 
					
					
						 بين اللسان والقلب					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الحارث بن أسد المحاسبي
						 المؤلف:  
						الحارث بن أسد المحاسبي					
					
						 المصدر:  
						 آداب النفوس
						 المصدر:  
						 آداب النفوس					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص 43 ـ 45
						 الجزء والصفحة:  
						ص 43 ـ 45					
					
					
						 2025-05-01
						2025-05-01
					
					
						 684
						684					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				خطر اللسان:
وخف يَا أخي من لسَانك أشد من خوفك من السَّبع الضاري الْقَرِيب المتمكّن من أخذك فَإِنّ قَتِيل السَّبع من أهل الإيمان ثَوَابه الْجنَّة وقتيل اللِّسَان عُقُوبَته النَّار إِلَّا أَن يعْفُو الله.
فإيّاك يَا أخي والغفلة عَن اللِّسَان فَإِنَّهُ سبع ضار وَأوّل فريسته صَاحبه.
فأغلِقْ بَابَ الْكَلَامِ من نَفسك بغلق وثيق ثمَّ لَا تفتحه إِلَّا فِيمَا لَا بُدّ لَك مِنْهُ فَإِذا فَتحته فاحذر وَخذ من الْكَلَام حَاجَتك الَّتِي لَا بُدّ لَك مِنْهَا وأغلق الْبَاب.
وَإِيَّاك والغفلة عَن ذَلِك والتمادي فِي الحَدِيث، وَأَن يستمدّ بك الْكَلَام فتهلك نَفسك، فَإِنَّهُ يُرْوَى عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ [وآله] وَسلّم) أَنّه قَالَ لِمعَاذ: ((وَهل يكبّ النَّاس على مناخرهم فِي جَهَنَّم إِلَّا حصائد ألسنتهم)).
وَسَأَلَهُ رجل فَقَالَ: مَا أتقي؟ فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ [وآله] وَسلّم): ((هَذَا)). يَعْنِي لِسَانه. وَقَالَ لَهُ رجل: مَا أخوف مَا تخَاف عَليّ؟ فَقَالَ: ((هَذَا)). وَأخذ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ [وآله] وَسلّم) بِلِسَان نَفسه.
وَقَالَ لَهُ آخر: مَا النجَاة؟ فَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ [وآله] وَسلّم): ((أمسك عَلَيْك لسَانك، وليسعك بَيْتك، وابكِ على خطيئتك)).
وَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ [وآله] وَسلّم): ((من صمت نجا)).
وَقَالَ (صلى الله عَلَيْهِ [وآله] وَسلّم): ((من سرّه أن يسلم فليلزم الصمت)).
...وَقَالَ عبد الله بن مَسْعُود: لَيْسَ شيء أَحَقّ بطول سجن من لِسَان.
إلى أَخْبَار كَثِيرَة فِي اللِّسَان.
فإيّاك يَا أخي والغفلة عَنهُ؛ فَإِنَّهُ أعظم جوارحك عَلَيْك جِنَايَة، وَأكْثر مَا تَجِد فِي صحيفَة أعمالك يَوْم الْقِيَامَة من الشَّرّ مَا أملاه عَلَيْك لسَانك، وَأكْثر مَا تجدهُ فِي صحيفتك من الْخَيْر مَا اكْتَسبهُ قَلْبك)).
 
فضل عمل الْقلب على عمل اللِّسَان:
وَذَلِكَ أنّ اكْتِسَاب قُلُوب الْحُكَمَاء وأهل البصائر للخير أعمال خفيّة تخفى على إِبْلِيس وعَلى الْحفظَة فَهِيَ أعمال نقيّة من الفساد زاكية قد حصلت مَعَ خفَّة مُؤنَة على أَهلهَا، جزيلة الثَّوَاب، مخلصات من عوارض الْعَدو وَمن هوى النَّفس؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهَا أَعمال مستورة عَن أعين الْعباد خاملة؛ لَأنّ العَبْد يصل إِلَيْهَا قَائِمًا وَقَاعِدًا ومضطجعًا فَأُولَئِك هم أولو الْأَلْبَاب الَّذين يذكرُونَ الله قيَاما وقعودا وعَلى جنُوبهم وَأكْثر ذكرهم التفكّر قَالَ تَعَالَى: {ويتفكّرون فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض} فهم أهل الاخمال من الْمُؤمنِينَ الَّذين عبدُوا الله عبَادَة لم تظهر مِنْهُم.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
					 الاكثر قراءة في  الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان 					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة