النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
أصحاب الإمام المهدي "عج" الخاصون الثلاث مئة وثلاثة عشر
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص272-291
2025-06-03
144
مقام أصحاب الإمام المهدي عليه السلام
في نهج البلاغة : 2 / 126 : « ألا بأبي وأمي ، هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة ، وفي الأرض مجهولة . ألا فتوقعوا ما يكون من إدبار أموركم ، وانقطاع وصلكم ، واستعمال صغاركم . ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن أهون من الدرهم من حله . ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجراً من المعطي . ذاك حيث تسكرون من غير شراب ، بل من النعمة والنعيم ، وتحلفون من غير اضطرار ، وتكذبون من غير إحراج . ذاك إذا عضكم البلاء كما يعض القتب غارب البعير . ما أطول هذا العناء ، وأبعد هذا الرجاء » .
وفي كمال الدين : 2 / 654 : « عن عبد الله بن عجلان قال : ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : كيف لنا أن نعلم ذلك ؟ فقال : يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب : طاعة معروفة » .
وفي كمال الدين : 2 / 673 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، فليس من شئ إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم في كل شئ ، حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم عليه السلام » .
وفي علل الشرائع / 89 : « عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث جاء فيه : فقال أبو بكر الحضرمي : جعلت فداك الجواب في المسألتين الأولتين ؟ فقال : يا أبا بكر : سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ، فقال : مع قائمنا أهل البيت . وأما قوله : وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ، فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه ، كان آمناً » .
وفي الإختصاص / 325 : « عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده رجل من أهل خراسان وهو يكلمه بلسان لا أفهمه ، ثم رجع إلى شئ فهمته ، فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : اركض برجلك الأرض ، فإذا بحر تلك الأرض ، على حافَّتيها فرسان قد وضعوا رقابهم على قرابيس سروجهم ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : هؤلاء أصحاب القائم عليه السلام » .
ومثله دلائل الإمامة / 245 ، وفيه : فإذا نحن بتلك الأرض . ومعناه أن الإمام الصادق عليه السلام كشف له فرأى أصحاب المهدي عليه السلام على هيأة فرسان .
لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون !
روى الحاكم في المستدرك : 4 / 554 ، وصححه على شرط الشيخين « عن محمد بن الحنفية قال : كنا عند علي رضي الله عنه فسأله رجل عن المهدي فقال علي : هيهات ثم عقد بيده سبعاً فقال : ذاك يخرج في آخر الزمان ، إذا قال الرجل الله الله قتل ، فيجمع الله تعالى له قوماً قزع كقزع السحاب ، يؤلف الله بين قلوبهم ، لايستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم ، على عدة أصحاب بدر ، لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون ، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ! قال أبو الطفيل : قال ابن الحنفية : أتريده ؟ قلت : نعم . قال : إنه يخرج من بين هذين الخشبتين . قلت : لاجرم والله لا أريمهما حتى أموت . فمات بها يعني مكة » .
ورويناه بصيغة أوضح في بصائر الدرجات / 104 : « عن أبي جعفر عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه : اللهم لقني إخواني مرتين ، فقال من حوله من أصحابه : أمَا نحن إخوانك يا رسول الله ؟ فقال : لا ، إنكم أصحابي ، وإخواني قوم في آخر الزمان ، آمنوا بي ولم يروني ، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم ، لأحدُهم أشدُّ بُقيَةً على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء ، أو كالقابض على جمر الغضا ، أولئك مصابيح الدجى ، ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة » .
ونحوه ما في صحيح مسلم : 1 / 150 : « وددت أنا قد رأينا إخواننا . قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد . فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض . ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال . أناديهم ألا هلمَّ ، فيقال إنهم قد بدلوا بعدك ، فأقول سحقاً سحقاً » !
أقول : إن تسمية النبي صلى الله عليه وآله لهم بإخوانه مقامٌ عظيمٌ يجعلهم أفضل من كافة صحابته غير المعصومين ، بل في حديثه عنهم صلى الله عليه وآله تعريض بصحابته ، خاصة أنه ختم كلامه بالحديث عن الأباعرالضالة منهم يوم القيامة الذين يذادون عن حوضه وعن صحبته ويؤمر بهم إلى النار !
فقوله صلى الله عليه وآله : إخواني ، بضميمة : لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون ، يدل على أفضليتهم على الصحابة ، بل ورد أنهم أفضل من أصحاب جميع الأنبياء عليهم السلام .
أقول : مقتضى هذه الأحاديث الصحيحة في مصادر السنة ، والواردة أيضاً في مصادنا أن أصحاب المهدي عليه السلام أفضل من جميع أصحاب الأنبياء والأئمة عليهم السلام وحتى من أصحاب الحسين عليه السلام .
لكني لا أستطيع تقديمها على نص صحيح رواه ابن قولويه رحمه الله في كامل الزيارة / 454 ، يقول : « خرج أمير المؤمنين علي عليه السلام يسير بالناس حتى إذا كان من كربلاء على مسيرة ميل أو ميلين ، تقدم بين أيديهم حتى صار بمصارع الشهداء ، ثم قال : قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي ومائتا سبط كلهم شهداء بأتباعهم ، فطاف بها على بغلته خارجاً رجله من الركاب ، فأنشأ يقول : مناخ ركاب ومصارع شهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من أتى بعدهم » يقصد الحسين عليه السلام وأصحابه .
يجمعهم الله من أنحاء الأرض في ليلة واحدة
في غيبة الطوسي / 284 : « عن الإمام الصادق عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال « الله » فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه ، فيبعث الله قوماً من أطرافها ، يجيئون قزعاً كقزع الخريف . والله إني لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم ، واسم أميرهم ، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين ، حتى بلغ تسعة ، فيتوافون من الآفاق ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر ، وهو قول الله : أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئٍْ قَدِيرٌ . حتى أن الرجل ليحتبي « يشد حزامه » فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك » .
وقال في البحار : 52 / 334 : قال الزمخشري : « الضرب بالذنب هاهنا مثل للإقامة والثبات ، يعني أنه يثبت هو ومن تبعه على الدين » .
وروى العياشي : 1 / 66 : « أبي سمينة عن مولى لأبي الحسن عليه السلام : عن قوله : أيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً ؟ قال : وذلك والله أن لو قد قام قائمنا ، يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان » .
وفي كمال الدين : 2 / 672 : « عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم عليه السلام . قوله عز وجل : أيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً . إنهم ليفتقدون عن فرشهم ليلاً فيصبحون بمكة ، وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه . قال : قلت : جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً » .
وفي العياشي : 1 / 67 : « قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا أوذن الإمام ، دعا الله باسمه العبراني الأكبر ، فانتحيت له أصحابه الثلاث مائة والثلاثة عشر ، قزعاً كقزع الخريف ، وهم أصحاب الولاية ، ومنهم من يفتقد من فراشه ليلاً فيصبح بمكة ، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً ، يُعرف باسمه واسم أبيه وحسبه ونسبه . قلت : جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً ، وهم المفقودون ، وفيهم نزلت هذه الآية : أيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً » .
« عن ابن عباس في قوله تعالى : وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ . فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرض إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُون ؟ قال : قيام القائم عليه السلام ومثله : أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً . قال : أصحاب القائم عليه السلام يجمعهم الله في يوم واحد » . « غيبة الطوسي / 110 » .
وفي النعماني / 316 : « عن سليمان بن هارون العجلي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه ، لو ذهب الناس جميعاً أتى الله له بأصحابه ، وهم الذين قال الله عز وجل : فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ . وهم الذين قال الله فيهم : فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ » .
وفي النعماني / 315 : « عن أبي جعفر الباقر صلى الله عليه وآله قال : أصحاب القائم ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً أولاد العجم . بعضهم يحمل في السحاب نهاراً ، ويعرف باسمه واسم أبيه ، ونسبه وحليته ، وبعضهم نائم على فراشه ، فيوافيه في مكة على غير ميعاد » .
وفي كمال الدين : 2 / 377 : « عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام : إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، فقال عليه السلام : يا أبا القاسم : ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ، ويملؤها عدلاً وقسطاً ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته . وهو سميُّ رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ويذل له كل صعب ، ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر : ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً ، من أقاصي الأرض ، وذلك قول الله عز وجل : أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إنَّ الله على كُلِّ شَئٍْ قَدِير ، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره ، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل ، خرج بإذن الله عز وجل ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز وجل . قال عبد العظيم : فقلت له : يا سيدي وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي ؟ قال : يلقي في قلبه الرحمة ، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما » .
وفي مختصر تاريخ دمشق : 1 / 114 : « عن علي عليه السلام : إذا قام قائم أهل محمد ، جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب ، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف ، فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة ، وأما الأبدال فمن أهل الشام » والصواعق / 165 ، وصححه المغربي / 572 .
ابن حماد : 1 / 390 : « عن التيمي ، عن علي رضي الله عنه قال : يُنقض الدين حتى لا يقول أحد لا إله إلا الله . وقال بعضهم : حتى لا يقال : الله الله ، ثم يضرب يعسوب الدين بذنبه ، ثم يبعث الله قوماً قزع كقزع الخريف ، إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم » . ومثله ابن أبي شيبة : 15 / 23 ، عن الحارس بن سويد ، عن علي عليه السلام ، وغريب الحديث للهروي : 1 / 115 ، بعضه ، وتهذيب اللغة للأزهري : 1 / 185 بعضه ، وغريب الحديث لابن الجوزي : 2 / 241 ، ولسان العرب : 8 / 271 ،
وفي غيبة الطوسي / 284 ، عن أبي عبد الله عليه السلام . . وفيه : « لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال الله فإذا كان ذلك ضرب . . فيبعث الله قوماً من أطرافها يجيئون قزعاً . . لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم ، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين حتى بلغ تسعة ، فيتوافون من الآفاق ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً ، عدة أهل بدر وهو قول الله : أين مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئْ قَدِيرٌ » .
وفي شرح النهج : 19 / 104 : « وهذا الخبر من أخبار الملاحم التي كان يخبر بها عليه السلام وهو يذكر فيه المهدي الذي يوجد عند أصحابنا في آخر الزمان . . فإن قلت : فهذا يشيد مذهب الإمامية في أن المهدي خائف مستتر ينتقل في الأرض ، وأنه يظهر آخر الزمان ويثبت ويقيم في دار ملكه .
قلت : لا يبعد على مذهبنا أن يكون الإمام المهدي الذي يظهر في آخر الزمان مضطرب الأمر ، منتشر الملك في أول أمره لمصلحة يعلمها الله تعالى ، ثم بعد ذلك يثبت ملكه وتنتظم أموره » .
وهم الأمة المعدودة في القرآن
في تفسير القمي : 1 / 323 : « عن علي عليه السلام في قوله تعالى : وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ؟ قال : الأمة المعدودة أصحاب القائم الثلاث مائة والبضعة عشر » .
وفي تفسير العياشي : 2 / 57 : « عن الإمام الباقر عليه السلام قال : أصحاب القائم عليه السلام الثلاث مائة والبضعة عشر رجلاً ، هم والله الأمة المعدودة ، التي قال الله في كتابه : وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ، قال : يجمعون له في ساعة واحدة قَزعاً كقزع الخريف » .
وفي تفسير القمي : 2 / 205 : « عن الإمام الباقر عليه السلام قال في تفسيرها : وهم والله أصحاب القائم يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة ، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم ، وهو قوله : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيب : يعني بالقائم من آل محمد عليهم السلام . وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ . . إلى قوله : وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ : يعني أن لا يُعذبوا . كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ : يعني من كان قبلهم من المكذبين هلكوا من قبل ، إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ » .
وفي النعماني / 241 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : العذاب خروج القائم عليه السلام ، والأمة المعدودة عدة أهل بدر .
وهم الموعودون بالاستخلاف والتمكين في الأرض
الكافي : 1 / 193 : « عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله جل جلاله : وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ؟ قال : هم الأئمة عليهم السلام » .
ومثله تأويل الآيات : 1 / 368 ، وفيه : « نزلت في علي بن أبي طالب والأئمة من ولده ، وعنى به ظهور القائم عليه السلام » .
وفي كفاية الأثر / 56 : « عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخل جندب بن جنادة اليهودي من خيبر ، على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند الله ، وعما لا يعلمه الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ما ليس لله فليس لله شريك . وأما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد . وأما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود إنه عزير ابن الله ، والله لا يعلم له ولداً .
فقال جندب : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقاً . ثم قال : يا رسول الله إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي : يا جندب أسلم على يد محمد واستمسك بالأوصياء من بعده ، فقد أسلمت فرزقني الله ذلك ، فأخبرني بالأوصياء بعدك لأتمسك بهم . فقال : يا جندب أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل . فقال : يا رسول الله إنهم كانوا اثني عشر ، هكذا وجدنا في التوراة ، قال : نعم ، الأئمة بعدي اثنا عشر . فقال : يا رسول الله كلهم في زمن واحد ؟ قال : لا ولكنهم خلف بعد خلف ، فإنك لا تدرك منهم إلا ثلاثة ، قال : فسمهم لي يا رسول الله ، قال : نعم إنك تدرك سيد الأوصياء ووارث الأنبياء وأبا الأئمة علي بن أبي طالب بعدي ، ثم ابنه الحسن ، ثم الحسين ، فاستمسك بهم من بعدي ، ولا يغرنك جهل الجاهلين . فإذا كانت وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد العابدين يقضي الله عليك ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه .
فقال : يا رسول الله هكذا وجدت في التوراة البانقطة : شبراً وشبيراً ، فلم أعرف أساميهم ، فكم بعد الحسين من الأوصياء وما أساميهم ؟ فقال : تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم ، فإذا انقضت مدة الحسين قام بالأمر بعده ابنه علي ويلقب بزين العابدين ، فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى بالباقر ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده ابنه جعفر يدعى بالصادق ، فإذا انقضت مدة جعفر قام بالأمر بعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، ثم إذا انتهت مدة موسى قام بالأمر بعده ابنه علي يدعى بالرضا ، فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى بالزكي ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده علي ابنه يدعى بالنقي ، فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده الحسن ابنه يدعى بالأمين . ثم يغيب عنهم إمامهم . قال : يا رسول الله هو الحسن يغيب عنهم ، قال : لا ولكن ابنه الحجة . قال : يا رسول الله فما اسمه ؟ قال : لا يسمى حتى يظهره الله .
قال جندب : يا رسول الله قد وجدنا ذكرهم في التوراة ، وقد بشرنا موسى بن عمران بك وبالأوصياء بعدك من ذريتك . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله : وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ، فقال جندب : يا رسول الله فما خوفهم ؟ قال : يا جندب في زمن كل واحد منهم سلطان يعتريه ويؤذيه ، فإذا عجل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . ثم قال عليه السلام : طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمتقين على محجتهم ، أولئك وصفهم الله في كتابه وقال : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ، وقال : أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُون » .
وهم الصالحون الموعودون بوراثة الأرض
في تأويل الآيات : 1 / 332 : « عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى : وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ . قال : الكتب كلها ذكر وأَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ : قال : القائم عليه السلام وأصحابه » .
وفي تفسير القمي : 2 / 126 : « في قوله : وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ . قال : أعطى داود وسليمان ما لم يُعط أحداً من أنبياء الله من الآيات ، علمهما منطق الطير ، وألانَ لهما الحديد والصِّفر من غير نار ، وجعل الجبال يسبِّحن مع داود وأنزل الله عليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء ، وأخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وأميرالمؤمنين عليه السلام والأئمة من ذريتهما عليهم السلام ، وأخبار الرجعة والقائم عليه السلام لقوله : وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ » .
وهم المبشر بهم في الآية : فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ . .
العياشي : 1 / 326 : « عن سليمان بن هارون أنه قال للإمام الباقر عليه السلام : إن بعض هذه العجلية يزعمون أن سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عند عبد الله بن الحسن ، فقال : والله ما رآه هو ولا أبوه بواحدة من عينيه ، إلا أن يكون رآه أبوه عند الحسين عليه السلام ، وإن صاحب هذا الأمر محفوظ له فلا تذهبن يميناً ولا شمالاً ، فإن الأمر والله واضح . والله لو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا ، ولو أن الناس كفروا جميعاً حتى لا يبقى أحد ، لجاء الله لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله . ثم قال : أما تسمع الله يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . حتى فرغ من الآية . وقال في آية أخرى : فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ . ثم قال : إن أهل هذه الآية هم أهل تلك الآية » . ونحوه الكافي : 1 / 232
وفي تفسير القمي : 1 / 170 : « قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ : قال : هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين غصبوا آل محمد حقهم ، وارتدوا عن دين الله . فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه : نزلت في القائم عليه السلام وأصحابه ، يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ » .
وهم الركن الشديد للإمام المهدي عليه السلام
في العياشي : 2 / 156 : « عن الإمام الصادق عليه السلام في قول الله : قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ : قال : قوة القائم والركن الشديد : الثلاث مئة وثلاثة عشر أصحابه » .
وفي كمال الدين / 673 : « قال أبو عبد الله عليه السلام : ما كان قول لوط عليه السلام لقومه : لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، إلا تمنياً لقوة القائم عليه السلام ولا ذكر إلا شدة أصحابه ، وإن الرجل منهم ليعطى قوة أربعين رجلاً ، وإن قلبه لأشد من زبر الحديد ، ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ، ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل » .
وهم المظلومون المأذون لهم بالقتال
في النعماني / 241 : « عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ : قال : هي في القائم عليه السلام وأصحابه » .
وهم وإمامهم عليه السلام وعد الآخرة لليهود
تفسير القمي : 2 / 14 : « إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ : يعني القائم صلوات الله عليه وأصحابه » .
وفي الكافي : 8 / 255 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً : قال : نزلت في الحسين عليه السلام ، لو قتل وليه أهل الأرض به ما كان سرفاً » .
وهم المنتصرون في الآية . .
في تفسير فرات / 150 : « عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ : قال : القائم وأصحابه ، قال الله : فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ : القائم إذا قام انتصر من بني أمية والمكذبين والنصاب ، وهو قوله : إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الْحَقِّ » .
وهم المتوسمون في الآية
في المناقب : 4 / 284 ، عن علي عليه السلام في قوله تعالى : « إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ . وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ . قال : فكان رسول الله المتوسم والأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القيامة . وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ : فذلك السبيل المقيم هو الوصي بعد النبي صلى الله عليه وآله » .
وفي الإرشاد / 365 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله حكم بين الناس بحكم داود عليه السلام لا يحتاج إلى بينة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم ، قال الله سبحانه : إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ، وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ .
وفي كمال الدين / 671 : « إذا قام القائم لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلاعرفه صالح هو أم طالح ، لأن فيه آية لِلمتوَسِّمينَ وهي بسبيلٍ مُقيم » .
وفي منتخب الأنوار / 195 : « عن الإمام الباقر عليه السلام : كأني أنظر إلى القائم عليه السلام وأصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤوسهم الطير ، فنيت أزوادهم وخلقت ثيابهم متنكبين قِسِيَّهم ، قد أثر السجود بجباههم ، ليوثٌ بالنهار ورهبان بالليل ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، يعطى الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ، ويعطيهم صاحبهم التوسم ، لا يقتل أحد منهم إلا كافراً أو منافقاً ، فقد وصفهم الله بالتوسم في كتابه : إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » .
وفي بصائر الدرجات / 356 : « عن معاوية الدهني ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَام ، فقال : يا معاوية ما يقولون في هذا ؟ قال : قلت : يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم يوم القيامة ، فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ويلقون في النار . قال : فقال لي : وكيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم ؟ قال : فقلت : فما ذاك جعلت فداك ؟ قال : ذلك لو قد قام قائمنا أعطاه الله السيما ، فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ، ثم يُخبط بالسيف خبطاً » .
ومنهم أبدال الشام ونجباء مصر والعراق
في أمالي المفيد / 30 : « عن محمد بن سويد الأشعري قال : دخلت أنا وفطر بن خليفة على جعفر بن محمد عليه السلام فقرب إلينا تمراً فأكلنا ، وجعل يناول فطراً منه ، ثم قال له : كيف الحديث الذي حدثتني عن أبي الطفيل في الأبدال ؟ فقال فطر : سمعت أبا الطفيل يقول : سمعت علياً أمير المؤمنين عليه السلام يقول : الأبدال من أهل الشام والنجباء من أهل الكوفة يجمعهم الله لشر يوم لعدونا . فقال جعفر الصادق : رحمكم الله بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، رحم الله من حببنا إلى الناس ولم يكرهنا إليهم » .
وفي غيبة الطوسي / 284 : « قال أبو جعفر عليه السلام : يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاث مائة ونيف عدة أهل بدر . فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله أن يقيم » .
وفي الفائق : 1 / 87 ، وتهذيب ابن عساكر : 1 / 62 : « عن علي : قبة الإسلام بالكوفة ، والهجرة بالمدينة ، والنجباء بمصر ، والأبدال بالشام وهم قليل » .
وفي تهذيب ابن عساكر : 1 / 63 : « الأبدال من الشام ، والنجباء من أهل مصر ، والأخيار من أهل العراق . وعن أبي الطفيل قال : خطبنا علي رضي الله عنه فذكر الخوارج ، فقام رجل فلعن أهل الشام ، فقال له : ويحك لا تعم ، إن كنت لاعناً ففلاناً وأشياعه ، فإن منهم الأبدال ومنهم النجباء » .
أصحاب الإمام المهدي عليه السلام فيهم خمسون امرأة
توجد روايتان في أن من أصحاب الإمام عليه السلام نساء ، أولاهما في دلائل الإمامة / 259 : « عن مفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يكون مع القائم ثلاث عشرة امرأة ، قلت : وما يصنع بهن ؟ قال : يداوين الجرحى ويقمن على المرضى ، كما كنَّ مع رسول الله صلى الله عليه وآله . قلت : فسمهن لي قال : القنواء بنت رُشَيْد ، وأم أيمن ، وحبابة الوالبية ، وسمية أم عمار بن ياسر ، وزبيدة ، وأم خالد الأحمسية ، وأم سعيد الحنفية ، وصبانة الماشطة ، وأم خالد الجهنية » .
فالرواية تتحدث عن نساء يُحْيَيْنَ من قبورهن ، وسمَّت بعضهن ، ومهنتهن التمريض ، ولم تذكر أنهن من وزرائه .
لكن رواية تفسير العياشي رحمه الله : 1 / 65 ، عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام نصت على أنهن خمسين امرأة ، وهي رواية طويلة ، وهذا نصها الكامل :
« يا جابر : الزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبداً ، حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة ، وترى منادياً ينادي بدمشق ، وخسفاً بقرية من قراها ، ويسقط طائفة من مسجدها ، فإذا رأيت الترك جازوها ، فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة ، وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة ، وهي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب . وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : الأصهب والأبقع والسفياني . مع بني ذنب الحمار مضر ، ومع السفياني أخواله من كلب ، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار ، حتى يُقتلوا قتلاً لم يقتله شئ قط ، ويحضر رجل بدمشق فيُقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شئ قط ، وهو من بني ذنب الحمار . وهي الآية التي يقول الله : فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ . ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم ، فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب أناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلاً وصلباً ، وتقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل دجلة ، ويخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة . ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ، ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك منهم أحد إلا حبس . ويخرج الجيش في طلب الرجلين . ويخرج المهدي منها على سنة موسى ، خائفاً يترقب حتى يقدم مكة . ويقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء وهو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر !
فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ومعه وزيره ، فيقول : يا أيها الناس إنا نستنصر الله على من ظلمنا وسلب حقنا . من يحاجنا في الله فأنا أولى بالله . ومن يحاجنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم . ومن حاجنا في نوح فأنا أولى الناس بنوح . ومن حاجنا في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم . ومن حاجنا بمحمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله . ومن حاجنا في النبيين فنحن أولى الناس بالنبيين . ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله . إنا نشهد وكل مسلم اليوم أنا قد ظُلمنا وطُردنا وبُغِيَ علينا ، وأُخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا وقُهرنا . ألا إنا نستنصر الله اليوم وكل مسلم . ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة ، يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاً كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضاً ، وهي الآية التي قال الله : أيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئ قَدِيرٌ . فيقول رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله : أخرج منها فهي القرية الظالمة أهلها . ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلاث مائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام .
ومعه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ووزيره معه ، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء ، حتى يسمعه أهل الأرض كلهم . اسمه اسم نبي . ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلى الله عليه وآله ورايته وسلاحه ، والنفس الزكية من ولد الحسين . فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره . وإياك وشذاذاً من آل محمد صلى الله عليه وآله فإن لآل محمد وعلي عليها السلام راية ولغيرهم رايات ، فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً ، حتى ترى رجلاً من ولد الحسين عليه السلام ، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ، ثم صار عند محمد بن علي ، ويفعل الله ما يشاء ، فالزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك .
فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامداً إلى المدينة حتى يمر بالبيداء ، حتى يقول هذا مكان القوم الذين يخسف بهم ، وهي الآية التي قال الله : أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرض أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لايَشْعُرُونَ . أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ . فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنة يوسف .
ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث ، حتى يظهر عليها . ثم يسير حتى يأتي العذراء هو ومن معه وقد لحق به ناسٌ كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال ، يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد صلى الله عليه وآله إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال . قال أمير المؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معه ، حتى لا يُترك منهم مخبر ، والخايب يومئذ من خاب من غنيمة كلب .
ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها ، فلا يترك عبداً مسلماً إلا اشتراه وأعتقه ، ولا غارماً إلا قضى دينه ، ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها ، ولا يقتل منهم عبداً إلا أدى ثمنه دية مسلمة إلى أهلها ، ولا يقتل قتيل إلا قضى عنه دينه وألحق عياله في العطاء ، حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً .
ويسكن هو وأهل بيته الرحبة ، والرحبة إنما كانت مسكن نوح ، وهي أرض طيبة ولا يسكن رجل من آل محمد عليهم السلام ولا يقتل ، إلا بأرض طيبة زاكية ، فهم الأوصياء الطيبون » . وفي هذه الرواية الشريفة تفصيلات مهمة عن الاختلاف في بلاد العرب ، وعن الصراع على السلطة في دمشق بين الأصهب والأبقع والسفياني ، ثم عن سيطرة السفياني على سوريا ، ثم إرساله قوات إلى العراق والحجاز ، وظهور الإمام عليه السلام وحركته من مكة إلى العراق ، ثم معركته في دمشق .
وفيها نص على وجود خمسين امرأة في مجموع وزراء الإمام المهدي عليه السلام . وقد ذكرت أن أنصار السفياني من بني ذنب الحمار مضر ، وهو كناية عن قبائل قريش وحلفائهم من قبائل مضر ، المنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام .
والإشكال على الرواية بإرسالها في العياشي ، يجبره أنها مسندة بطرق فيها الصحيح ، في غيبة النعماني / 297 وغيرها . وقد يشكل بأنها ليس فيها خمسون امرأة » وجوابه : أنه صح بتعويض السند ، وبالإطمئنان بالصدور .
وقد روى رواية جابر رحمه الله : العياشي ، قسماً منها : 1 / 244 ، وقسماً آخر : 2 / 261 ، والنعماني / 279 ، بعدة أسانيده ، والاختصاص / 255 ، والإرشاد / 359 ، أولها كالنعماني بتفاوت ، وغيبة الطوسي / 269 ، وإعلام الورى / 427 ، والخرائج : 3 / 1156 ، ومنتخب الأنوار / 33 ، وإثبات الهداة : 3 / 548 ، وعقد الدرر / 49 ، والبحار : 51 / 56 ، و : 52 / 212 .
وهنا سؤال : هل تجوز أن تكون المرأة حاكماً ؟ والجواب : أن عامة فقهاء المذاهب يفتون بأنها لا تتولى القضاء والولاية ، ويستدلون له بنصوص ، ويعللونه بسرعة تأثر المرأة واحتياج منصب القضاء والوزارة إلى قدرة أكبر .
لكن هذه الفتاوى لا يصح أن نلزم بها الإمام المهديّ من ربه عجل الله تعالى فرجه الشريف . فهو أعلم بحكم الله تعالى . ومعناه أن المرأة يمكن أن تكون من الأصحاب الخاصين للإمام عليه السلام ، وحاكمة لخمسين إقليماً في العالم ! وهو أمر لم تصل اليه المرأة في تاريخ المجتمعات وأنظمة الحكم ! لكن الإمام يرفع ظلامتها ويحقق لها إنسانيتها .
كما أشكل بعضهم بأن الرواية قالت : فيهم خمسون امرأة ، ولم تقل : منهم ، وأيد ذلك بأن عدة روايات نصت على أنهم ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً . فتكون النساء الخمسون معهم ، ولسن منهم .
وجوابه أنه لو صح هذه الإشكال تبقى الخمسون امرأة في أصحابه عليه السلام سواء كن منهم أو فيهم أو معهم ، غايته أنهن درجة ثانية دونهم ويبقى مقامهن رفيعاً .
يتجمعون في المسجد الحرام
في غيبة النعماني / 313 و 314 : « عن أبان بن تغلب قال : كنت مع جعفر بن محمد عليه السلام في مسجد بمكة وهو آخذ بيدي ، فقال : يا أبان سيأتي الله بثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً في مسجدكم هذا ، يعلم أهل مكة أنه لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد ، عليهم السيوف مكتوب على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه وحليته ونسبه ، ثم يأمر منادياً فينادي : هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان ، لا يسأل على ذلك بينة » .
وفي النعماني / 316 : « عن علي بن أبي حمزة قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام :
بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد ، فيصبحون بمكة » .
وفي النعماني / 244 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام القائم نزلت سيوف القتال ، على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه » . وفي البصائر / 311 : « عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : سيأتي من مسجدكم هذا يعني مكة ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً ، يعلم أهل مكة أنه لم يلدهم آباءهم ولا أجدادهم ، عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة تبعث الريح فتنادي بكل واد : هذا المهدي هذا المهدي ، يقضي بقضاء آل داود ولا يسأل عليه بينة » .
أقول : قد يكون نزول السيوف كرامة رمزية لأصحاب المهدي عليه السلام بمعنى القوة والإذن من الله تعالى لهم بالقتال ، وقد تكون آلات حقيقية تقوم مقام السلاح .
يبايعون المهدي عليه السلام بين الركن والمقام
العياشي : 2 / 56 : « عن عبد الأعلى الحلبي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب ، ثم أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى ، حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين ، انتهى المولى الذي يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون : نحو من أربعين رجلاً ، فيقول : كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو يأوي بنا الجبال لأويناها معه ، ثم يأتيهم من القابلة فيقول لهم : أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشرة ، فيشيرون له إليهم ، فينطلق بهم حتى يأتوا صاحبهم ، ويعدهم إلى الليلة التي تليها .
ثم قال أبو جعفر عليه السلام : والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ، ثم ينشد الله حقه ، ثم يقول : يا أيها الناس : من يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله ، ومن يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم .
يا أيها الناس : من يحاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، يا أيها الناس : من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم . يا أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى . يا أيها الناس : من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى .
يا أيها الناس : من يحاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله . يا أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله . ثم ينتهي إلى المقام فيصلي ركعتين ، ثم ينشد الله حقه .
قال أبو جعفر عليه السلام : هو والله المضطر في كتاب الله ، وهو قول الله : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرض . وجبرئيل على الميزاب في صورة طاير أبيض ، فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل ، ويبايعه الثلاث مائة والبضعة عشر رجلاً . قال : قال أبو جعفر عليه السلام : فمن ابتلي في المسير وافاه في تلك الساعة ، ومن لم يبتل بالمسير فُقد عن فراشه . ثم قال : هو والله قول علي بن أبي طالب عليه السلام : المفقودون عن فرشهم ، وهو قول الله : فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً : أصحاب القائم الثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً . قال : هم والله الأمة المعدودة التي قال الله في كتابه : وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ، قال : يجمعون في ساعة واحدة قزعاً كقزع الخريف ، فيصبح بمكة فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله فيجيبه نفر . ثم يسير ويستعمل على مكة فيبلغه أن قد قتل عامله ، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئاً يعني السبي .
ثم ينطلق فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله السلام ، والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة من عدوه ولا يسمي أحداً ، حتى ينتهي إلى البيداء ، فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فيأخذهم من تحت أقدامهم ، وهو قول الله : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ . وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ : يعني بقائم آل محمد . وَقَدْ كَفَرُوا بِه : يعني بقائم آل محمد . إلى آخر السورة ، ولا يبقى منهم إلا رجلان يقال لهما وتر ووتير من مراد ، وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى ، يخبران الناس بما فعل بأصحابهما ، ثم يدخل المدينة فتغيب عنه عند ذلك قريش ، وهو قول علي بن أبي طالب عليه السلام : والله لودَّت قريش أني عندها موقفاً واحداً جزر جزور ، بكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس أو غربت ! ثم يُحدث حدثاً ، فإذا هو فعل ذلك قالت قريش : أخرجوا بنا إلى هذه الطاغية ، فوالله أن لو كان محمدياً ما فعل ، ولو كان علوياً ما فعل ، ولو كان فاطمياً ما فعل ! فيمنحه الله أكتافهم فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية ! ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة « خارج المدينة باتجاه العراق » فيبلغه أنهم قد قتلوا عامله ، فيرجع إليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة إليها بشئ .
ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة من عدوه ، حتى إذا بلغ إلى الثعلبية « بين الحجاز والعراق » قام إليه رجل من صلب أبيه ، وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر ، فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم ! أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة : والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك ، فيقول له القائم عليه السلام : أسكت يا فلان ، إي والله إن معي عهداً من رسول الله هات لي يا فلان العيبة أو الطيبة أو الزنفليجة « المحفظة » فيأتيه بها فيُقرؤه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول : جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ، ثم يقول : جعلني الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة .
قال أبو جعفر عليه السلام : لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً ، أمدَّه الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ، حتى إذا صعد النجف ، قال لأصحابه : تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله ، حتى إذا أصبح ، قال : خذوا بنا طريق النخيلة وعلى الكوفة جند مجند . قلت : جند مجند ؟ قال : إي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بالنخيلة ، فيصلي فيه ركعتين ، فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني ، فيقول لأصحابه : استطردوا لهم ثم يقول : كروا عليهم . قال أبو جعفر عليه السلام : ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر . ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حن إليها ، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام .
ثم يقول لأصحابه سيروا إلى هذه الطاغية ، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله فيعطيه السفياني من البيعة سلماً ، فتقول له كلب وهم أخواله : يا هذا ما صنعت ؟ والله ما نبايعك على هذا أبداً ، فيقول : ما أصنع ؟ فيقولون : إسْتَقِلْهُ فيستقيله ، ثم يقول له القائم عليه السلام : خذ حذرك فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك . فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم ، ويأخذ السفياني أسيراً فينطلق به ويذبحه بيده .
ثم يرسل جريدة خيل إلى الروم فيستحضرون بقية بني أمية ، فإذا انتهوا إلى الروم قالوا :
أخرجوا إلينا أهل ملتنا عندكم ، فيأبون ويقولون والله لا نفعل ، فتقول الجريدة : والله لو أمرنا لقاتلناكم . ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول : إنطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم ، فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان عظيم ، وهو قول الله : فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ . لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ : قال : يعني الكنوز التي كنتم تكنزون . قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . لا يبقى منهم مخبر .
ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاث مائة والبضعة عشر رجلاً إلى الآفاق كلها ، فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم ، فلا يتعايون في قضاء ، ولا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً رسول الله ، وهو قوله : وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ . ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو قول الله : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لله .
قال أبو جعفر عليه السلام : يقاتلون والله حتى يُوحد الله ولايُشرك به شيئاً ، وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولاينهاها أحد ، ويُخرج الله من الأرض بذرها ويُنزل من السماء قطرها ، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي عليه السلام ويوسع الله على شيعتنا . ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا .
فبينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنن ، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه ، فيقول لأصحابه : انطلقوا تلحقوا بهم في التمارين ، فيأتونه بهم أسرى فيأمر بهم فيذبحون . وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلى الله عليه وآله » .
الحج الأكبر : دعوة المهدي عليه السلام العالم إلى إمامته
في تفسير العياشي : 2 / 76 : « عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ؟ قال : خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه » .
وفي تأويل الآيات : 2 / 478 : « عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يخرج القائم فيسير حتى يمر بمَرّ فيبلغه أن عامله قد قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ، ولا يزيد على ذلك شيئاً ، ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهى إلى البيداء ، فيخرج جيشان للسفياني ، فيأمر الله عز وجل الأرض أن تأخذ بأقدامهم ، وهو قوله عز وجل : وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، وَقَدْ كَفَرُوا بِه مِنْ قَبْلُِ : يعني بقيام القائم . وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ . وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ » .
يبعث الإمام عليه السلام أصحابه حكاماً على العالم
في دلائل الإمامة / 249 : « عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إذا قام قائمنا بعث في أقاليم الأرض . . فيقول : عهدك في كفك واعمل بما ترى » .
وفي النعماني / 319 : « عن الإمام الصادق عليه السلام : إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول : عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه ، فانظر إلى كفك واعمل بما فيها . قال : ويبعث جنداً إلى القسطنطينية ، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء ، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء ، قالوا : هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو ؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها ، فيحكمون فيها ما يشاؤون » .
أقول : إذا صح هذا الحديث ، فلا بد أن يكون المقصود بالقسطنطينية عاصمة رومية ، وأن يكون ذلك بعد نزول عيسى عليه السلام .