x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
رسالة من النباهي للسان الدين
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:118
2024-08-31
331
رسالة من النباهي للسان الدين
ومما خوطب به لسان الدين رحمه الله تعالى ما حكاه في الإحاطة » في ترجمة القاضي أبي الحسن النباهي ، إذ قال ما نصه : وخاطبني بسبتة وأنا يومئذ بسلا بقوله: يا أيتها الآية البالغة وقد طمست الأعلام ، والغرة الواضحة وقد تنكرت الأيام، والبقية الصالحة وقد ذهب الكرام ، أبقاكم الله تعالى البقاء الجميل ، وأبلغكم غاية المراد ومنتهى التأميل ، أبى الله أن يتمكن المقام بالأندلس بعد كم ، وأن يكون سكون النفس إلا عندكم ، سر من الكون غريب ، ومعنى في التشاكل عجيب ، أختصر لكم الكلام ، فأقول بعد التحية والسلام : تفاقمت الحوادث، وتعاظمت الخطوب الكوارث ، واستأسدت الذئاب الأخابث ، ونكث الأكثر من ولد سام وحام ويافث ، فلم يبق إلا كاشح باحث ، أو مكافح عابث ، وياليت شعري من الثالث ؟ فحينئذ وجهت وجهي للفاطر الباعث ونجوت بنفسي لكن منجي الحارث ، وقد عبرت البحر كسير الجناح ، دامي الجراح ، وإني لأرجو الله سبحانه بحسن نيتكم أن يكون الفرج قريباً ، والصنع عجيباً ، فعمادي أعان الله على القيام بواجبه ، هو الركن الذي ما زلت أميل على جوانبه ، ولا تزيدني الأيام إلا بصيرة في الإقرار بفضله والاعتداد به ، وقد وصلني خطاب سيدي الذي جلى الشكوك بنور يقينه ، ونصح النصح اللائق بعلمه ودينه ، وكأنه نظر إلى الغيب من وراء حجاب ، فأشار بما أشار به على سارية عمر بن الخطاب ، ومن العجب أني عملت بمقتضى إشارته ، قبل بلوغ إضبارته ، فلله ما تضمنه مكتوبكم الكريم من الدر ، وحرره من الكلام
118
الحر ، وايم الله لو تجسم لكان ملكاً ، ولو تنسم لكان مسكاً ، ولو قبس لكان شهاباً ، ولو لبس لكان شباباً ، فحل مني علم الله تعالى محل البرء من المريض ، وأعاد الأنس بما تضمنه من التعريض ، والكلم المزرية بقطع الروض الأريض ،
،
فقبلته عن راحتكم ، وتخيلت أنّه مقيم بساحتكم ، ثم وردت معينه الأصفى وكلت من بركات مواعظه بالمكيال الأوفى ، وليست بأول أياديكم ، وإحالتكم
على الله فهو الذي يجازيكم ، وبالجملة فالأمور بيد الأقدار ، لا إلى المراد
والاختيار :
وما كل ما ترجو النفوس بنافع ولا كل ما تخشى النفوس بضرارِ
انتهى
قلت : أين هذا الكتاب من الذي قدمناه عنه في الباب الثاني ، حين أظلم بينه وبين لسان الدين الجو وعطفه إلى مهاجاته ثاني ، وسفر في أمره إلى العدوة ، واجتهد في ضرره بعد أن كان له به القدوة ، وقد قابله لسان الدين بما أذهب عن جفنه الوسن ، وألف فيه كما سبق خلع الرسن.