كيفيّة قضاء الحاجات في حال الفَناء
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج1/ ص195-196
2025-07-13
432
تشرّف السيّد محمّد الحسين الطهرانيّ يوماً بزيارة استاذه الأكرم الحاجّ السيّد هاشم الحدّاد، وقال له: هؤلاء الذين يرون الله عزّ وجلّ متلبّساً لباس الأسماء والصفات، أنّى لهم التكلّم معه أو طلب الحاجات منه، في حين أن الذي يرون، بالحقيقة، ليس ذاته أو وجوده؟ وكذلك الذين يذوبون ويفنون في ذاته المقدّسة، حيث لا يبقى لهم أيّ وجود، حتى يكون هناك سائل أو مسؤول أو سؤال.
فأجاب: «نعم، هو كذلك، ولكن يروي: أنّه كان هناك غلام يعشق ملكه، وسلبت عقله حركات وسكنات هذا الملك، فبلغ عشقه الحدّ الذي كان بمجرّد أن يقع بصره على الملك، يسقط على الأرض ويغمى عليه، حتى ينصرف الملك، ويبتعد عنه.
و كان الناس على علم بحظوته لدى الملك، فكان كلٌّ يكتب حوائجه في رسالة، ويضعها في ظرف خاصّ، ويسلّمها إلى العبد، ليعرضها على الملك، فيأخذ العبد الرسائل، ويضعها في إناء خاصّ، لكي يسلّمها إلى الملك متى حان موعد اللقاء.
و عند ما يأخذ الإناء الحاوي على الرسائل، وفي لحظة مشاهدة الملك، يُغشى عليه، فكان الملك يجلس بقربه، ويأمر الغلمان بفتح الرسائل التي في الإناء وقراءتها، وبعدها يأمر بقضائها ويختم عليها بختمه.
و من ثمّ توضع الرسائل في الظروف، وتُرجع إلى الإناء، ويوضع الغطاء كما كان.
و عندها يغادر الملك، ثمّ يستعيد الغلام وعيه، فيرى الإناء كما هو، فيعتقد بأنّه لم يمسّ من قبل الملك، وأن حوائج الناس لم يبتّ فيها، فيحمل الإناء راجعاً إلى أصحاب الحوائج قائلًا لهم: أعتذر إليكم من عدم تمكّني من إيصال حوائجكم إلى الملك. فيستعيد الناس، بخيبة أمل، رسائلهم، ثمّ فجأة، يدبّ فيهم الفرح والسرور، عند ما يرون رسائلهم مختومة بختم الملك، وأن حوائجهم قد قُضِيَتْ».
نعم، وفي هذا المعنى، يقول العالم العارف الجليل ابن الفارض المصريّ: وفي سَكْرَةٍ مِنْهَا ولَوْ عُمْرَ سَاعَةٍ *** تَرَى الدَّهْرَ عَبْداً طَائِعاً ولَكَ الحُكْمُ
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة