الحرية
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
لماذا يحاربون القران
الجزء والصفحة:
ص 9 -12
2025-07-28
463
القرآن الكريم أكّد على الحريات، قال الله تعالى في وصف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157]
وهكذا أكّد الإسلام على حرية الإنسان في آخر هذه الآية المباركة ووصف نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه يضمن حريات الإنسان ويضع عنه إصره وأغلاله وقيوده، فإن الإنسان يقيده أمران:
الأول: القوانين الحكومية، وهي الأغلال التي تكون عليه.
الثاني: العرف الاجتماعي بموازينه غير الصحيحة في النكاح والطلاق والولادة والموت وألف شيء وشيء.
فلو فكر كل إنسان رآى نفسه مغلولًا بين هذين الأمرين، ولكن الإسلام ببيانه نهج الصحيح للحياة وللإنسان يضع عنه الإصر والأغلال، ويضمن له كافة الحريات المشروعة، وقد ألمعنا إلى جملة من ذلك في كتاب (الفقه: الآداب والسنن)[1] وذكرنا جملة من الحريات الإسلامية في كتاب (الفقه: الحريات)[2].
فللإنسان حرية الزراعة والتجارة، والسفر والإقامة، والعمارة والبناء، والتأليف والكتابة، والزواج والمعاشرة، وألف حرية وحرية.. في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
وجاءت القوانين غير الإسلامية - سواء في بلاد الإسلام أو البلاد غير الإسلامية - لتحدد من نشاط الإنسان، وتجعله في قفص من القوانين الوضعية، حتى أن الإنسان في بعض بلاد الغرب ممنوع من اقتناء الدواجن في بيته [3]، ولو اقتناهن شخص يلزم عليه أن يدفع غرامة نقدية على ذلك، فإنهم حيث أرادوا إثبات شخصيتهم حتى يقولوا: (نحن) ! ولما أرادوا السيطرة على مصادر الثروة، وحيث أرادوا نهب أموال الناس بالباطل تحت أسماء وأسماء، حددّوا كلّ تلك الحريات.. فالزراعة بإجازة، والعمارة بضريبة، والسفر بتأشيرة، والإقامة برخصة، وهكذا وهلّم جراً.
والفرق بين بلاد الإسلام وغير بلاد الإسلام إن الحريات تكبت في بلاد الإسلام بالاستبداد والديكتاتورية وفي أكثر مجالات الحياة، أما في غير بلاد الإسلام فتكبت باسم الديمقراطية !، والحاصل أن في بلاد الإسلام كبت وسلب إرادة، وفي بلاد الغرب كبت بإرادة، حيث يزعمون أنّ الكبت بإرادة الناس أنفسهم فلا محذور، بينما هذا الكبت والاستبداد ليس إلّا بالقوانين الجائرة والإعلام المضلل وكله تحت غطاء الديمقراطية.
فاللازم العمل بالحريات الإسلامية لإنقاذ البلاد الإسلامية وغيرها، وقد ذكرنا في بعض كتبنا أن الحريات الإسلامية أكثر بكثير من الحريات في الغرب[4].
[1] موسوعة الفقه ج 94 - 97 كتاب الآداب السنن.
[2] يقع هذا الكتاب في 325 صفحة من الحجم الكبير، وقد طبعته مؤسسة الفكر الاسلامي، بيروت لبنان، عام 1414 ه - 1994 م. وراجع أيضا كتاب (الصياغة الجديدة) للإمام المؤلف (دام ظله)..
[3] كما هو القانون في بريطانيا.
[4] راجع كتاب (الصياغة الجديدة) للإمام المؤلف (دام ظله)..
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة