أقسام المتشابه
المؤلف:
المَجمع العلمي للقران الكريم
المصدر:
المدون الأول لعلم متشابه القرآن حمزة بن حبيب الزيات
الجزء والصفحة:
ص72- 75
2025-04-27
714
بعد تعريف المتشابه لغةً واصطلاحًا سنتعرف على أقسامه في إيجازٍ دالٍ من أجل الإحاطة والشمول به، وبهذا يمكن معرفة تفصيلات المتشابه عبر ما أشار إليه الراغب الأصفهاني في كتابه: مفردات الفاظ القرآن[1] إذ قسّم الآيات القرآنيّة على ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، ومتشابه على الإطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه، والمتشابه ثلاثة أضرب أيضاً:
- الضرب الأول: متشابه من جهة اللفظ فقط، وهذا التشابه يرجع إلى الألفاظ المفردة من حيث الغرابة أو الاشتراك، كما يرجع أحيانا إلى جملة الكلام المركب سواء من حيث الاختصار أو البسط أو النظم... .
- الضرب الثاني: متشابه من جهة المعنى. ويشمل هذا المتشابه ما تعلق بأوصاف الله تعالى وأوصاف القيامة، لأن تلك الأوصاف لا تتصور لنا ولا تحصل في نفوسنا، ويتعامل مع وجودها معنويّاً.
- الضرب الثالث: متشابه من جهة اللفظ والمعنى معا، وهو أقسام:
الأول: من جهة الكمية كالعموم والخصوص كقوله تعالى: }فاقتلوا المشركين} [التوبة: 5].
الثاني: من جهة الكيفية كالوجوب والندب كقوله تعالى: }فانكحوا ما طاب لكم من النساء{ [النساء: 3].
الثالث: من جهة الزمان كالناسخ والمنسوخ، كقوله تعالى: }اتقوا الله حق تقاته{ [آل عمران: 102].
الرابع: من جهة المكان والأمور نزلت فيها كقوله تعالى: }إنما النسيء زيادة في الكفر{ [التوبة: 37].
ويشترط لفهم الآية معرفة عادات الجاهلية.
الخامس: من جهة الشروط التي يصح بها الفعل أو يفسد، كشروط الصلاة، وأكد الأصفهاني أن كل ما ذكره المفسرون عن المتشابه لا يخرج عن هذه التقسيمات.
ثم يختزل الراغب الاصفهاني تقسيمات المتشابه من وجه آخر الى ثلاثة اقسام[2] هي:
الأول: لا سبيل للوقوف عليه، كوقت السّاعة، وخروج دابّة الأرض، وكيفيّة الدّابّة ونحو ذلك.
الثاني: للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة.
الثالث: متردّد بين الأمرين يجوز أن يختصّ بمعرفة حقيقته بعض الرّاسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو القسم المشار إليه بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وآله فِي عَلِيٍّ
: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ».
[2] ينظر مفردات ألفاظ القرآن، ص: 444
الاكثر قراءة في المحكم والمتشابه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة