النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
أصحاب الإمام المهدي "عج" الذين يُحْيَوْنَ من قبورهم
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص294-301
2025-06-04
118
بعض المؤمنين يخبرون في قبورهم بظهور الإمام عليه السلام
دلائل الإمامة / 257 : « عن سيف بن عميرة قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : إن المؤمن ليخبر في قبره ، فإذا قام القائم فيقال له : قد قام صاحبك ، فإن أحببت أن تلحق به فالحق ، وإن أحببت أن تقيم في كرامة الله فأقم » .
وفي غيبة الطوسي / 276 : « عن المفضل بن عمر قال : ذكرنا القائم عليه السلام ومن مات من أصحابنا تنتظره ، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام : إذا قام أتي المؤمن في قبره ، فيقال له : يا هذا إنه قد ظهر صاحبك ، فإن تشأ أن تلحق به فالحق ، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم » .
دلائل الإمامة / 248 : « عن المفضل بن عمر : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا مفضل ، أنت وأربعة وأربعون رجلاً تحشرون مع القائم ، أنت على يمين القائم تأمر وتنهى ، والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم » .
وفي رجال الكشي / 402 : « نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى داود الرقي وقد ولَّى فقال : من سرَّهُ أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر إلى هذا ! وقال في موضع آخر : أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله » .
وفي الكشي / 217 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : كأني بعبد الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذؤابتاه بين كتفيه ، مصعداً في لحف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت ، في أربعة آلافٍ مُكِرُّونَ يُكبرون » .
وفي مختصر البصائر / 25 ، عن ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : « كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة » .
رجعة سبع وعشرين رجلاً إلى الدنيا لنصرة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف
في تفسير العياشي : 2 / 32 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ، ويوشع وصي موسى ، ومؤمن آل فرعون ، وسلمان الفارسي ، وأبا دجانة الأنصاري ، ومالك الأشتر » .
وفي دلائل الإمامة / 247 و 464 : « إذا ظهر القائم من ظهر هذا البيت ، بعث الله معه سبعة وعشرين رجلاً ، منهم أربعة عشر رجلاً من قوم موسى عليه السلام وهم الذين قال الله : وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ . وأصحاب الكهف ثمانية ، والمقداد ، وجابر الأنصاري ، ومؤمن آل فرعون ، ويوشع بن نون وصي موسى » .
وفي الإرشاد / 365 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون ، وسلمان ، وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد ، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً » .
سلمان الفارسي من أنصار المهدي عليه السلام
دلائل الإمامة / 237 : « عن سلمان قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً ، فقلت : يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين ، فقال : هل علمت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم للأمة من بعدي ، فقلت : الله ورسوله أعلم . فقال : يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري علياً ودعاه فأطاعه ، وخلق من نور علي فاطمة ودعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن ودعاه فأطاعه ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين ودعاه فأطاعه . ثم سمانا بخمسة أسماء من أسماءه : فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الإحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين . ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة أئمة ودعاهم فأطاعوه ، قبل أن يخلق سماء مبنية وأرضاً مدحية ولا ملكاً ولا بشراً ، وكنا نوراً نسبح الله ثم نسمع له ونطيع .
فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي فما لمن عرف هؤلاء ؟ فقال : من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليهم وعادى عدوهم ، فهو والله منا يَرِدُ حيث نرد ويسكن حيث نسكن . فقلت : يا رسول الله وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم ؟ فقال : لا . فقلت : يا رسول الله : فأنى لي بهم ، وقد عرفت إلى الحسين ؟ قال : ثم سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم الغيظ صبراً في الله ، ثم ابنه علي بن موسى الرضا لأمر الله ، ثم ابنه محمد بن علي المختار لأمر الله ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي إلى الله ، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله ، ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله . ثم قال : يا سلمان إنك مدركه ومن كان مثلك ممن تولاه بحقيقة المعرفة .
فشكرت الله وقلت : وإني مؤجل إلى عهده ؟ فقرأ قوله تعالى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً .
قال سلمان فاشتد بكائي وشوقي وقلت : يا رسول الله أبعهد منك ؟ فقال : إي والله الذي أرسلني بالحق ، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة ، وكل من هو منا ومعنا ومضام فينا ، إي والله وليحضرن إبليس له وجنوده ، وكل من محض الإيمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ، حتى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ، ولا يظلم ربك أحداً ، وذلك تأويل هذه الآية : وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ . قال : فقمت من بين يديه ، وما أبالي لقيت الموت أو لقيني » .
رجعة المؤمنين الخاصين لنصرة الإمام المهدي عليه السلام
العياشي : 2 / 276 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة ، لم يمت حتى يدرك القائم ، ويكون من أصحابه » .
مختصر البصائر / 32 : « عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء ، يلبون زمرة زمرةً بالتلبية : لبيك لبيك يا داعي الله ، قد أطلوا بسكك الكوفة ، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ، لَيضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين ، حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عز وجل : وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لايُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً . أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً من عبادي ، ليس عندهم تقية .
وإن لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة ، وأنا صاحب الرجعات والكرات ، وصاحب الصولات والنقمات ، والدولات العجيبات ، وأنا قرنٌ من حديد ، وأنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله » .
وفي كتاب الزهد للحسين بن سعيد / 81 : « عن عمار بن مروان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : منكم والله يقبل ، ولكم والله يغفر ، إنه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين ، إلا أن تبلغ نفسه ها هنا ، وأومأ بيده إلى حلقه . ثم قال : إنه إذا كان ذلك واحتضرَ حضره رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة وعلي وجبرئيل وملك الموت عليهم السلام فيدنو منه جبرئيل فيقول لرسول الله : إن هذا كان يحبكم أهل البيت فأحبه ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وآل رسوله فأحبه وارفق به ، ويقول جبرئيل لملك الموت : إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وارفق به ، فيدنو منه ملك الموت فيقول له : يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك ، أخذت أمان برائتك ، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا ؟ قال : فيوفقه الله عز وجل فيقول : نعم ، فيقول له : وما ذاك ؟ فيقول : ولاية علي بن أبي طالب فيقول : صدقت ، أما الذي كنت تحذر فقد آمنك الله منه ، وأما الذي كنت ترجو فقد أدركته ، أبشر بالسلف الصالح ، مرافقة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والأئمة من ولده عليهم السلام ، ثم يسل نفسه سلاً رفيقاً ، ثم ينزل بكفنه من الجنة وحنوطه حنوط كالمسك الأذفر ، فيكفن ويحنط بذلك الحنوط ، ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة .
فإذا وضع في قبره فتح الله له باباً من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها ، ثم يفسح له عن أمامه مسيرة شهر ، وعن يمينه وعن يساره ، ثم يقال له : نم نومة العروس على فراشها ، أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ، ورب غير غضبان ، ثم يزور آل محمد في جنان رضوى فيأكل معهم من طعامهم ، ويشرب معهم من شرابهم ، ويتحدث معهم في مجالسهم ، حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبون زمراً زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحل المحلون ، وقليل ما يكونون . هلكت المحاضير ونجا المقربون . من أجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السلام .
قال : وإذا حضر الكافر الوفاة حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والأئمة وجبرئيل وملك الموت عليهم السلام فيدنو منه جبرئيل فيقول : يا رسول الله إن هذا كان مبغضاً لكم أهل البيت فأبغضه ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله : يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله ، فأبغضه واعنف عليه ، ويقول جبرئيل : يا ملك الموت إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه واعنف عليه ، فيدنو منه ملك الموت فيقول : يا عبد الله أخذت فكاك رهانك ، أخذت أمان براءتك ، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا ؟ فيقول : لا ! فيقول : أبشر يا عدو الله بسخط الله عز وجل وعذابه والنار ، أما الذي كنت ترجو فقد فاتك ، وأما الذي كنت تحذر فقد نزل بك ، ثم يسل نفسه سلاً عنيفاً ، ثم يوكل بروحه ثلاث مأة شيطان يبصقون في وجهه ، ويُتأذى بريحه ، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها ولهبها » .
عجباً كل العجب بين جمادى ورجب
ينابيع المودة / 512 : « عن كتاب صفين للمدائني : خطب علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان فذكر طرفاً من الملاحم فقال : ذلك أمر الله وهو كائن وقتاً مريحاً ، فيا ابن خيرة الإماء متى تنتظر ، أبشر بنصر قريب من رب رحيم ، فبأبي وأمي من عدة قليلة أسماؤهم في الأرض مجهولة ، قد دان حينئذ ظهورهم . يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب ، من جمع شتات وحصد نبات ، ومن أصوات بعد أصوات ، ثم قال : سبق القضاء سبق .
وقال : قال رجل من أهل البصرة إلى رجل من أهل الكوفة في جنبه : أشهد أنه كاذب ! قال الكوفي : والله ما نزل علي من المنبر حتى فُلج الرجل فمات من ليلته » !
وفي شرح ابن أبي الحديد : 2 / 49 ، ونهج السعادة : 3 / 449 : « وخطب علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان ، فذكر طرفاً من الملاحم قال : إذا كثرت فيكم الأخلاط واستولت الأنباط ، دنا خراب العراق ، وذاك إذا بنيت مدينة ذات أثل وأنهار ، فإذا غلت فيها الأسعار وشيد فيها البنيان ، وحكم فيها الفساق ، واشتد البلاء وتفاخر الغوغاء ، دنا خسوف البيداء ، وطاب الهرب والجلاء .
وستكون قبل الجلاء أمور يشيب منها الصغير ، ويعطب منها الكبير ، ويخرس الفصيح ، ويبهت اللبيب ، يعاجلون بالسيف صلتاً ، وقد كانوا قبل ذلك في غضارة من عيشهم يمرحون . فيالها من مصيبة حينئذ من البلاء العقيم ، والبكاء الطويل ، والويل والعويل ، وشدة الصريخ ، وفناء مريح ، ذلك أمر الله وهو كائن .
فيا ابن خيرة الإماء متى تنتظر ، أبشر بنصر قريب من رب رحيم ! ألا فويل للمتكبرين عند حصاد الحاصدين ، وقتل الفاسقين ، عصاة ذي العرش العظيم . فبأبي وأمي من عدة قليلة أسماؤهم في السماء معروفة ، وفي الأرض مجهولة ، قد دان حينئذ ظهورهم . ولو شئت لأخبرتكم بما يأتي ويكون من حوادث دهركم ونوائب زمانكم ، وبلايا أممكم ، وغمرات ساعاتكم ، لفعلت ، ولكن أفضيه إلى من أفضيه إليه مخافة عليكم ، ونظراً لكم ، علماً مني بما هو كائن وما تلقون من البلاء الشامل ، ذلك عند تمرد الأشرار ، وطاعة أولي الخسار ، أوان الحتف والدمار ، ذاك عند إدبار أمركم ، وانقطاع أصلكم ، وتشتت أنفسكم . وإنما يكون ذلك عند ظهور العصيان وانتشار الفسوق ، حيث يكون الضرب بالسيف أهون على المؤمن من اكتساب درهم حلال ! حين لا تنال المعيشة إلابمعصية الله في سمائه ، حين تسكرون من غير شراب ، وتحلفون من غير اضطرار ، وتظلمون من غير منفعة ، وتكذبون من غير إحراج ، تتفكهون بالفسوق وتبادرون بالمعصية ، قولكم البهتان ، وحديثكم الزور ، وأعمالكم الغرور !
فعند ذلك لا تأمنون البيات ، فيا له من بيات ما أشد ظلمته ، ومن صائح ما أفظع صوته ! ذلك بيات لا يتمنى صباحه صاحبه ، فعند ذلك تُقتلون ، وبأنواع البلاء تُضربون ، وبالسيف تحُصدون ، وإلى النار تصيرون ، ويعضُّكم البلاء كما يعضُّ الغارب القتب ! يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب ، من جمع أشتات وحصد نبات ، ومن أصوات بعدها أصوات ! ثم قال عليه السلام : سبق القضاء سبق القضاء » .
وفي مصنف ابن أبي شيبة : 8 / 698 : « عن قيس بن السكن قال : قال علي على منبره : إني أنا فقأت عين الفتنة ، ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان وفلان أهل النهر ، وأيمُ الله لولا أن تتكلوا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق لكم على لسان نبيكم ، لمن قاتلهم ، مبصراً لضلالتهم ، عارفاً بالذي نحن عليه ! قال ثم قال : سلوني ، فإنكم لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ، ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة ، إلا حدثتكم بناعقها وسائقها .
قال فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين حدثنا عن البلاء ، فقال أمير المؤمنين : إذا سأل سائل فليعقل ، وإذا سئل مسؤول فليتثبت : إن من ورائكم أموراً جللاً ، وبلاءً مبلحاً مكلحاً ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو قد فقدتموني ونزلت كرائه الأمور وحقائق البلاء ، لفشل كثير من السائلين ولأطرق كثير من المسؤولين ، وذلك إذا فصلت حربكم وكشفت عن ساق لها ، وصارت الدنيا بلاء على أهلها حتى يفتح الله لبقية الأبرار .
قال : فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ! حدثنا عن الفتنة فقال : إن الفتنة إذا أقبلت شبهت ، وإذا أدبرت أسفرت ، وإنما الفتن تحوم كحوم الرياح ، يُصبن بلداً ويخطئن آخر ، فانصروا أقواماً كانوا أصحاب رايات يوم بدر ويوم حنين تُنصروا وتُؤجروا . ألا إن أخوف الفتنة عندي عليكم فتنة عمياء مظلمة ، خصت فتنتها وعمت بليتها ، أصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها ، يظهر أهل باطلها على أهل حقها ، حتى تملأ الأرض عدواناً وظلماً ، وإن أول من يكسر عمدها ويضج جبروتها وينزع أوتادها ، الله رب العالمين . ألا وإنكم ستجدون أرباب سوء لكم من بعدي ، كالناب الضروس ، تعض بفيها وتركض برجلها وتخبط بيدها ، وتمنع درها !
ألا إنه لا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يبقى في مصركم إلا نافع لهم أو غير ضار ! وحتى لا يكون نصرة أحدكم منهم إلا كنصرة العبد من سيده ! وأيم الله لو فرقوكم تحت كل كوكب ، لجمعكم الله لشر يوم لهم . قال : فقام رجل فقال : هل بعد ذلكم جماعة يا أمير المؤمنين ؟ قال : إنها جماعة شتى غير أن أعطياتكم وحجكم وأسفاركم واحد ، والقلوب مختلفة هكذا ، ثم شبك بين أصابعه . قال : مم ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يقتل هذا هذا ! فتنة فظيعة جاهلية ، ليس فيها إمام هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ، ولسنا بدعاة .
قال : وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : يفرج الله البلاء برجل من أهل البيت ، تفريج الأديم . بأبي ابن خبره يسومهم الخسف ، ويسقيهم بكأس مصبرة ، ودت قريش بالدنيا وما فيها لو يقدرون على مقام جزر جزور ، لأقبل منهم بعض الذي أعرض عليهم اليوم فيردونه ، ويأبى إلا قتلاً » .
وفي نهج البلاغة : 1 / 182 ، بعضه ، قال : « ومن خطبة له عليه السلام : أما بعد أيها الناس فأنا فقأت عين الفتنة ولم تكن ليجرأ عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبها . فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ، ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة ، إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ، ومناخ ركابها ومحط رحالها ، ومن يقتل من أهلها قتلاً ، ومن يموت منهم موتاً !
ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور وحوازب الخطوب ، لأطرق كثير من السائلين ، وفشل كثير من المسؤولين . وذلك إذا قلصت حربكم وشمرت عن ساق ، وضاقت الدنيا عليكم ضيقاً تستطيلون معه أيام البلاء عليكم ، حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم . إن الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت نبهت ، يُنكرن مقبلات ويُعرفن مدبرات ، يحمن حوم الرياح يصبن بلداً ويخطئن بلداً . ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية فإنها فتنة عمياء مظلمة ، عمت خطتها وخصت بليتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها .
وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي ، كالناب الضروس تعذم بفيها ، وتخبط بيدها ، وتزبن برجلها ، وتمنع درها ! لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعاً لهم أو غير ضائر بهم ، ولا يزال بلاؤهم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه ، والصاحب من مستصحبه ! ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية ، وقطعاً جاهلية ، ليس فيها منار هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة . ثم يفرجها الله عنكم كتفريج الأديم بمن يسومهم خسفاً ويسوقهم عنفاً ، ويسقيهم بكأس مصبرة ، لايعطيهم إلا السيف ، ولا يحلسهم إلا الخوف ! فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها لو يرونني مقاماً واحداً ، ولو قدر جزر جزور ، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلايعطونني » .