. ضلالًا، عن قتادة.
و قيل: نزلت في فخذ من الأنصار تفاخروا، عن أبي بريدة.
و قيل: نزلت في حيّينِ من قريش بني عَبد مَناف بن قُصَيّ، وبني سَهْم بن عَمْرو، تكاثروا وعدّوا أشرافهم فكثرهم بنو عبد مناف.
ثمّ قالوا: نعدّ موتانا حتى زاروا القبور فعدّوهم وقالوا: هذا قبر فلان وهذا قبر فلان فكثرهم بنو سهم، لأنّهم كانوا أكثر عدداً في الجاهليّة، عن مقاتل والكلبيّ.
و في تفسير «البرهان» عن البرقيّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، قال: المعاينة.
أقول: الرواية تؤيّد ما قدّمناه من المعنى.
وفي «تفسير القمّيّ» بإسناده عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلتُ له: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ. قال: تُسْألُ هَذِهِ الامَّةُ عَمَّا أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهَا بِرَسُولِهِ ثُمَّ بِأهْلِ بَيْتِهِ.
وفي «الكافي» بإسناده عن أبي خالد الكابليّ قال: دَخَلْتُ عَلَى أبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَدَعَا بِالغَدَاءِ، فَأكَلْتُ مَعَهُ طَعَاماً مَا أكَلْتُ طَعَاماً أطْيَبَ مِنْهُ قَطُّ ولَا ألْطَفَ.
فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الطَّعَامِ قَالَ: يَا أبَا خَالِدٍ! كَيْفَ رَأيْتَ طَعَامَكَ- أوْ قَالَ: طَعَامَنَا-؟! قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! مَا أكَلْتُ طَعَاماً أطْيَبَ مِنْهُ قَطُّ ولَا أنْظَفَ، ولَكِنْ ذَكَرْتُ الآيَةَ التي في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»! فَقَالَ أبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إنَمَّا يَسْألُكُمْ عَمَّا أنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الحَقِّ! وفيه بإسناده عن أبي حمزة قال: كُنَّا عِنْدَ أبِي عبد الله عَلَيْهِ السَّلَامُ جَمَاعَةً، فَدَعَا بِطَعَامٍ مَا لَنَا عَهْدٌ بِمِثْلِهِ لَذَاذَةً وطِيباً، واتِينَا بِتَمْرٍ تَنْظُرُ فِيهِ أوْجُهُنَا مِنْ صَفَائِهِ وحُسْنِهِ. فَقَالَ رَجُلٌ: لَتُسْألُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ الذي تَنَعَّمْتُمْ بِهِ عِنْدَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ! فَقَالَ أبو عبد الله عَلَيْهِ السَّلَامُ: أن اللهَ عَزَّ وجَلَّ أكْرَمُ وأجَلُّ أن يُطْعِمَ طَعَاماً فَيُسَوِّغَكُمُوهُ، ثُمَّ يَسْألَكُمْ عَنْهُ! إنَّمَا يَسْألُكُمْ عَمَّا أنْعَمَ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ.
أقول: وهذا المعنى مرويّ عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام بطرق أخرى وعبارات مختلفة وفي بعضها أن النعيم ولايتنا أهل البيت.
ويؤول المعنى إلى ما قدّمناه من عموم النعيم لكلّ نعمة أنعم الله بها بما أنّها نعمة.
بيان ذلك أن هذه النعم لو سئل عن شيء منها فليست يسأل عنها بما أنّها لحم أو خبز أو تمر أو ماء بارد أو أنّها سمع أو بصر أو يد أو رِجل مثلًا، وإنّما يُسأل عنها بما أنّها نعمة خلقها الله للإنسان وأوقعها في طريق كماله والحصول على التقرّب العبوديّ، كما تقدّمت الإشارة إليه، وندبه إلى أن يستعملها شكراً لا كفراً.
فالمسؤول عنها هي النعمة بما أنّها نعمة، ومن المعلوم أن الدالّ على نعيميّة النعيم وكيفيّة استعماله شكراً والمبيّن لذلك كلّه هو الدين الذي جاء به النبيّ صلى الله عليه وآله ونصب لبيانه الأئمّة من أهل بيته.
فالسؤال عن النعيم مرجعه السؤال عن العمل بالدين في كلّ حركة وسكون
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة