x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الزواج
المؤلف: جماعة من العُلماء
المصدر: نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة: ص 147 ــ 151
2024-09-15
270
يا معشر الشباب من استطاع منكم الباه فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.
الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) (1)
الشباب والتفتح الغريزي
بحلول ربيع البلوغ وتفتح ورود الشباب، يحدث في نفس الشباب والفتيات احساس داخلي مجهول بالنسبة للجنس الآخر ... وبموازاة نمو القوى الجسمية يقوى ذلك الاحساس وبالتالي يبدو شكل ميل وحاجة نفسية حتمية شديدة ... هذه الغريزة القوية هي نفسها الغريزة الجنسية.
دور الغريزة الجنسية في الجسم والروح
يبغي أن نعلم
1ـ ان هذا الميل ليس فقط لطلب اللذة. بل إن الله تعالى جعله بحكمته وسيلة للإنجاب والتكاثر وبقاء النوع الانساني فإن لم تكن هذه الجاذبية في الانسان لم يجد داعياً لأن يرتبط برابطة الزواج مع الجنس الآخر.. وبهذا ينجر النسل البشري إلى الفناء.
إن حلاوة هذا الجذب تدفع الرجل والمرأة ليتحملا مصاعب الحياة الزوجية ومسؤولياتها المختلفة.
2- إن الغريزة الجنسية حاجة طبيعية إن لم تشبع اشباعاً صحيحاً فإن من الممكن أن يكون لها الاثر السيء في الروح والبدن وتعادل الغرائز خصوصاً في هذا الزمان الذي تنتشر فيه وسائل التهييج وموجبات التحريك وإثارة هذه الغريزة بشكل أكثر من غيره من الازمنة.
وعليه ينبغي بالنظر لأهمية هذه الغريزة أن ينتخب سبيل في مجال اشباعها يجعلها عاملاً مؤثراً في مسيرة التكامل الانساني.
والمسلّم: انه لا يمكن غض النظر عن هذه الحاجة الطبيعية وعدم الاعتناء بمتطلباتها. كما انه لا ينبغي القضاء عليها لأن دوام النوع الانساني مربوط بها. في حين انه لا يمكن تركها بلا قيد ولا شرط حرة طليقة تؤثر ما تشاء إذ انها تخرج الانسان والمجتمع عن الطريق الصحيح والحياة الانسانية وتجره إلى مهوى أخلاقي سحيق ... وليس السبيل الصحيح إلا الزواج والزوجية.
وقد تصور البعض غلطاً انهم إن كبتوا الغريزة الجنسية في وجودهم وعاشوا حالة العزوبة والتجرد فعلوا فعلاً حسناً لائقاً وحتى انهم يعتبرون التجرد والعزوبة فضيلة كبرى.
في حين ان الاسلام لا يرى هذا عملاً لائقاً ويطلب من المسلم أن يكمل فضائله الروحية والمعنوية في ظل الزواج فينعم بلذائذه، ويربي الاولاد ويتحمل مشكلاتهم ولهذا لا يرى التجرد والامتناع عن الزواج عملاً مقبولاً، ويطلب إلى الجميع أن يتزوجوا ويجعل الزواج امراً مستحباً (2).
وعليه فإن الإسلام والقرآن لا يقبل مطلقا معتقدات المسيحية في مورد الزواج اتباعاً لإنجيل متى (3) ورسالة بولس (كوزنتيان) ومجلس (الويرا). حيث يرى الامتناع عن الزواج هو الأفضل.
وهناك فريق من الكاثوليك اسمه (الفريق الديني) يزعم انه لأجل الوصول إلى المقام المقدس والتقوى يجب غض النظر عن اللذة الجنسية (4).
وفي الكنائس الغربية نجد القساوسة والرهبان والراهبات ينذرون أن يبقوا مجردين عن الزواج ولا يتزوجوا. وكذلك نجد في الكنائس الشرقية أن الاساقفة تقريباً إنما ينتخبون من رجال الدين الذين لم يتزوجوا، وليس للقساوسة حتى الزواج بعد وصولهم إلى مقامهم وإذا كان البعض قد تزوجوا سابقاً ثم ماتت زوجاتهم فليس لهم حق التزوج مرة ثانية (5) ... ولكن مسالة التزامهم بعزوبتهم، وإلى أي مدى وصلوا في تقواهم وسعيهم إلى المقام المقدس.. وما هي الاثار السيئة التي ترتبت على هذا المنع؟ هذه المسألة لا تحتاج إلى بحث وهي خارجة فعلا عن موضوعنا.
وما نريد التأكيد عليه وهو أن الإسلام لا يرى الزواج بشروط منافيا لحب الله والمقام المقدس والتقوى بل يريد المسلم ان يحصل على فضيلته الروحية في الزواج ومشاكله.
ارضاء الغريزة من وجهة نظر المتطرفين
سلك البعض من أمثال (فرويد) ومن هم على شاكلته سبيل التطرف وجوزوا الحرية المطلقة للغريزة والفحشاء، والتحليل للمجتمع.
وهؤلاء إما أنهم لا يعرفون المفاسد العظمى المهلكة للتحلل والتطرف في اشباع الغريزة الجنسية، وإما أنهم يقصدون عن شعور لتنفيذ مخطط مشؤوم لتسميم الأمم وخصوصاً لإفناء وجود الشباب المسلم.
لاحظوا بدقة
إن قادة الصهيونية يصرحون في مجال شرح سياستهم العالمية بأنه: (من اللازم علينا، أن نسعى بصورة اشد في مجال توسع الفساد الاخلاقي في كل مكان، لكي نستطيع أن نمسك ازمة الامور بأيدينا... إن فرويد منا وهوما زال ينشر المواضيع الجنسية بصراحة ووضوح لئلا يبقى شيء مقدس في أذهان الشباب، ولا يبقى لهم تفكير إلا بالغرائز الجنسية فيفقدون بالتالي انسانيتهم) (6).
واشتباه اولئك الذين قلدوا افكار فرويد يكمن في انهم تصوروا ان اشباع الغريزة إشباعاً مطلقاً يستطيع أن يهدى منها بعد أن رأوا كبتها وعواقبه السيئة فظنوا أن أي قيد للغريزة الجنسية يجرها إلى العصيان والانحراف فيجب اطلاقها على حريتها وفسخ المجال للرجل والمرأة ان يتصلا بأي شكل يشاءان ... الا أنهم لم يلتفتوا إلى أنه كما أن الكبت المطلق يخلق العقد النفسية والانحراف فإن الحرية المطلقة توجب الانحراف والنكبات.
وليس هذا سراً مخفياً بل هو حقيقة واضحة تجد نتائجها فعلاً في المجتمعات الشرقية والغربية بوضوح.
وقد نجد أحياناً أيضاً بعض الافراد المتحللين لا يستطيعون أن يشبعوا كل متطلباتهم فتكون غريزتهم قد كبتت بأكثر وأشد ويبتلون بعقد أعمق واسوأ من غيرهم.
وعليه ولأجل الحصول على الراحة الجنسية نحتاج الى التخلص من الافراط والتحلل في اشباعها.
- ارضاء الغريزة من وجهة نظر الإسلام:
بملاحظة كل الاحتياجات الواقعية والفطرية ومع التوجه لكل المصالح الفردية والاجتماعية سلك الإسلام - لإرضاء الميل الجنسي - طريقاً يبتعد بالإنسان عن مفاسد الكبت والحرمان والعقد الناشئة منه كما يتخلص من النتائج السيئة والتحلل.
فالإسلام من جهة يمنع الإنسان من العزوبة والتجرد والتقوقع والانعزال عن المجتمع ومن جهة اخرى ولإرضاء الميل الجنسي في حد الحاجة الطبيعية يقترح الزواج بل يوجبه حيث يوجد خطر الإنحراف وطغيان الغريزة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 531، ح 21.
2ـ يراجع باب النكاح، في الكتب التالية (جواهر الكلام) (الحدائق الناظرة) (العروة الوثقى).
3ـ انجيل متى، الباب 19، ص 32، الاصحاح 11، والاصحاح 12.
4ـ مترجم (المذهب الكاتوليكي) (ادوارد ك ـ تيلور)، نشر مركز التحقيقات ص 153 ـ 154.
5ـ المصدر السابق.
6ـ بروتوكولات حكماء صهيون.