السلوك والرياضات هي من أجل الاستعداد للجذبات الإلهيّة
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج1/ ص180-181
2025-07-12
675
اعلم أن السلوك والرياضة والتصفية، إنّما تكون باستعداد الأفراد للانجذاب الإلهيّ، وليس لأحد أن يصل إلى الله بعملٍ ما، و لهذا فقد قال:
گدايى گردد از يك جذبه شاهي *** به يك لحظه دهد كوهى به كاهى[1]
أي أن جَذْبَةٌ مِنْ جَذَبَاتِ الحَقِّ تُوَازِي عَمَلَ الثَّقَلَيْنِ[2] فيُمسي الدليل سالكاً، وفقيراً إلى الله، ويصبح بتقيّده ومحجوبيّته ببركة هذه الجذبة، سلطان العزّ، وهو الوصول الحقيقيّ الذي يندرج ضمن الفَناء في التجلّي الذاتيّ، فيستبدل القشّة بالجبل في لحظة واحدة، غير آبه لوزن الجبل. ويرتقي مرتبة المحبوب، بعد أن كان محبّاً، دون منازعة الغير، ويسعد برؤية المطلوب الحقيقيّ، بعين فَبِي يُبْصِرُ.
وَ في سَكْرَةٍ مِنْهَا ولَوْ عُمْرَ سَاعَةٍ *** تَرَي الدَّهْرَ عَبْداً طَائِعاً ولَكَ الحُكْمُ[3]
شعر:
در اين دريا فكن خود را مگر درّى به دست آرى *** كزين درياى بى پايان گهر بسيار برخيزد
و گر موجيت بربايد چه دولت مر ترا زان به *** كه عالم پيش حكم تو چه خدمتكار برخيزد[4]
[1]يقول: «بجذبة مليك صار المسكين سلطانا *** فاستبدل الجبل العظيم تِبْنا»
[2] وذكر الشيخ نجم الدين الرازيّ هذه العبارة في «مرصاد العباد» مستشهداً بها في أربعة مواضع. ثلاثة منها في ص 212 و225 و511 دون أن ينسبها إلى أحد، وفي الموضع الرابع ص 369، نسبها إلى النبيّ، حيث قال: وقَالَ النَّبِيّ صلى اللهُ عَلَيْهِ[ وآلِهِ] وسَلَّمَ: جَذْبَةٌ مِنْ جَذَبَاتِ الحَقِّ تُوَازِي عَمَلَ الثَّقَلَيْنِ. وأورد الشيخ نفسه هذا الكلام في رسالة «العشق والعقل» ص 64 دون أن ينسبه لأحد، وقال المُعلّق على هذا الكتاب في ص 109: «أن هذا الكلام هو من حديث أبي القاسم إبراهيم بن محمّد النصر آباديّ وهو من كبار الصوفيّة في القرن الرابع (و المتوفّى سنة 372 هـ). وقد أورد الجاميّ هذه العبارة مع اختلاف طفيف، في ترجمة حال إبراهيم أدهم، حيث قال: جَذْبَةٌ مِنْ جَذَبَاتِ الحَقِّ تُرْبِي عَمَلَ الثَّقَلَيْنِ. وذكر أبو سعيد أبو الخير هذه العبارة مع ذكره لـ «كما قال الشيخ». («أسرار التوحيد» ص 247، طبعة طهران). وقال مولانا جلال الدين الأبيات التالية في «المثنوي»:
اين چنين سيرى است مستثنى ز جنس *** كآن فزود از اجتهاد جنّ وانس
اين چنين جذبي است نى هر جذب عامّ *** كه نهادش فضل أحمد والسّلام
يقول: «أن هذا سير مُستثناً من الجنس، وهو سير يفوق اجتهاد الجنّ والإنس.
و هذا الجذب ليس جذباً عامّاً، إذ أساسه فضل أحمد والسلام».
(نقلًا عن كتاب «فيه ما فيه» تصحيح فروزانفر)».
[3] «ديوان ابن الفارض» ص 140 إلى 143، طبعة بيروت، 1382 هـ، القصيدة الميميّة والتي مطلعها:
شَرِبْنَا على ذِكْرِ الحَبِيبِ مُدَامَةً *** سَكِرْنَا بِهَا مِنْ قَبْلِ أن يُخْلَقَ الكَرْمُ
و البيت المذكور في المتن هو البيت التاسع والثلاثون من تلك القصيدة.
[4] يقول: «اقذفْ بنفسك في هذا البحر لعلّك تحصل على دُرّة، فهذا البحر الواسع واللامحدود يحوي الكثير من الجواهر والدرر.
و إذا صادفتكَ موجة فأيّ سلطان ودولة لك أعظم من ذلك، لأنّ العالَم كلّه سيكون خادماً لك ومطيعاً لأمرك».
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة