التفاضل يوم القيامة بالأعمال لا بالأنساب
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص91-93.
2025-07-30
512
التفاضل يوم القيامة بالأعمال لا بالأنساب
قال تعالى : {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 101 - 104].
1 - قال علي بن إبراهيم القمي ، في قوله تعالى : فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ : فإنّه ردّ على من يفتخر بالأنساب . قال الصادق عليه السّلام : « لا يتقدّم يوم القيامة أحد إلّا بالأعمال ، والدليل على ذلك ، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا أيها الناس ، إنّ العربية ليست بأب وجد ، وإنّما هو لسان ناطق ، فمن تكلّم به فهو عربيّ ، ألا إنّكم ولد آدم ، وآدم من تراب ، واللّه لعبد حبشي أطاع اللّه ، خير من سيّد قرشيّ عاص للّه ، وإنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم ، والدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ : فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ » « 1 ».
2 - قال علي بن إبراهيم : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ يعني بالأعمال الحسنة فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ قال : من الأعمال الحسنة فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ « 2 ».
وقال الطّبرسي في ( الاحتجاج ) : عن الصادق عليه السّلام ، وقد سأله سائل ، قال : أوليس توزن الأعمال ؟
قال عليه السّلام : « لا ، إنّ الأعمال ليست بأجسام ، وإنما هي صفة ما عملوا ، وإنّما يحتاج إلى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ، ولا يعرف ثقلها أو خفّتها ، وإنّ اللّه لا يخفى عليه شيء » .
قال : فما معنى الميزان ؟ قال عليه السّلام : « العدل » ، قال : فما معناه في كتابه : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ؟ قال عليه السّلام : « فمن رجح عمله » « 3 ».
3 - قال علي بن إبراهيم القمي : وقوله : تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ : تلهب عليهم ، فتحرقهم ، وَهُمْ فِيها كالِحُونَ أي مفتحو الفم ، متربدو « 4 » الوجوه « 5 ».
وقال الزمخشري في ( ربيع الأبرار ) : عن الخدري ، عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، في قوله سبحانه وَهُمْ فِيها كالِحُونَ : « تشويه النار ، فتقلّص شفته العليا ، حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السّفلى ، حتى تبلغ سرّته » « 6 ».
_________________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 94 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 94 .
( 3 ) الاحتجاج : ص 351 .
( 4 ) أربد وجهه وتربّد : احمر حمرة فيها سواد عند الغضب .
( 5 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 94 .
( 6 ) ربيع الأبرار : ج 1 ، ص 168 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة