حيازة المباحات
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
لماذا يحاربون القران
الجزء والصفحة:
ص24- 25
2025-07-28
470
القرآن الكريم أجاز حيازة المباحات، وقد صرح بذلك كثير من الروايات، فكل ما لا مالك له من الناس فهو لمن حازه، قال تعالى: {خَلَقَ لَكُمْ} [البقرة: 29].
فكل مباح لا مالك له يكون لمن حازه، بشرط عدم التعدي على حقوق الآخرين، ولذا ورد: (من حاز ملك).
وحيث أنه تعالى قال: {لَكُمْ} كان معناه بدون مزاحمة الآخرين، بقدر حقه وحقهم، حال ذلك حال غرف المدرسة للطلاب حيث لا يحق لطالب أن يزاحم حق الآخرين.
وقد رأيت أنا في العراق هذا القانون مطبقاً، حيث كانوا يأخذون من معدن الملح، ومعدن الجص، وأسماك الأنهار، وأشجار الغابات، وحيوانات البر وطير السماء، وكل شيء نراه اليوم أدخلوه تحت القانون ومنعوا الناس منه إلّا بإجازة وضريبة وما أشبه.
أما الحكام اليوم فللغرور من ناحية، ولملأ جيوبهم من ناحية ثانية، جعلوا كل ذلك تحت القانون بضرائب كثيرة، وإجازات ملتوية، وهكذا تركوا القرآن ونبذوا قانون الإسلام الذي دام منذ زمن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قبل خمسين عاماً في العراق، وإلى قبل ثمانين عاماً في إيران، حيث حكم البهلوي[1]وقد جاء لتحطيم الإسلام، ولماّ انتهت أوامره التي صدرت من المستعمرين أخرجوه بكل ذلة، وهكذا جازوه بأسوء الجزاء، ف - {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} [الحج: 11].
وقد رأينا كيف أن (عبد الكريم قاسم)[2] وضع قوانين ضدّ القاعدة الإسلامية المذكورة[3] إطاعة لمواليه، لكنهم بعد ذلك قتلوه أبشع قتلة، نعم قال سبحانه: (ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً) وسنرى آخرتهم حيث قال: {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].
فاللازم أن نرجع إلى القرآن وإلى تطبيق قانون الإسلام إذا أردنا الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة، ولا يكون ذلك إلّا بالوعي العام لمليارين من المسلمين[4]، فان الوعي أول التقدم، وما ذلك على الله بعزيز.
[1] البهلوي الأول: رضا خان بهلوي (1295 - 1363 ه - / 1878 - 1944 م) شاه إيران (1343 - 1359 ه - / 1925 - 1941 م) ضابط من ضباط الجيش الإيراني، أطاح بأسرة قاجار الحاكمة وأعلن نفسه شاهاً على إيران عام 1925 م. اضطر إلى التنازل عن العرش لابنه محمد رضا بهلوي.
[2] عبد الكريم قاسم (1332 - 1382 ه - / 1914 - 1963 م) ضابط عراقي قاد حركة الانقلاب ضد النظام الملكي في العراق وأطاح به في 14 يوليو 1958 م / 1377 ه -. انتهج في الحكم نهجاً استبدادياً، ثار في عهده الأكراد في شمالي البلاد، لقي مصرعه في الانقلاب الذي قاده ضده (عبد السلام عارف) فبراير 1963 م / 1382 ه -.
[3] قاعدة (حيازة المباحات).
[4] تدل الاحصاءات الأخيرة على أن عدد المسلمين بلغ 000، 000، 000، 2..
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة