العلاقة بين الماء ورحمة الله تعالى
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص178-179.
2025-07-22
500
العلاقة بين الماء ورحمة الله تعالى
قال تعالى : {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا } [الفرقان: 48].
قال الصادق عليه السّلام : « إذا أردت الطهارة والوضوء ، فتقدّم إلى الماء تقدّمك إلى رحمة اللّه تعالى ، فإنّ اللّه تعالى قد جعل الماء مفتاح قربته ومناجاته ، ودليلا إلى بساط خدمته ، وكما أن رحمة اللّه تطهّر ذنوب العباد ، كذلك النّجاسات الظاهرة يطهّرها الماء لا غير ، قال اللّه تعالى : {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً} ، وقال اللّه تعالى : {وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }« 1 » ، فكما أحيا به كلّ شيء من نعيم الدنيا ، كذلك برحمته وفضله جعل حياة القلب والطاعات والتفكّر في صفاء الماء ورقّته وطهره وبركته ولطيف امتزاجه بكل شيء ، واستعمله في تطهير الأعضاء التي أمرك اللّه بتطهيرها ، وتعبّدك بأدائها في فرائضه وسننه ، فإنّ تحت كلّ واحدة منها فوائد كثيرة ، فإذا استعملتها بالحرمة انفجرت لك عيون فوائده عن قريب ، ثم عاشر خلق اللّه كامتزاج الماء بالأشياء ، يؤدي كلّ شيء حقّه ، ولا يتغيّر عن معناه ، معبّرا لقول الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : مثل المؤمن المخلص كمثل الماء ، ولتكن صفوتك مع اللّه تعالى في جميع طاعاتك كصفوة الماء حين أنزله من السّماء ، وسمّاه طهورا ، وطهّر قلبك بالتقوى واليقين عند طهارة جوارحك بالماء »« 1 ».
________________
( 1 ) مصباح الشريعة : ص 128 .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة