التجلّي الذاتيّ للحقّ محال ما دام وجود السالك باقياً
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج1/ ص175-176
2025-07-10
528
لأنّ مشاهدة الذات المطلقة محال، على الرغم من وجود الوجود المجازيّ، وتعيّن السالك، فقد قال: ترا تا كوه هستى پيش باقى است *** جواب لفظ ارنى، لَنْ تَراني است.[1]
ولأنّ الوجود الوهميّ للسالك هو الحجاب الوحيد الموجود بين الحقّ والسالك، فهو تعالى يقول: ما دام جبل وجودك باقياً وكنت ناظراً إلى نفسك، فإنّ الحقّ تعالى محتجب بستار الأسماء والصفات، ومع وجود هذه الحجب النورانيّة، فلا يمكن رؤيته حقيقةً. وطبيعيّ أن الرائيّ والمرئيّ ملحوظان في الرؤية، ولا وجود للغير أصلًا في الانكشاف الذاتيّ، إذ ولَا يَرَى اللهَ إلَّا اللهُ.
ولأنّ موسى عليه السلام رأى جلالة الحقّ في ملابس الأسماء والصفات، فلا جرم أنّه دُعِي بالكليم، ولا ريب في وجود الغيريّة في المكالمة وكان شوق موسى عليه السلام أكبر من أن يقنع بالتجلّيات الأسمائيّة، فقال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}، اي أنا محتجب عنك بحجاب (الأنا) ما دامت (الأنا) عندك باقية.
گفتم به هواى مهر رويت *** شد جان ودلم چو ذرّه شيدا
بردار ز رخ نقاب عزّت *** بى پرده به ما جمال بنما[2]
گفتند اگر تو مرد عشقي *** بشنو سخن درست از ما
هستى تو پرده رخ ماست *** از پرده خود به كلّ برون آى
از هستى خود چو نيست گشتى *** از جمله حجابها گذشتى[3]
و قد ورد في بعض النسخ، «صَداى لفظ أرني، لن تراني است» وقد ذُكرت كلمة «صدا» (الصوت) لتناسب كلمة «كوه» (الجبل)، فيكون المعنى، هو لأنّ الصوت هو صدى نداء صاحب الصوت، واقترن صوت كلمة «أرِنِي» في الرؤية بوجود موسى عليه السلام، فوقع الصدى دون الرؤية، وهو {لَنْ تَرانِي}.
وَ جانِبْ جَنابَ الوَصْلِ هَيْهاتَ لَمْ يَكُنْ *** وهَا أنْتَ حَيّ، أن تَكُنْ صَادِقاً مُتِ
هُوَ الحُبُّ أن لَمْ تَقْضِ لَمْ تَقْضِ مَأرَباً *** مِنَ الحُبِّ فَاخْتَرْ ذَاكَ أوْ خَلِّ خُلَّتي[4]
[1] يقول: «ما دام جبل وجودك باقياً، فسيكون جواب أرني: لن تراني».
[2] مقطع من الآية 143، من السورة 7: الأعراف: {وَ لَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي ولكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.
[3] يقول: «قالوا: إن كنتَ عاشقاً حقّاً فاستمع إلى حديث الحقّ من أفواهنا.
إن وجودك هو خِمار محيّانا، فانسلخْ تماماً من ذلك الحجاب.
فإذا انسلختَ من وجودك فاعلم أنّك قد اجتزتَ كلّ الحُجُب».
[4] هذان هما البيتان 101 و102 من «نظم السلوك» لابن الفارض، ص 93، طبعة دار العلم، سنة 1372 هـ وطبعة صادر، سنة 1382 هـ ص 56.
الاكثر قراءة في التوحيد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة