x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مشكلات الزواج وطرق حلها
المؤلف: جماعة من العُلماء
المصدر: نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة: ص 153 ــ 160
2024-09-10
285
- في سنة 1963 ولد 250 ألف طفل غير شرعي في امريكا.
- في سنة 1969 طبقاً للإحصاء الاخير في امريكا فقد الكثير من طالبات المدارس بكارتهن ولجأن إلى التحلل.
- وفي المانيا حاولت خمسة ملايين بنت الانتحار بسبب عدم تزوجهن.
- وفي فرنسا يوجد سبع اطفال غير شرعيين من كل مائة طفل يولدون، وفي انجلترا تكون النسبة واحد إلى عشرين وقد حدثت في لندن خلال سنة خمسة الآف حالة إجهاض وفي السويد التي يسكنها سبعة ملايين نسمة يولد في كل سنة (17 ألف) طفل غير شرعي وهكذا ... ومن البديهي انه لو ارتفعت موانع الزواج واختار الشباب والفتيات الزواج في وقت اسرع فإن مثل هذه الفجائع ترتفع أو تقل - على الأقل -، وكما يقول ويل دورانت انه لو وجد سبيل لحدوث الزواج في السن الطبيعي له فإن الفحشاء، وأمراض الفتاكة، والوحدة العقيمة، والعزلة غير المطلوبة والانحرافات التي لوثت الحياة المعاصرة تتقلل إلى النصف .
مشكلات الزواج
1- المشكلة الاقتصادية وعدم الدخل الكافي.
في عالمنا اليوم توجد هوة بين البلوغ الجنسي والبلوغ الاقتصادي ونفس هذا الأمر يوجب وحشة الجيل الشاب من الزواج فيتصورونه غولاً ويقف الثقل الاقتصادي سداً أمام زواج الشباب في حالة الحاجة إليه.
إن النمو الجنسي يتم بسرعة كالسابق في حين نجد النمو الاقتصادي يتم في وقت متأخر، وتأخير الزواج امر صعب وغير طبيعي وهكذا نجد شعل الشهوة تضطرم تساعدها في اضطرامها عوامل البيئة الاجتماعية الفاسدة وحينذاك يكون كف النفس مشكلا.
ومن هنا فنحن نوصي الشباب بتقليل توقعاتهم في الحياة وان يعلموا انه ليس هناك من استطاع في أول شبابه أن يرفع كل احتياجاته ويحقق كل توقعاته. نعم يجب ملاحظة واقعيات الحياة وكسر قيد التشريفات الكمالية الزائدة، وعدم الاكتراث بما فعل الآخرون، وعدم التقليد الخاطئ فإذا احسّوا بأن الشرائط الاولية المعقولة للزواج قد توفرت أقدموا عليه بكل اطمئنان خاطر.
يقول القرآن الكريم: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32].
2ـ ارتفاع قيمة مصاريف الزواج
والمشكلة الأخرى هي ارتفاع قيمة مصاريف الزواج، كارتفاع المهور، والتوقعات السخيفة، والقيود المصطنعة للنساء واولياء الأمور والتشريفات التي قيدوا بها الزواج كل ذلك جعل الشاب ينظر بحذر إلى الزواج ويقلل من أملهم فيه. ولكن من هو المسؤول عن هذه السنن المغلوطة.
من المناسب ان تستمع الفتيات والأباء والامهات إلى رسالة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لهن ويعرفوا الواقع تبعاً له (صلى الله عليه وآله) ويتخلصوا من مشتهيات نفوسهم التافهة:
يقول (صلى الله عليه وآله): إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه وإلّا تفعلوه تكن في الارض فتنة وفساد كبير (1).
ويقول ايضاً: (أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً واقلهن مهراً) (2).
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام): (من بركة المرأة خفة مؤونتها) (3).
الكفاءة والتساوي في الشأن:
ويعتبر الخطأ في فهم الكفاءة إحدى علل التوقعات السخيفة والتشريفات المغلوطة. فما أكثر تصورات الناس عن مسألة الكفاءة والتناسب مع الشأن وهي تصورات مغلوطة غافلين عن ملاك الكفاءة الواقعي.
فالبعض يقولون: كيف نزوج بنتنا؟ انه لم يأت الرجل المثالي الذي يتناسب شأناً معنا من حيث الحياة والثروة والمقام والعشيرة والوسائل اللازمة.
والاخرون الذين ضاقوا ذرعاً بكل هذه القيود يلقون الذنب على المجتمع غافلين عن حقيقة اننا أنفسنا نكون هذا المجتمع.
أما الكفاءة في الإسلام فليست التساوي المالي والمقامي وباقي الجهات المادية الاخرى بل انه التقارب الديني والاخلاقي.
فهذا جويبر وهو رجل من أهل اليمامة ويتشرف بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله) ويحسن اعتقاده واسلامه، ولأنه كان رجلا قصير القامة، محتاجاً، عارياً، اسود البشرة قبيحاً فإن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يسليه كثيراً وكان ينام في المسجد بأمر منه (صلى الله عليه وآله).
وبالتدريج ازداد عدد المهاجرين والغرباء الذين لا ملجأ لهم ولا منام لهم إلا في المسجد فجاء الوحي يطلب من النبي (صلى الله عليه وآله) أن يسكنهم في مكان آخر غير المسجد، فعمل (صلى الله عليه وآله) بأمره تعالى وامر ببناء محل مستقل أسمي بعد ذلك (الصفة) واسمي اولئك بأصحاب الصفة.
وفي يوم من الايام نظر النبي (صلى الله عليه وآله) برأفة ورحمة وذهب الى جويبر واقترح عليه ان يختار زوجة...
قال جويبر... يا رسول الله بأبي أنت وامي من يرغب فيّ فوالله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال فأية امرأة ترغب في؟
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جويبر إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً وشرف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعاً وأعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلاً، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق انسابها فالناس اليوم كلهم أبيضهم واسودهم وقرشيهم وعربيهم من آدم وان آدم خلقه الله من طين. وان أحب الناس إلى الله عز وجل يوم القيامة اطوعهم له واتقاهم وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلا إلا لمن كان أتقى لله منك واطوع.
ثم قال له انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فانه من أشرف بني بياضة حسباً فيهم فقل له أني رسول رسول الله اليك وهو يقول لك: زوج جويبرا ابنتك الذلفاء.
فانطلق جويبر برسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى زياد بن لبيد وهو في منزله وابلغه رسالة النبي (صلى الله عليه وآله).
فقال زياد: أرسول الله ارسلك الي بهذا؟ فقال له: نعم ما كنت لأكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال له زياد: إنا لا نزوج فتياتنا إلا أكفاءنا من الانصار فانصرف يا جويبر حتى القى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره بعذري فانصرف جويبر وهو يقول: والله ما بهذا نزل القرآن ولا بهذا ظهرت نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) فسمعت مقالته الذلفاء بنت زياد وهي في خدرها فأرسلت إلى ابيها ادخل الي فدخل اليها فقالت له: ما هذا الكلام الذي سمعته منك تحاور به جويبر؟ فقال لها: ذكر لي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ارسله وقال: يقول لك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، زوج جويبرا ابنتك الذلفاء، فقالت له: والله ما كان جويبر ليكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحضرته فابعث الأن رسولاً يرد عليك جويبراً فبعث زياد رسولاً فلحق جويبرا فقال له زياد يا جويبر مرحباً بك اطمئن حتى اعود اليك. ثم انطلق زياد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: بابي أنت وامي ان جويبرا اتاني برسالتك وقال ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لك: زوج جويبرا ابنتك الذلفاء فلم الن له بالقول ورأيت لقاءك ونحن لا نتزوج إلا اكفاءنا من الأنصار فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا زياد جويبر مؤمن والمؤمن كفو المؤمنة، والمسلم كفو المسلمة فزوجه يا زياد ولا ترغب عنه فرجع زياد وأخبر ابنته فطلبت منه بكل ايمان ان ينفذ ذلك وقالت له: إنك إن عصيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) كفرت فزوج جويبرا.
فخرج زياد فاخذ بيد جويبر ثم اخرجه إلى قومه فزوجه على سنة الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله) وضمن صداقه ... ولما لم يكن يملك منزلاً فقد أهدى له منزلاً، وبدأت الذلفاء معه حياة جديدة مطمئنة) (4).
وهنا يجب أن لا ننسى ان أولئك الذين يتصورون أن كون مدة الدراسة طويلة يوجب تأخير الزواج ويمنع من حصوله مبكراً هؤلاء في اشتباه وغلط.
إذ أن الزواج ليس فقط لا يؤثر على الدراسة بل انه يمنح الراحة والطمأنينة فيساعد على الدراسة وادامتها.
وما يقال: من انه ما لم يحصل الشاب على الشهادة وما لم يوظف في عمل أو وظيفة ويحسن اوضاعه المالية لا ينبغي له الزواج كل هذا يعتبر كلاماً بلا مبرر ولا اساس له.
ذلك اننا قلنا ان الموانع الاقتصادية اكثرها وليدة السنن المغلوطة والمصطنعة. فإذا عملت العوائل بأوامر الإسلام وقللت توقعاتها ورفعت اليد عن الخرافات والنظر للآخرين يصبح الزواج الذي يبدو الآن للشاب امراً مخيفاً - يصبح امراً سهلاً بسيطاً مقبولاً.
وبتعبير أوضح إذا رفع الطلاب ايديهم عن المتطلبات التافهة الخرافية الموهومة، وإذا قلل الاباء والامهات من مستوى مصروفات الزواج وتوقعاته التافهة بعد معرفتهم لآداب الإسلام الصحيحة والرسوم الواقعية للدين فإن طريق زواج الطلاب سيتعبد بنفسه بحيث يمكنهم ان يتزوجوا اثناء فترة الدراسة.
الزواج بلا تشريفات العرس
والحل الآخر لزواج الطلاب هو أن يتم - بعد انتخاب الزوجة - العقد الشرعي والعرفي أما مراسم العرس فهي تؤجل إلى نهاية الدراسة فهم بالتالي يتخلصون من طغيان الغرائز والانحرافات الناشئة خلال مدة الدراسة.
الزواج الموقت
والطريق الآخر المفتوح لأولئك الذين لا يستطيعون ان ينتخبوا من الآن شريك حياتهم، أو أن الزواج بالشكل الذي بينّاه غير مقدور لهم هو (الزواج الموقت).
فلأجل أن لا يخرج الشاب عن إطار العفة ولا يفقد نظافته في الأزمات الشديدة يقترح الزواج الموقت وهو طريق شرعي مشروع يمنعه من الروابط الباطلة غير المشروعة. ويخلصه من نتائجه المهلكة.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (لولا أن عمر نهى عنّا المتعة ما زنى إلا شقي) (5).
وقد قبل العالم اليوم (الزواج الموقت) فيقول برتراندراسل بعد مراجعة المشكلات الجنسية لمرحلة الشباب:
وإنما الرأي ان تسمح القوانين في هذه السن بضرب من الزواج بين الشبان والشابات لا يؤودهم بتكاليف الأسرة ولا يتركهم لعبث الشهوات والموبقات وما يعقبه من العلل والمحرجات واراد به أن يكون عاصماً من الابتذال ومدربا على المعيشة المزدوجة قبل السن التي تسمح بتأسيس البيوت) (6).
وفي الختام نوصي كل الشباب الاعزب (فتيات وشباناً) ان يكون واعياً قبل الزواج فلا تسلب الغريزة الجنسية ارادته وحريته وتجعله عبداً قناً لها.
إن الشباب يجب ان يسعوا أولاً لأن يقووا إرادتهم وتقواهم بالأيمان بالله تعالى إذ أن الشرط الاساس للبقاء على الطهارة هو التقوى الداخلية للإنسان وما أكثر ما نتوقع للشباب الذي لا يمتلك قوة التقوى ان ينحرف حتى بعد الزواج وتجره ميوله الشيطانية إلى القذارة والانحراف الجنسي.
يقول مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): (غالب الشهوة قبل قوة ضراوتها فأنها ان قويت عليك ملكتك وقادتك ولم تقدر على مقاومتها) (7).
ويقول ايضاً (مغلوب الشهوة أذل من مملوك الرق) (8).
وليدم طاهراً منزهاً ذاك الذي لم يدنس ذيله بوحل هذا العصر ... ولينتصر ذاك الذي إذا زلت قدمه يوماً لجأ إلى قوة الايمان ونهض على قدميه وأنقذ نفسه من الضياع والفساد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 51.
2ـ المصدر السابق، ج 14، ص 78.
3ـ المصدر السابق.
4ـ مقتبس من فروع الكافي، ص 341.
5ـ الوسائل، ج 14، ص 440، ومن يريد التوسع في هذه النقطة يمكنهم مراجعة كراس (الزواج في الاسلام).
6ـ الفلسفة القرآنية للعقاد.
7ـ غرر الحكم طبع النجف، ص 224.
8ـ المصدر السابق، ص 318.