النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
مدة ملك الإمام المهدي "عج" وما يكون بعده
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص225-248
2025-06-01
152
1 - تفاوت الروايات في مدة حكم الإمام المهدي عليه السلام
- تفاوت الروايات في مدة حكم الإمام المهدي عليه السلام
1 - المشهور في مصادر السنيين أنه يحكم سبع سنين أو تسعاً ، لكن رووا ما يعارضه ، وعقد ابن حماد فصلاً في كتابه الفتن : 1 / 376 ، بعنوان : قدر ما يملك المهدي ، روى فيه أحاديث عن أبي سعيد الخدري وغيره ، منها : المهدي يعيش في ذلك ، يعني بعدما يملك سبع سنين أو ثمان أو تسع . يكون المهدي في أمتي إن قصر فسبعاً وإلا فثمان وإلا فتسعاً . .
عن أبي زرعة عن صباح قال : يمكث المهدي فيكم تسعاً وثلاثين سنة ، يقول الصغير يا ليتني قد بلغت ، ويقول الكبير يا ليتني صغيراً . .
عن ضمرة بن حبيب قال : حياة المهدي ثلاثون سنة . .
عن الصقر بن رستم عن أبيه قال : يملك المهدي سبع سنين ، وشهرين وأيام . .
عن دينار بن دينار قال : بقاء المهدي أربعون سنة . وقال أحدهما مرة أربعين ومرة أربع وعشرين . .
عن الزهري قال : يعيش المهدي أربع عشرة سنة ثم يموت موتاً . .
عن علي قال : يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة .
ويرد الإشكال على رواية السبع سنين بأن مهمة الإمام عليه السلام استثمار جهود جميع الأنبياء عليهم السلام خاصة نبينا صلى الله عليه وآله ، وإقامة دولة العدل الإلهي العالمية ، وهذا مشروع ضخم لا يكفي له بضع سنين . وستعرف أن سبب روايتها اشتباه من الراوي بين مدة ملكه ومدة الهدنة مع الروم .
2 - كما روت مصادر الطرفين أنه يحكم تسع عشرة سنة ، ففي النعماني / 331 و 332 و 353 ، بطرق عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يملك القائم عليه السلام تسع عشرة سنة وأشهراً .
وفي مختصر البصائر / 193 : فمن ذلك ما رويناه عن النعماني . . . عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : يملك القائم تسع عشرة سنة وأشهراً . . . الخ . ثم قال مؤلف المختصر : فأين موقع هذه التسع عشرة سنة وأشهر من الدعاء له بطول العمر والتمتع في الأرض طويلاً ؟ ! والذي يظهر من هذا ويتبادر إليه الذهن أنه يكون أطول من الزمان الذي انقضى في غيبته ، وعمره الشريف اليوم ينيف على الخمس مائة والثلاثين سنة ، ويدل على ما قلناه ما تقدم ورويناه عن الصادق عليه السلام أنه سئل : أي العمرين له أطول ؟ قال : الثاني بالضعف . وهذا صريح في رجعته » . انتهى .
3 - وروى ابن حماد : 1 / 378 ، عن علي عليه السلام أنه قال : « يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة » .
4 - كما روي أن المهدي عليه السلام يظهر كأنه ابن ثلاثين سنة ، ويعيش عمر الخليل إبراهيم عليه السلام . كما يفهم من بعض رواياته أنه يحكم تسعين سنة ، ومن بعضها أربعين . ففي غيبة النعماني / 189 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « القائم من ولدي ، يُعَمّرعمر الخليل عشرين ومائة سنة يُدرى به ، ثم يغيب غيبة في الدهر ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثنين وثلاثين سنة ، حتى ترجع عنه طائفة من الناس . يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً » .
وفي غيبة الطوسي / 259 : « إن ولي الله عُمِّرَ عُمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة ، ويظهر في صورة فتى موفق ابن ثلاثين سنة » .
وفي دلائل الإمامة / 258 : « القائم من ولدي يعمَّر عمر خليل الرحمن ، يقوم في الناس وهو ابن ثلاثين سنة ، ويلبث فيها أربعين سنة ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً » .
5 - ورد في مصادر الطرفين أن السنين تطول في عصره ، فتكون السبع سنين سبعين سنة . ففي الارشاد / 365 ، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل قال : « إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلا هدمها وجعلها جماء ، ووسع الطريق الأعظم ، وكسر كل جناح خارج في الطريق ، وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات ، ولا يترك بدعة إلا أزالها ، ولا سنة إلا أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، فيمكث على ذلك سبع سنين ، كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ، ثم يفعل الله ما يشاء . قال قلت له : جعلت فداك فكيف تطول السنون ؟ قال : يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون . قال قلت له : إنهم يقولون : إن الفلك إن تغير فسد قال : ذلك قول الزنادقة ، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك ، وقد شق الله تعالى القمر لنبيه صلى الله عليه وآله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون ، وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كألف سنة مما تعدون » .
وفي الإرشاد : 2 / 381 : « روى عبد الكريم الخثعمي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كم يملك القائم ؟ قال : سبع سنين ، تطول له الأيام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم ، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه » .
6 - روى الجميع عن أمير المؤمنين وعن الإمام الحسن عليه السلام وابن عباس ، أن مدة دولة أهل البيت عليهم السلام ستكون أضعاف مدة دولة بني أمية ، ففي شرح الأخبار : 2 / 289 عن أبي سالم قال : « كنا مع علي عليه السلام بالكوفة فقال يوماً من الأيام ونحن عنده : إني سبطٌ من الأسباط أقاتل على حق ليقوم ولن يقوم ، والأمر لهم فإذا كثروا فتنافسوا بعث الله عز وجل عليهم أقواماً من هذا المشرق ، فقتلهم بدداً وأحصاهم بهم عدداً . والله لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين ولا يملكون سنتين إلا ملكنا أربعاً ، وما من فئة تخرج إلى يوم القيامة إلا ولو شئت لسميت لكم سائقها وناعقها . قال فقلت لأصحابي : فما المقام وقد أخبركم أن الأمر لهم ؟ ! قالوا : لا شئ . واستأذناه إلى مصر ، فأذن لمن شاء وأقام معه قوم منا » . ونحوه ابن حماد : 1 / 193
وفي شرح الأخبار : 3 / 96 : « عن الحسن بن علي عليه السلام أنه مر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله بحلقة فيها قوم من بني أمية فتغامزوا به ، وذلك عندما تغلب معاوية على ظاهر أمره ، فرآهم وتغامزهم به ، فصلى ركعتين ثم جاءهم ، فلما رأوه جعل كل واحد منهم يتنحى عنه مجلسه له فقال لهم : كونوا كما أنتم فإني لم أرد الجلوس معكم ، ولكن قد رأيت تغامزكم بي : أما والله لا تملكون يوماً إلا ملكنا يومين ، ولا شهراً إلا ملكنا شهرين ، ولا سنة إلا ملكنا سنتين ! وإنا لنأكل في سلطانكم ونشرب ونلبس ونركب وننكح ، وأنتم لا تأكلون في سلطاننا ولا تشربون ولا تلبسون ولا تنكحون . فقال له رجل : وكيف يكون ذلك يا أبا محمد وأنتم أجود الناس وأرأفهم وأرحمهم ، تأمنون في سلطان القوم ولا يأمنون في سلطانكم ؟ فقال : لأنهم عادونا بكيد الشيطان وكيد الشيطان كان ضعيفاً ، وإنا عاديناهم بكيد الله ، وكيد الله شديد » !
وتقدم قول ابن عباس من أمالي المفيد / 14 ، جواباً على ادعاء معاوية المهدية مقابل مهدي أهل البيت عليهم السلام ، قال : « وأما افتخارك بالملك الزائل الذي توصلت إليه بالمحال الباطل ، فقد ملك فرعون من قبلك فأهلكه الله ، وما تملكون يوماً يا بني أمية إلا ونملك بعدكم يومين ، ولا شهراً إلا ملكنا شهرين ، ولا حولاً إلا ملكنا حولين » . والدر المنثور : 2 / 173
7 - ثبت استحباب الدعاء لكل إمام ومنهم الإمام المهدي عليهم السلام بهذا الدعاء : « اللهم كن لوليك في هذه الساعة وفي كل ساعة ، ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً ، حتى تسكنه أرضك طوعاً ، وتمتعه فيها طويلاً » . « مصباح المتهجد / 630 » . وعبارة : وتمتعه فيها طويلاً ، لا تتناسب مع حكمه لمدة قصيرة كسبع سنين .
وفي الكافي : 4 / 162 : « محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليهم السلام قال : تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ، ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كل حال ، وفي الشهر كله وكيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك . تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله : اللهم كن لوليك فلان بن فلان ، في هذه الساعة وفي كل ساعة ، ولياً وحافظاً ، وناصراً ودليلاً ، وقائداً وعيناً ، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً » .
8 - وروينا أنه عليه السلام يحكم عدد سني أهل الكهف ، ثلاث مئة وتسع سنين ، ففي دلائل الإمامة / 241 ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « سألته متى يقوم قائمكم ؟ قال : يا أبا الجارود لا تدركه . فقلت : أهل زمانه ، فقال : ولن تدرك أهل زمانه ، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة ، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد ، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة فقال : يا رب انصرني ، ودعوته لا تسقط ، فيقول تبارك وتعالى للملائكة الذين نصروا رسولالله صلى الله عليه وآله يوم بدر ولم يحطوا سروجهم ولم يضعوا أسلحتهم ، فيبايعونه ، ثم يبايعه من الناس ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً .
ويسير إلى المدينة فيسير الناس « فيقتل مقاتليها » حتى يرضى الله عز وجل ، فيقتل ألفاً وخمس مائة قرشي ، ليس فيهم إلا فرخ زنية . . . ويهدم قصر المدينة .
ويسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية ، شاكين في السلاح ، قراء قرآن فقهاء في الدين ، قد قرحوا جباههم وشمّروا ثيابهم وعمهم النفاق ، وكلهم يقولون : يا ابن فاطمة إرجع لا حاجة لنا فيك ! فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء ، فيقتلهم أسرع من جزر جزور ، فلا يفوت منهم رجل ، ولا يصاب من أصحابه أحد ، دماؤهم قربان إلى الله !
ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله . قال : فلم أعقل المعنى ، فمكثت قليلاً ثم قلت : جعلت فداك وما يدريه جعلت فداك متى يرضى الله عز وجل ؟ قال : يا أبا الجارود إن الله أوحى إلى أم موسى وهو خير من أم موسى ، وأوحى الله إلى النحل وهو خير من النحل ، فعقلت المذهب ! فقال لي : أعقلت المذهب ؟ قلت : نعم . فقال : إن القائم ليملك ثلاث مائة وتسع سنين كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم ، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها . يقتل الناس حتى لا يرى إلا دين محمد صلى الله عليه وآله ، يسير بسيرة سليمان بن داود ، يدعو الشمس والقمر فيجيبانه ، وتطوى له الأرض فيوحي الله إليه فيعمل بأمر الله » .
ومثله غيبة الطوسي / 283 ، و 474 ، وفيه : كما لبث أهل الكهف في كهفهم . . ويفتح الله له شرق الأرض وغربها » .
فالرواية صريحة في أنه يملك بعدد سني أهل الكهف .
9 - يؤيد ما تقدم رواية صحيحة السند مشكلة المتن ، روتها عدة مصادر ، وهي في تفسير العياشي : 2 / 326 ، وغيبة النعماني / 331 : « أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري ، وسعدان بن إسحاق بن سعيد ، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك الزيات ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن ثابت ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام يقول : والله ليملكن رجل منا أهل البيت الأرض بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً . قال قلت : فمتى ذلك ؟ قال : بعد موت القائم . قال قلت : وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت ؟ قال : تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته ، قال قلت : فيكون بعد موته هرج ؟ قال : نعم ، خمسين سنة ، قال : ثم يخرج المنصور إلى الدنيا ، فيطلب بدمه ودم أصحابه فيقتل ويسبي حتى يقال لو كان هذا من ذرية الأنبياء ما قتل الناس كل هذا القتل ، فيجتمع الناس عليه أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجؤونه إلى حرم الله ، فإذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر ، وخرج السفاح إلى الدنيا غضباً للمنتصر فيقتل كل عدو لنا جائر ، ويملك الأرض كلها ، ويصلح الله له أمره ويعيش ثلاث مائة سنة ويزداد تسعاً .
ثم قال أبو جعفر : يا جابر ، وهل تدري من المنتصر والسفاح ؟ يا جابر المنتصر الحسين والسفاح أمير المؤمنين ، صلوات الله عليهم أجمعين » .
أقول : في هذه الرواية غموض ، ولعلها تتحدث عن الرجعة وليس عن الظهور بعد الغيبة .
وقد يعبر عن الغيبة بالموت مجازاً كما ورد في رواية غيبة الطوسي / 282 .
عن أبي سعيد الخراساني ، قال : « قلت لأبي عبد الله عليه السلام : المهدي والقائم واحد ؟ فقال : نعم . فقلت : لأي شيء سمي المهدي ؟ قال : لأنه يهدى إلى كل أمر خفي وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، إنه يقوم بأمر عظيم » .
وفي رواية معاني الأخبار / 64 : « وسمي القائم قائماً ، لأنه يقوم بعد موت ذكره » .
ونحوها مختصر البصائر / 18 و 106 : « عن بريدة الأسلمي : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كيف أنت إذا استيأست أمتي من المهدي فيأتيها مثل قرن الشمس ، يستبشر به أهل السماء وأهل الأرض ! فقلت : يا رسول الله بعد الموت ؟ فقال : والله إن بعد الموت هدى وإيماناً ونوراً ! قلت : يا رسول الله أي العمرين أطول ؟ قال الآخر بالضعف » .
ويرد الإشكال في عبارة : « قلت : متى يكون ذلك ؟ قال : بعد القائم عليه السلام . قلت : وكم يقوم القائم في عالمه ؟ قال : تسع عشرة سنة » فلعل فيها سقطاً وأصلها « بعد غيبة القائم » كما أن سؤاله الثاني : كم يقوم في عالمه ؟ غير مفهوم ، فهي فقرةٌ مضطربة ، ويبدو أن فيها خللاً من النساخ .
ملاحظات
الملاحظة الأولى : لعل أصل الأحاديث التي تذكر أن مدة حكمه عليه السلام سبع سنين ، أن النبي صلى الله عليه وآله سئل فعقد بيده الشريفة أصابعها الخمس ، ثم عقد من الثانية إصبعين ، ففسره الرواة بسبع ، ومن الشائع في العربية تصحيف سبع بتسع .
لكن قد يكون قصده سبع مراحل أو سبعة عقود مثلاً ، فحصروها بالسنين . لاحظ أصل رواياتها : روى الحاكم : 4 / 557 ، وصححه على شرط مسلم ، عن أبي سعيد : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « المهدي منا أهل البيت ، أشم الأنف أقنى أجلى ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يعيش هكذا ، وبسط يساره وإصبعين من يمينه : المسبحة والإبهام ، وعقد الثلاثة » . وأشم الأنف أقنى : مرتفع قصبته مع إشراف أرنبته . أجلى : منحسر الشعر عن جبهته .
وفي المعجم الأوسط : 10 / 209 : « عن أبي سعيد : يعيش هكذا ، وبسط كفه اليمنى وبسط إلى جنبها إصبعين ، وبسط كفه اليسرى » .
وفي جمع الفوائد : 3 / 181 : « عن أبي سعيد : قال النبي صلى الله عليه وآله : منا أهل البيت أشم الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يعيش هكذا ، وبسط يساره وإصبعين من يمينه : السبابة والإبهام وعقد ثلاثة » .
وفي مسند أبي يعلى : 12 / 19 : عن أبي هريرة : « لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي ، فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق . قال قلت : وكم يكون ؟ قال : خمس واثنين ، قال : قلت : ما خمس واثنين ؟ قال : لا أدري » .
أقول : أساس قول الرواة سبع سنين أن النبي صلى الله عليه وآله عقد بيده خمساً واثنين ، لكن لا دليل على أن مقصوده سبع سنين !
الملاحظة الثانية : ولعل بعض الرواة وقع في اشتباه في الهدنة التي تكون بين الإمام المهدي عليه السلام والروم ، والتي ورد أنها تدوم سبع سنين ، فتصور أنها ملكه يدوم سبعاً ! ففي الطبراني الكبير : 8 / 101 و 120 ، عن أبي أمامة : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن ، يوم الرابعة على يد رجل من أهل هرقل ، يدوم سبع سنين . فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن خيلان : يا رسول الله مَن إمام الناس يومئذ ؟ قال : المهدي من ولدي ابن أربعين سنة ، كأن وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود ، عليه عباءتان قطوانيتان كأنه من رجال بني إسرائيل ، يملك عشرين سنة ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك » .
ونحوه مسند الشاميين : 2 / 410 ، وعقد الدرر للسلمي / 15 ، عن أبي نعيم . والإصابة : 6 / 71 و : 3 / 407 ، وأسد الغابة : 4 / 353 والفصول المهمة / 298 ، وجمع الجوامع : 1 / 545 ، وصواعق بن حجر / 98 ، وبيان الشافعي / 514 . ومثله أسد الغابة : 4 / 353 ، وفرائد السمطين : 2 / 314 ، وكشف الغمة : 3 / 260 ، وعنه إثبات الهداة : 3 / 593 ، والبحار : 51 / 80 . وضعفه في مجمع الزوائد : 7 / 319 ، ورده ابن حجر في لسان الميزان : 4 / 383 ، ولكنهما لم يستوفيا طرقه .
ويوم الرابعة : أي يوم عقد الهدنة الرابعة . والعباءة القطوانية : البيضاء القصيرة الخمل . كأنه من رجال بني إسرائيل : أي جميل ، يشبه في كمال بدنه أبناء يعقوب وإبراهيم عليهم السلام .
وروى ابن حماد : 1 / 399 : « عن محمد بن الحنفية قال : ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلاً ، يبني بيت المقدس بناءً لم يبن مثله ، يملك أربعين سنة ، وتكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته ثم يغدرون به ، ثم يجتمعون له بالعمق فيموت فيها غماً ، ثم يلي بعده رجل من بني هاشم ، ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه ، ثم يسير إلى رومية فيفتحها ويستخرج كنوزها ومائدة سليمان بن داود ، ثم يرجع إلى بيت المقدس فينزلها ويخرج الدجال في زمانه وينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه » .
أقول : ما رواه ابن حماد مردود ، ويظهر أنه خيال من راوٍ نسبه إلى محمد ابن الحنفية رحمه الله .
2 - عظمة الملك الذي يعطيه الله لوليه المهدي عليه السلام
تواترت أحاديث الجميع أن الإمام المهدي عليه السلام يملك مشارق الأرض ومغاربها ويملؤها قسطاً وعدلاً ، وهو أمر لا سابقة له في تاريخ الأنبياء وأوصيائهم عليهم السلام ! وتقدم من غيبة الطوسي / 283 : « ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها . . . يدعو الشمس والقمر فيجيبانه ، وتطوى له الأرض فيوحي الله إليه فيعمل بأمر الله » .
وفي الخصال / 248 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى لم يبعث الأنبياء ملوكاً في الأرض إلا أربعة بعد نوح : ذو القرنين واسمه عياش ، وداود ، وسليمان ، ويوسف عليهم السلام . فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب ، وأما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر ، وكذلك كان ملك سليمان . وأما يوسف فملك مصر وبراريها ، لم يجاوزها إلى غيرها . قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : جاء هذا الخبر هكذا ، والصحيح الذي أعتقده في ذي القرنين أنه لم يكن نبياً ، وإنما كان عبداً صالحاً أحب الله فأحبه الله ونصح لله فنصحه الله ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : وفيكم مثله ، وذو القرنين ملك مبعوث وليس برسول ولا نبي ، كما كان طالوت ، قال الله عز وجل : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً . وقد يجوز أن يذكر في جملة الأنبياء من ليس بنبي ، كما يجوز أن يذكر في جملة الملائكة من ليس بملك قال الله عز وجل ثناؤه : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ » .
وفي كمال الدين : 1 / 282 ، عن أمير المؤمنين عليه السلام : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها » .
ومثله عيون أخبار الرضا : 1 / 56 ، ونحوه أمالي الصدوق / 97 ، و 502 . وروضة الواعظين : 1 / 102 ، والمناقب : 1 / 298 ، وإثبات الهداة : 1 / 616 ، ونوادر الأخبار / 128 : « عن السجاد عن أبيه عن جده : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الأئمة من بعدي اثنا عشر ، أولهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها » .
وفي تفسير القمي : 2 / 87 : « أبو الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ . . الآية . قال عليه السلام : « وهذه الآية لآل محمد عليهم السلام . . والمهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الدين ويميت الله به وأصحابه البدع والباطل ، كما أمات السُّفَّهُ الحق حتى لا يرى أثر للظلم » .
وفي العياشي : 1 / 183 ، عن رفاعة بن موسى قال : « سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ، قال : إذا قام القائم عليه السلام لا يبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله » .
عن ابن بكير قال : « سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله : وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ؟ قال : أنزلت في القائم إذا خرج « أمر » باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار ، في شرق الأرض وغربها ، فعرض عليهم الإسلام ، فمن أسلم طوعاً أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه ، ومن لم يسلم ضرب عنقه ، حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلا وحد الله ! قلت له : جعلت فداك ، إن الخلق أكثر من ذلك فقال : إن الله إذا أراد أمراً قلل الكثير وكثر القليل » .
أقول : يشكل قبول ما في هذه الرواية : ومن لم يسلم ضرب عنقه ، لأنه عليه السلام يستعمل طرق الإقناع للناس ويخيرهم ، ولا يجبرهم .
وفي الإرشاد / 364 ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال : « إذا قام القائم عليه السلام حكم بالعدل ، وارتفع في أيامه الجور ، وأمنت به السبل ، وأخرجت الأرض بركاتها ، وردّ كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان .
أما سمعت الله سبحانه يقول : وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ، وحكم بين الناس بحكم داود وحكم محمد صلى الله عليه وآله ، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ، ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته ولبره ، لشمول الغنى جميع المؤمنين ! ثم قال : إن دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله تعالى : والعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِين » .
وفي غيبة الطوسي / 283 : عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، جاء فيه : « ثم يتوجه إلى كابل شاه وهي مدينة لم يفتحها أحد قط غيره فيفتحها ، ثم يتوجه إلى الكوفة فينزلها وتكون داره ، ويبهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب . . تمام الخبر . وفي خبر آخر : يفتح قسطنطينية والرومية وبلاد الصين » .
وفي ينابيع المودة : 3 / 238 ، قال جابر الأنصاري : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المهدي من ولدي الذي يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان » .
وفي كتاب سليم / 152 ، والنعماني / 74 ، في حديث شمعون بن حمون الراهب الذي لقي أمير المؤمنين عليه السلام في رجوعه من صفين ، وهو طويل فيه وصف النبي صلى الله عليه وآله والأئمة بعده ، جاء فيه : « حتى يبعث الله رجلاً من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ، من أرض تدعى تهامة ، من قرية يقال لها مكة ، يقال له أحمد ، الأنجل العينين ، المقرون الحاجبين ، صاحب الناقة والحمار والقضيب والتاج يعني العمامة . له اثنا عشر إسماً . ثم ذكر مبعثه ومولده وهجرته ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاديه ، وكم يعيش ، وما تلقى أمته بعده إلى أن ينزل الله عيسى بن مريم من السماء ، فذكر في الكتاب ثلاثة عشر رجلاً من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله صلى الله عليهم ، هم خير من خلق الله وأحب من خلق الله إلى الله ، وأن الله ولي من والاهم وعدو من عاداهم ، من أطاعهم اهتدى ومن عصاهم ضل ، طاعتهم لله طاعة ومعصيتهم لله معصية . مكتوبة فيه أسماؤهم وأنسابهم ونعتهم وكم يعيش كل رجل منهم ، واحداً بعد واحد ، وكم رجل منهم يستتر بدينه ويكتمه من قومه ، ومن يظهر حتى ينزل الله عيسى صلى الله عليه على آخرهم ، فيصلي عيسى خلفه ويقول : إنكم أئمة لا ينبغي لأحد أن يتقدمكم ، فيتقدم فيصلي بالناس وعيسى خلفه إلى الصف الأول ، أولهم أفضلهم ، وآخرهم له مثل أجورهم وأجور من أطاعهم واهتدى بهداهم . . فأول من يظهر منهم يملأ جميع بلاد الله قسطاً وعدلاً ، ويملك ما بين المشرق والمغرب حتى يظهره الله على الأديان كلها » .
وسيأتي في فصل تطور العلوم أنه عليه السلام يركب السحاب ويرقى في أسباب السماوات السبع والأرضين السبع ، خمس عوامر واثنان خرابان » . « الإختصاص / 199 » وأن مجتمع الأرض ينفتح على مجتمعات الكواكب الأخرى !
كما يأتي في فصل الآيات المفسرة ما يدل على سعة ملكه عليه السلام كقوله تعالى : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ . « التوبة : 33 » . وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً » . « النور : 55 » . وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ . . « البقرة : 193 » .
كما ينبغي أن نشير إلى تفسير أهل البيت عليهم السلام للملك العظيم في قوله تعالى : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ، وأنه الطاعة المفروضة للنبي وآله صلى الله عليه وآله وهي أعظم مما أعطي الأنبياء عليهم السلام . « بصائر الدرجات / 55 » .
3 - هل يقتل الإمام عليه السلام أم يموت موتاً طبيعياً ؟
كنت أشك في عموم حديث : « ما منَّا إلا مقتولٌ أو مسموم » لكني وصلت إلى الاطمئنان بصحته ، وشموله لجميع الأئمة الاثني عشر عليهم السلام . وعليه فالإمام المهدي عليه السلام يموت شهيداً بالسم ، لكن الدولة تستمر بعده . وقد صح أن الإمام الحسين عليه السلام يتولى تجهيزه والصلاة عليه ، ويحكم بعده مباشرة ، ثم تكون رجعة النبي صلى الله عليه وآله . . الخ .
والروايات التي تدل على شهادة الإمام عليه السلام خمس روايات فيها صحيح السند ، ففي كفاية الأثر / 160 : « عن هشام بن محمد ، عن أبيه قال : لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام رقى الحسن بن علي عليه السلام فأراد الكلام فخنقته العبرة ، فقعد ساعة ثم قام وقال : الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانياً وفي أزليته متعظماً . . والحمد لله الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت ، وعند الله نحتسب عزاءنا في خير الآباء رسول الله صلى الله عليه وآله وعند الله نحتسب عزاءنا في أمير المؤمنين عليه السلام وقد أصيب به الشرق والغرب ، ولقد حدثني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أن الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منا إلا مقتول أو مسموم » .
وفي كفاية الأثر / 226 : « عن جنادة بن أبي أمية قال : دخلت على الحسن بن علي في مرضه الذي توفي فيه ، وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ، ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله ، فقلت : يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك ؟ فقال : يا عبد الله بماذا أعالج الموت ؟ ! قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ! ثم التفت إليَّ وقال : والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة ، ما منا إلا مسموم أو مقتول ! ثم رُفعت الطشت واتكأ صلوات الله عليه فقلت : عظني يا ابن رسول الله . قال : نعم ، إستعد لسفرك وحصِّل زادك قبل حلول أجلك ، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك ، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلا كنت فيه خازناً لغيرك ، واعلم أن في حلالها حساباً وفي حرامها عقاباً وفي الشبهات عتاباً ، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما يكفيك ، فإن كان ذلك حلالاً كنت قد زهدت فيها ، وإن كان حراماً لم تكن قد أخذت من الميتة ، وإن كان العتاب فإن العتاب يسير . . الخ . » .
وفي أمالي الصدوق / 120 ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام : 1 / 287 ، عن أبي الصلت الهروي قال : « سمعت الرضا عليه السلام يقول : والله ما منا إلا مقتول شهيد . فقيل له : فمن يقتلك يا ابن رسول الله ؟ قال : شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة » .
وعنه أيضاً عليه السلام في : 2 / 220 : « وما منا إلا مقتول ، وإني والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني ! أعرف ذلك بعهد معهود إلي من رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز وجل . وأما قول الله عز وجل : وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ، فإنه يقول لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة ، ولقد أخبر الله عز وجل عن كفار قتلوا النبيين بغير الحق ، ومع قتلهم إياهم لن يجعل لهم على أنبيائه عليهم السلام سبيلاً من طريق الحجة » .
وفي غيبة الطوسي / 388 : « محمد بن أحمد الصفواني قال : حدثني الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه أن يحيى بن خالد سم موسى بن جعفر في إحدى وعشرين رطبة ، وبها مات ، وأن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ما ماتوا إلا بالسيف أو السم ، وقد ذكر عن الرضا عليه السلام أنه سم وكذلك ولده وولد ولده » .
فشهادة المعصومين عليهم السلام بالقتل أو بالسم صحيحة ، وهنا بحوث لا يتسع لها المجال .
4 - ما يكون بعد المهدي عليه السلام
تدخل الحياة على الأرض في عصر الإمام المهدي عليه السلام طّوْراً جديداً كلياً ، من معالمه : الانفتاح على العوالم والكواكب الأخرى في الكون الفسيح ، وإحياء الله تعالى لعدد من الأموات ، وبدء الإنفتاح على الآخرة والجنة !
ولعل السبب في أن النبي صلى الله عليه وآله لم يذكر السنين أنه يتبادر إلى الذهن منها المعروفة . وهذا ينفع لفهم روايات الرجعة ، وموت الإمام المهدي عليه السلام ورجعته !
ففي الإرشاد : 2 / 211 : « عن عبد الكريم الخثعمي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كم يملك القائم ؟ قال : سبع سنين ، تطول له الأيام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم ، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم ير الخلائق مثله ، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب » .
5 - دولة أهل البيت عليهم السلام تمتد إلى يوم القيامة
في غيبة الطوسي / 282 ، وطبعة 472 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله عز وجل : والعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِين » .
والإرشاد / 364 ، وروضة الواعظين : 2 / 265 ، وإعلام الورى / 432 ، وكشف الغمة : 3 / 255 ، وإثبات الهداة : 3 / 528 ، ومنتخب الأنوار / 194 .
وفي غيبة النعماني / 274 : « عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد وَلُوا على الناس ، حتى لا يقول قائل إنا لو ولينا لعدلنا ثم يقوم القائم بالحق والعدل » .
وفي تفسير العياشي : 1 / 199 : « عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله : وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ؟ قال : ما زال مذ خلق الله آدم : دولة لله ودولة لإبليس ، فأين دولة الله ؟ ما هو إلا قائم واحد » .
وفي الكافي : 8 / 287 : « عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل : وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ؟ قال : إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل » .
عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل : قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ، إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ : قال : هو أمير المؤمنين عليه السلام . وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ : قال : عند خروج القائم عليه السلام . وفي قوله عز وجل : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ : قال : اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب ، وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير ، فيقدمهم فيضرب أعناقهم . وأما قوله عز وجل : أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : قال : لولا ما تقدم فيهم من الله عز وجل ما أبقى القائم عليه السلام منهم واحداً . وفي قوله عز وجل : وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ : قال : بخروج القائم عليه السلام . وفي قوله عز وجل : ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ : قال : يعنون بولاية علي عليه السلام . وفي قوله عز وجل : وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً : قال : إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل » .
وفي أمالي الصدوق / 396 : « كان الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول :
لكلِّ أُنَاسٍ دولةٌ يَرْقُبُونَهَا - ودولتُنا في آخر الدَّهْرِ تَظْهَرُ » .
وتقدم ما يدل على استمرار دولتهم عليهم السلام وأنه لا ظلم بعدها ولا دولة بعدها .
6 - من هم الذين يحكمون بعد المهدي عليه السلام
تمتد الدولة الإلهية قروناً على يد المهدي عليه السلام وتتطور الحياة كثيراً ، ويرجع النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام إلى الحياة الدنيا في زيارات ، وبعضهم يحكم مدةً . كما يحكم أخيارٌ من أبناء الحسين أو أبناء المهدي عليه السلام . أما نزول عيسى فيكون في زمن المهدي عليه السلام ويبقى مدة ويتوفى . وأما الدجال فيخرج في زمن المهدي عليه السلام فيقتله المهدي .
وذكرت الروايات أن الحياة على الأرض تختم بعلامات الساعة ، ولعل أولها دابة الأرض التي تكلم الناس ، وآخرها النفخ في الصور بداية قيام القيامة . وقد صح عندنا أن أول من يرجع الإمام الحسين عليه السلام : « فيدفع إليه القائم الخاتم فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ، ويواريه في حفرته . . . فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر » . « مختصر البصائر / 48 و 22 و 27 »
ووردت الرواية بأنه يملك بعد المهدي عليه السلام أيضاً اثنا عشر من ولد الحسين عليه السلام ولم أرَ رواية تعين وقت ملكهم ، وهل هم متتالون أم لا ؟ والمفهوم من تعبير « وُلْد الحسين » أنهم أعم من أبناء المهدي عليه السلام أو غيره من ذرية الحسين عليه السلام .
ففي غيبة الطوسي / 285 ، عن الصادق عليه السلام من حديث : « يا أبا حمزة ، إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين » . وفي مختصر البصائر / 182 : « إن منا بعد القائم إثنا عشر مهدياً من ولد الحسين » .
وفي شرح الأخبار : 3 / 400 : « يقوم القائم منا ، ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً » .
وقد صرحت الرواية بأنهم حكام يدعون إلى ولاية الأئمة عليهم السلام وليسوا أئمة ، ففي كمال الدين : 2 / 358 ، عن أبي بصير قال : « قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام : يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك عليه السلام أنه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً ؟ فقال : إنما قال اثنا عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا » .
وقد أوضحت الرواية التالية أن حجج الله على خلقه بعد النبي صلى الله عليه وآله هم الأئمة الإثنا عشر عليهم السلام فقط ، وأن غيرهم لا يكون حجة بهذا المعنى . ففي الإحتجاج : 1 / 81 ، عن الإمام الباقر عليه السلام في حديث طويل عن خطبة النبي صلى الله عليه وآله في الغدير جاء فيه : « معاشر الناس : النور من الله عز وجل فيَّ مسلوكٌ ثم في علي ، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي ، الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا ، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين . ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي ، ألا إنه الظاهر على الدين ، ألا إنه المنتقم من الظالمين ، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها ، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك ، ألا إنه مدرك بكل ثار لأولياء الله ، ألا إنه الناصر لدين الله ، ألا إنه الغراف في بحر عميق ، ألا إنه يَسِمُ كل ذي فضل بفضله ، وكل ذي جهل بجهله ، ألا إنه خيرة الله ومختاره ، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به ، ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل ، والمنبه بأمر إيمانه ، ألا إنه الرشيد السديد ، ألا إنه المفوض إليه ، ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه ، ألا إنه الباقي حجةً ولا حجة بعده ، ولا حق إلا معه ولا نور إلا عنده ، ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه ألا وإنه ولي الله في أرضه ، وحكمه في خلقه ، وأمينه في سره وعلانيته .
ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرفهما ، فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد ، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده ، الذين هم مني ومنه ، أئمة قائمة منهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق » .
وفي المقابل توجد رواية واحدة غير تامة السند تدل على أنه يحكم بعد المهدي عليه السلام إثنا عشر من ذريته .
ففي غيبة الطوسي / 151 ، في حديث ذكر فيه النبي صلى الله عليه وآله الأئمة من عترته عليهم السلام قال : « فذلك اثنا عشر إماماً ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين ، له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي ، واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث المهدي هو أول المؤمنين » .
وبهذه الرواية حاول شخص من البصرة اسمه أحمد أن يستدل على أنه ابن المهدي وسفيره ووصيه عليه السلام ، وأن اسمه أحمد ومحمد وعبد الله ! وفي نفس الوقت ادعى أنه اليماني ! واستعمل التزوير وأساليب التضليل والإغراء بالمال .
وقد رددنا على أباطيله في كتاب باسم : دجال البصرة ، وقلنا : لم يذكر المدعي وجه الإستدلال بالرواية ، لكن غرضه الفقرة الأخيرة منها ، وهي التي تأمر الإمام المهدي بأن يسلم الوصية أو الإمامة عندما تحضره الوفاة إلى « ابنه أول المقربين » الذي له ثلاثة أسماء أو أربعة أحدها أحمد ! وقد فسرها أحمد إسماعيل بنفسه ، وهذه هرطقة ركيكة لأن الرواية إن صحت فهي تأمر الإمام المهدي عليه السلام بعد أن يظهر ويقيم دولة العدل الإلهي ، أن يسلم الإمامة إلى ابنه ! فزمن الرواية يومذاك وليس زماننا ، فكيف يجعلها هذا المزيف على زماننا ويجعل نفسه ابن الإمام الذي سيتسلم الإمامة منه عند احتضاره ؟ ! فلا زمان الرواية زماننا ، ولا الشخص الذي تأمر الوصية المهدي عليه السلام أن يسلمه إياها ينطبق على أحمد إسماعيل كاطع !
ثم لو صحت الرواية ، فالأمر فيها أن يسلم الإمام عليه السلام الحكم إلى ابنه أي المباشر وقد اعترف أحمد إسماعيل بأنه ليس ابناً مباشراً للإمام المهدي عليه السلام وادعى أنه من ذريته !
على أن سند الرواية لا يتم ، فقد قال عنها الحر العاملي : « وروى الشيخ في كتاب الغيبة في جملة الأحاديث التي رواها من طرق العامة » . « الإيقاظ / 362 » . وسببه أن في سندها مجهولين لم يوثقهم أحد من علماء الرجال ، مثل : علي بن سنان الموصلي ، وأحمد بن محمد بن الخليل ، وجعفر بن أحمد البصري .
ويضاف إلى ما ذكرنا أن الرواية معارضة برواية تنفي وجود عقب للإمام المهدي عليه السلام ، رواها الطوسي في الغيبة / 223 : « عن الحسن بن علي الخزاز قال : دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له : أنت إمام ؟ قال : نعم ، فقال له : إني سمعت جدك جعفر بن محمد يقول : لا يكون الإمام إلا وله عقب . فقال : أنسيت يا شيخ أو تناسيت ؟ ليس هكذا قال جعفر عليه السلام إنما قال جعفر عليه السلام : لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي عليه السلام فإنه لا عقب له ، فقال له : صدقت جعلت فداك ، هكذا سمعت جدك يقول » . والذي يخرج في زمنه الحسين هو المهدي ’ .
والنتيجة : أن القدر المتيقن أن الإمام الحسين عليه السلام يحكم بعده مباشرة ، ثم لا تدل الروايات على ترتيب من يحكم بعده من الأئمة عليهم السلام أو الحكام المهديين من ذرية الحسين ، والذين قد يكون بعضهم من أبناء المهدي عليه السلام .
هذا ، وقد رد البياضي روايات حكم اثني عشر مهدياً بعد المهدي عليه السلام ، وناقش الشريف المرتضى في ذلك . وقد أجاد في نفيه أن يكونوا أئمة أو حججاً لله تعالى بعد الأئمة عليهم السلام ، لكنه أخطأ في نفي حديثهم مطلقاً قال رحمه الله في الصراط المستقيم : 2 / 152 : « وفي بعضها : سيكون بعدي اثنا عشر إماماً أولهم أنت ، ثم عد أولاده ، وأمر أن يسلمها كل إلى ابنه ، قال : ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً . قلت : الرواية بالاثني عشر بعد الاثني عشر ، شاذة ومخالفة للروايات الصحيحة المتواترة الشهيرة بأنه ليس بعد القائم دولة ، وأنه لم يمض من الدنيا إلا أربعين يوماً فيها الهرج ، وعلامة خروج الأموات وقيام الساعة . على أن البعدية في قوله من بعدهم لا تقتضي البعدية الزمانية كما قال تعالى : فمن يهديه من بعد الله ، فجاز كونهم في زمان الإمام وهم نوابه عليه السلام .
إن قلت : قال في الرواية : فإذا حضرته يعني المهدي الوفاة فليسلمها إلى ابنه ينفي هذا التأويل ؟ قلت : لا يدل هذا على البقاء بعده ، ويجوز أن يكون لوظيفة الوصية لئلا يكون ميتة جاهلية ، ويجوز أن يبقى بعده من يدعو إلى إمامته ، ولا يضر ذلك في حصر الاثني عشر فيه وفي آبائه .
قال المرتضى : لا يقطع بزوال التكليف عند موته عليه السلام بل يجوز أن يبقى حصر الاثني عشر فيه بعد أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله ، ولا يخرجنا هذا القول عن التسمية بالاثني عشرية ، لأنا كلفنا بأن نعلم إمامتهم إذ هو موضع الخلاف ، وقد بينا ذلك بياناً شافياً فيهم ، ولا موافق لنا عليهم ، فانفردنا بهذا الاسم عن غيرنا من مخالفيهم . وأنا أقول : هذه الرواية آحادية توجب ظناً ، ومسألة الإمامة علمية ، ولأن النبي صلى الله عليه وآله إن لم يبين المتأخرين بجميع أسمائهم ، ولا كشف عن صفاتهم مع الحاجة إلى معرفتهم ، فيلزم تأخير البيان عن الحاجة . وأيضاً فهذه الزيادة شاذة لا تعارض الشائعة الذائعة .
إن قلت : لا معارضة بينهما ، لأن غاية الروايات يكون بعدي اثنا عشر خليفة . الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل ، ونحوها . قلت : لو أمكن ذلك لزم العبث والتعمية في ذكر الاثني عشر ، ولأن في أكثر الروايات وتسعة من ولد الحسين ، ويجب حصر المبتدأ في الخبر ، ولأنهم لم يذكروا في التوراة وأشعار قِسٍّ وغيرها ، ولا أخبر النبي صلى الله عليه وآله برؤيتهم ليلة إسرائه إلى حضرة ربه ولما عد الأئمة الاثني عشر ، قال للحسن : لا تخلو الأرض منهم ، ويعني به زمان التكليف ، فلو كان بعدهم أئمة لخلت الأرض منهم ، ويبعد حمل الخلو على أن المقصود به أولادهم ، لأنه من المجاز ولا ضرورة تحوج إليه » . انتهى .
ومعنى كلامه رحمه الله : أن المرتضى رحمه الله دافع عن روايات استمرار التكليف والإمامة العامة بعد المهدي عليه السلام بالمهديين من أولاده أو أولاد الحسين عليه السلام ، وقال إن ذلك لا ينافي أن الأئمة عليهم السلام اثنا عشر لا أكثر ، لأن الاثني عشر هم الأصل والحكام المهديون من فروعهم وامتدادهم . وهو كلام متين ، لكن البياضي ردَّه بالإستبعاد ، وتكلف في تأويل حديث الاثني عشر مهدياً !
أما مصادر السنة فقد روت أنه يحكم بعد المهدي عليه السلام اثنا عشر من ذرية الحسن والحسين قال ابن حجر في فتح الباري : 13 / 184 : « فقال أبو الحسين بن المنادي في الجزء الذي جمعه في المهدي : يحتمل في معنى حديث يكون اثنا عشر خليفة ، أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، فقد وجدت في كتاب دانيال : إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر ، ثم خمسة من ولد السبط الأصغر ، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر ، ثم يملك بعده ولده ، فيتم بذلك اثنا عشر ملكاً ، كل واحد منهم إمام مهدي . . . »
وفي رواية أبي صالح عن ابن عباس : « المهدي اسمه محمد بن عبد الله وهو رجل ربعة مشرب بحمرة ، يفرج الله به عن هذه الأمة كل كرب ، ويصرف بعدله كل جور ، ثم يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلاً ، ستة من ولد الحسن وخمسة من ولد الحسين ، وآخر من غيرهم ، ثم يموت فيفسد الزمان » ! انتهى .
وفي فيض القدير : 2 / 582 : « وحمل بعضهم الحديث على من يأتي بعد المهدي لرواية : ثم يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلاً ستة من ولد الحسن ، وخمسة من ولد الحسين ، وآخر من غيرهم ، لكن هذه الرواية ضعيفة جداً » .
وفي عمدة القاري للعيني : 24 / 282 : « وقيل : يحتمل أن يكون اثنا عشر بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، وقيل : وجد في كتاب دانيال : إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر ، ثم خمسة من ولد السبط الأصغر ، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر ، ثم يملك بعده ولده ، فيتم بذلك اثنا عشر ملكاً ، كل واحد منهم إمام مهدي . وعن كعب الأحبار : يكون اثنا عشر مهدياً ثم ينزل روح الله فيقتل الدجال .
وقيل : المراد من وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحق ، وأن تتوالى أيامهم . ويؤيد هذا ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير من طريق أبي بحر أن أبا الجلد حدثه أنه لا يهلك هذه الأمة حتى يكون منها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق ، منهم رجلان من أهل بيت محمد ، يعيش أحدهما أربعين سنة ، والآخر ثلاثين سنة » . . الخ .
وقال ابن حجر في الصواعق : 2 / 478 : « ورواية أنه : يلي الأمر بعد المهدي اثنا عشر رجلاً ستة من ولد الحسن وخمسة من ولد الحسين ، وآخر من غيرهم ، واهية جداً كما قاله شيخ الإسلام والحافظ الشهاب ابن حجر ، أي مع مخالفتها للأحاديث الصحيحة أنه آخر الزمان ، وأن عيسى يأتم به . ولخبر الطبراني : سيكون من بعدي خلفاء ثم من بعد الخلفاء أمراء ثم من بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، ثم يؤمَّر القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه » . انتهى .
ملاحظات
1 . أن تضعيفهم للسند باطل ، لأن سند أبي صالح عن ابن عباس صحيح ، لكنهم رجحوا كذبة كعب بأن الظلم يرجع بعد المهدي عليه السلام ، لأن الروم يقتلونه في فتح القسطنطينية ! ولا يقلّل من هذه الكذبة اعترافهم باثني عشر مهدياً بعد المهدي عليه السلام .
2 . قد يقال : إن أهل البيت عليه السلام امتنعوا عن الحديث عما يكون بعد المهدي عليه السلام ، فقد روى المفيد في الإرشاد : 2 / 382 : عن جابر الجعفي قال : « سمعت أبا جعفر عليه السلام قال : سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟ فقال : أما اسمه فإن حبيبي عهد إليَّ ألا أحدِّث به حتى يبعثه الله ، قال : فأخبرني عن صفته ؟ قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه ، بأبي ابن خيرة الإماء » .
وفي كمال الدين : 1 / 77 ، عن عبد الله بن الحارث قال : قلت لعلي عليه السلام : « يا أمير المؤمنين أخبرني بما يكون من الأحداث بعد قائمكم ؟ قال : يا ابن الحارث ذلك شئ ذكره موكول إليه وإن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلي أن لا أخبر به إلا الحسن والحسين » .
والجواب : قد يكون سبب عدم جواب أمير المؤمنين عليه السلام لعمر بسبب ذلك الظرف ، وقد يكون مقصوده بقوله : « حتى يبعثه الله » حتى يولد . ولا ينافي ذلك أن الأئمة عليه السلام أخبرونا بتفاصيل عن المهدي عليه السلام وعلاماته حسب المصلحة .
3 . روى الخاتون آبادي في أربعينه / 203 : « عن الفضل بن شاذان عن الإمام الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : الإسلام والسلطان العادل أخوان ، لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه ، الإسلام أسّ ، والسلطان العادل حارس ، وما لا أسَّ له فمنهدم ، وما لا حارسَ له فضايع ، فلذلك إذا رحل قائمنا ، لم يبق أثر من الإسلام ، وإذا لم يبق أثر من الإسلام ، لم يبق أثر من الدنيا » . انتهى .
والجواب : أن القائم هنا ليس بمعنى المهدي المنتظر عليه السلام بل بمعنى الحاكم من ذرية أهل البيت عليهم السلام ، فهذه الرواية لا علاقة لها باستمرار دولتهم إلى يوم القيامة .
7 - جريمة كعب ورواة الخلافة في تشويه صورة المستقبل
ذكرنا في فصل الدجال بعض أعمال كعب وتلاميذه التخريبية ، وأنهم نشروا في ثقافة المسلمين من خيالهم التلمودي أكاذيب عما يكون بعد المهدي عليه السلام ومزجوه بالبشارة النبوية بالمهدي ونزول عيسى عليه السلام !
وكذبوا في أمر الدجال وفتح القسطنطينية وأشراط الساعة ! ومن أمثلة كذبهم : « عن كعب قال : المنصور مهدي يصلي عليه أهل السماء والأرض وطير السماء ، يبتلي بقتال الروم والملاحم عشرين سنة ، ثم يقتل شهيداً في الملحمة العظمى هو وألفان معه ، كلهم أمير وصاحب راية ، فلم يصب المسلمون بمصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أعظم منها » . « الفتن لابن حماد : 2 / 457 » .
وفي فتن ابن حماد : 1 / 401 : « سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : الجابر ثم المهدي ثم المنصور ثم السلام ثم أمير العصب ، فمن استطاع أن يموت بعد ذلك فليمت » ! وفي : 1 / 387 ، عن ابن عمر قال : « ثلاثة أمراء يتوالون ، تفتح الأرضون كلها عليهم كلهم صالح : الجابر ثم المفرح ثم ذو العصب ، يمكثون أربعين سنة ، ثم لا خير في الدنيا بعدهم » . وكل ذلك خيالات منشؤها كعب الأحبار !
8 - زعم كعب أن مخزومياً ويمانياً يملكان بعد المهدي عليه السلام !
قال ابن حماد : 1 / 379 : « حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد التنوخي عن الزهري قال : يموت المهدي موتاً ثم يصير الناس بعده في فتنة ، ويقبل إليهم رجل من بني مخزوم فيبايع له ، فيمكث زماناً ثم يمنع الرزق فلا يجد من يغير عليه ، ثم يمنع العطاء فلا يجد أحداً يغير عليه ، وهو ينزل بيت المقدس فيكون هو وأصحابه مثل العجاجيل المريبة ، وتمشي نساؤهم ببطيطات الذهب وثياب لا تواريهن ، فلا يجد من يغير عليه ، فيأمر بإخراج أهل اليمن قضاعة ومذحج وهمدان وحمير والأزد . . » .
وروى في : 1 / 379 ، تحت عنوان : « ما يكون بعد المهدي . عن دينار بن دينار قال : بلغني أن المهدي إذا مات صار الأمر هرجاً بين الناس ، ويقتل بعضهم بعضاً ، وظهرت الأعاجم واتصلت الملاحم ، فلا نظام ولا جماعة حتى يخرج الدجال . . . عن كعب قال : يموت المهدي موتاً ثم يلي الناس بعده رجل من أهل بيته فيه خير وشر وشره أكثر من خيره ، يغضب الناس يدعوهم إلى الفرقة بعد الجماعة ، بقاؤه قليل ، يثور به رجل من أهل بيته فيقتله فيقتتل الناس بعده قتالاً شديداً ، وبقاء الذي قتله بعده قليل ، ثم يموت موتاً ، ثم يليهم رجل من مضر من الشرق ، يكفر الناس ويخرجهم من دينهم ، يقاتل أهل اليمن قتالاً شديداً فيما بين النهرين فيهزمه الله » .
أقول : هذه الروايات وعشرات أمثالها من خيالات كعب نشرها بين المسلمين لأغراضه وأمراضه . فقد وزع وعوده ووعيده على قبائل اليمن ، وحرف البشارة النبوية بإقامة دولة العدل الإلهي حتى جعلها لعبةً بل كذبة ، فزعم أن هذا المهدي سرعان ما يقتل فيعود الظلم والجور !
9 - يماني كعب يكون بعد المهدي عليه السلام ويُبيد قريشاً
قال ابن حماد في فتنه : 1 / 402 : « حدثنا الحكم بن نافع ، عن جراح ، عن أرطاة قال : بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاماً ، ثم يموت على فراشه ، ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الأذنين على سيرة المهدي ، بقاؤه عشرين سنة ثم يموت قتلاً ، ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي مهدي حسن السيرة يفتح مدينة قيصر ، وهو آخر أمير من أمة محمد ، ثم يخرج في زمانه الدجال وينزل في زمانه عيسى بن مريم عليه السلام . . .
عن أرطأة قال : على يدي ذلك الخليفة اليماني الذي تفتح القسطنطينية ورومية على يديه ، يخرج الدجال في زمانه ، وينزل عيسى بن مريم عليه السلام في زمانه . . » .
وفي : 1 / 405 : « عن كعب قال : في ولاية القحطاني تقتتل قضاعة بحمص وحمير ، وعليها يومئذ رجل من كندة ، فتقتله قضاعة ويعلق رأسه في شجرة في المسجد فتغضب له حمير ، فيقتتلون بينهم قتالاً شديداً حتى تهدم كل دار عند المسجد ، كي تتسع صفوفهم للقتال » .
ولو سألت كعباً : من أين جئت بهذا الغيب ؟ لقال : من كتب الله التي عنده ! أي من التوراة والتلمود وخيالاته ! وقد أكثر منها ابن حماد في كتابه ، وبعضها صار أحاديث نبويةً في أصح مصادر أتباع الخلافة ، كعبد الرزاق ، وأحمد ، وبخاري ، ومسلم ، فتجد في البخاري : 9 / 73 : « لا تقوم الساعة حتى يسوق الناس رجل من قحطان » .
وعبد الرزاق : 11 / 388 ، وابن حماد : 1 / 121 ، و 381 ، و 382 ، وأحمد : 3 / 417 ، ومسلم : 4 / 2232 ، والبدء والتاريخ : 2 / 183 ، وجامع الأصول : 11 / 82 . . إلى آخر مكذوباتهم !