الفاصلة في القرآن
المؤلف:
السيد بدري عباس محمد الاعرجي
المصدر:
كيف تدخل الى تفسير القران
الجزء والصفحة:
ص52 -56
2025-05-06
596
الفاصلة: هي الكلام المنفصل عما بعده والكلام المنفصل قد يكون رأس آية أو لا يكون كذلك وكل رأس آية فاصلة وليس كل فاصلة رأس آية.
مثلا قوله تعالى: {يَوۡمَ يَأۡتِي} [الأنعام: 158] وقوله تعالى: { ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ} [الكهف: 64] وهما فاصلتان وليستا رأس آيتين بينما قوله تعالى: {إِذَا يَسۡرِ} [الفجر: 4] فاصلة ورأس آية. والفاصلة على نوعين: توقيفي وقياسي:
1- التوقيفي: هوما وقف عليه النبي دائما عند قرآئته للقرآن وهو فاصلة وما وصله النبي عند قرآئته فهو ليس بفاصلة.
2- القياسي: هو ما ألحق من المحتمل عند النصوص بالمنصوص لمناسبته للفاصلة ولا محذور في ذلك لأنه لا زيادة ولا نقصان وإنما غايته أنه محل وصل أو فصل والوقوف على كل كلمة جائز. ووصل القرآن كله جائز.
أقسام الفواصل:
1- المطرف: هي أن تختلف الفاصلتان في الوزن وتختلفان في حروف السجع مثل قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } [نوح: 13، 14] .
2- المتوازي: هو ان تتفق الفاصلتان في الوزن ولم يكن ما في الأولى مقابلا لما في الثانية في الوزن والتقفية مثل قوله تعالى: {فِيهَا سُرُرٞ مَّرۡفُوعَةٞ وَأَكۡوَابٞ مَّوۡضُوعَةٞ} [الغاشية: 13-14]
3- المتوازن: هو أن تتفق الفاصلتان في الوزن دون التقفية مثل قوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ} [الغاشية: 15] .
4- المرصع: هي أن تتفق الفاصلتان وزنا وتقفية ويكون ما في الأولى مقابلا لما في الثانية ذلك مثل قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيۡنَآ إِيَابَهُمۡ ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا حِسَابَهُم} [الغاشية: 25-26]
5- المتماثل: هي أن تتساوى الفاصلتان في الوزن دون التقفية وتكون أفراد الأولى مقابلة لما في الثانية مثل قوله تعالى: {وَءَاتَيۡنَٰهُمَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلۡمُسۡتَبِينَ وَهَدَيۡنَٰهُمَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ} [الصافات: 117-118] .
فالكتاب والصراط يتوازنان وكذلك المستقيم والمستبين يتوازنان ولكن اختلفا في الحرف الأخير.
وقد كثر في القرآن ختم الفواصل بحروف المد واللين وإلحاق النون وحكتمه لكي يكون هناك تمكن من حسن ختم الجمل ولأن هذه الحروف يمد الصوت فيها وهذا يضيف جمالية وعذوبة الى المقاطع القرآنية.
حروف الفواصل القرآنية تنقسم الى:
أ- متماثلة مثل قوله تعالى: {وَٱلطُّورِ وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ فِي رَقّٖ مَّنشُورٖ وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} [الطور: 1-4]
ب- متقاربة مثل قوله تعالى في سورة الحمد: {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ} [الفاتحة: 2-7]
وكذلك في {قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ} [ق: 1] التكرار في القرآن: التكرار: معناه إن بعض الآيات القرآنية متكرره كليا وبنفس النص والبعض الآخر منها متكرر جزئيا. مثال قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} [المائدة: 69] وقوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} [البقرة: 62] فان هاتين الآيتين فيهما تكرار جزئي.
أما قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} [الشعراء: 103-104] وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ 121 وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} [الشعراء: 121-122] فإن هذه الآيات فيها تكرار كلي.
أهم فوائد التكرار في القرآن: للتكرار فوائد منها:
1- التأكيد حيث أن التكرار أبلغ في التأكيد مثل قوله تعالى: {وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ} [الانفطار: 17-18]
2- زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ليكمل تلقي الكلام بالقبول مثل قوله تعالى: {وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُم مِّثۡلَ يَوۡمِ ٱلۡأَحۡزَابِ} [غافر: 30]
وقوله تعالى: { وَقَالَ ٱلَّذِيٓ ءَامَنَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُونِ أَهۡدِكُمۡ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} [غافر: 38] فقد كرر النداء لهذه الغاية. 3- إذا طال الكلام أعيد لتجديده وتحقيقا لعهده مثل قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٌ} [النحل: 119]
فجملة (إن ربك) .... تكررت لطول الكلام.
4- للتعظيم والتهويل كقوله تعالى: {ٱلۡحَآقَّةُ 1 مَا ٱلۡحَآقَّةُ} [الحاقة: 1-2]
5- للوعيد والتهديد كقوله تعالى: {كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ 3 ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} [التكاثر: 3-4] حيث كرر للدلالة على إن الإنذار الثاني أبلغ من الأول لوجود ثم.
6- التعجب مثل قوله تعالى: {فَقُتِلَ كَيۡفَ قَدَّرَ 19 ثُمَّ قُتِلَ كَيۡفَ قَدَّرَ } [المدثر: 19-20] فالاعادة تعجبا من تقديره وجحوده للدعوة الى الحق.
7- لتعدد المتعلق كما في قوله تعالى: {فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13]
فإنها وإن تعددت فكل واحدة منها متعلقة بما قبلها والمخاطب بها هم الثقلان الجن والانس فعدد عليهم النعم التي خلقها لهم.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة