1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الأبناء :

مرحلة البناء لشخصية الولد / تذكير الأولاد بعظم الذنب وخطورته

المؤلف:  محمد جواد المروجي الطبسي

المصدر:  حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)

الجزء والصفحة:  ص99ــ103

2024-08-18

329

لا يقبل فعل القبيح وارتكاب الذنب من كلّ أحد خصوصاً إذا كان أباً أو أُمّاً أو معلماً ممن يمكن أن يكون أسوة وقدوةً لهم.

يعتبر أئمة الهدى (عليهم السلام) ارتكاب الذنب أمراً خطيراً وكبيراً جداً، وأنَّ من وظائف الوالدين والمعلمين تذكير الطفل بخطورة الذنب وآثاره السيئة الناتجة عنه.

ومن الطبيعي أنّ الأب والأم مالم يبتعدا عن ارتكاب الذنب فإنّ إرشادهما الأولاد إلى الفعل الصحيح لن يترك أثراً مطلوباً في نفوس الأولاد؛ لأن الأولاد دائماً في حالة تأثر بسلوك وعمل آبائهم ومعلميهم، فهم يراقبون أعمال وسلوك المرشدين لهم، ويحاولون أن يقيسوا ويوازنوا بين تلك الأعمال ليروا ما ينبغي فعله وما ينبغي تركه، فإن الأولاد إذا سمعوا نهي الأب أو الأم عن ارتكاب فعل كانا هما قد فعلاه إلى طريق الانحراف حينئذ يقولون في أنفسهم: إنّه لو كان الأمر كما يقولان (الأب والأم) وكانا جادين في ذلك، فلماذا لم يتركا ذلك الفعل القبيح؟!

إن الأبوين النموذجيّين هما اللذان يقبّحان الذنب في أعين أبنائهم بسيرتهم وسلوكهم بحيث يدرك الأبناء الآثار السيئة والعاقبة المرّة لارتكاب الذنب فيبتعدون بشكل اختياري عن ذلك.

ومن الطبيعي أن كلام الأبوين إنّما يكون له تأثير في نفوس أبنائهم فيما إذا كـانا طاهرين نقيين، فإن أكل التمر لا يمكنه النهي عن أكل التمر حتى ينتهي هو، ثمّ إنّ الأشبال والشباب قد يدركون قبح الذنب عند عودتهم إلى فطرتهم على الرغم من ارتكاب أبويهم للذنب، فتجدهم يحاذرون من ارتكاب المعاصي، حتى إنهم يؤثرون بسلوكهم على أبويهم في ذلك.

وقد كان الأئمة الهداة (عليهم السلام) يعطون دروس التقوى والخوف من الله، والتحذير من ارتكاب المعاصي قولاً وفعلاً، ومن هنا لم نجد للانحراف والذنب أثراً في حياتهم؛ ذلك لأن وجودهم كان سابحاً في عظمة النور، وأنهم كانوا يلمسون آثار السوء للمعاصي بأيديهم بحيث كانوا يشبّهون فاعلها بشارب السم، فلم يجرأ أحد من أبنائهم أو مقربيهم - إلّا ما شذّ وندر ـ عـلـى تجرع ذلك السم القاتل.

والآن نعطف أنظاركم إلى نخبة من الأحاديث الشريفة في هذا المضمار:

1. كان مما أوصى به لقمان ولده أن قال: ((يا بني، كيف تسكن دار من قد أسخطته؟! أم كيف تجاور من قد عصيته))(1).

فقد فرض لقمان بهذا البيان البسيط كون العالم داراً يكون فيها المضيِّف هو الله، والضيف هو الإنسان، فإنّ ارتكاب الذنب والمعصية في محضر من صاحب الدار ليس من شأن الضيف، فإنّ من القبيح أن يجيب أحد دعوة شخص ثمّ يتنازع معه ويخاصمه، أو يرتكب بمرآه القبيح ويؤذي مضيفه.

فإن أغضب الضيف بارتكابه للذنب صاحب الدار كيف يمكنه البقاء في تلك الدار؟! نعم، أراد لقمان بذلك تحريك شعورِ ولدِه وفطرتِه وعطفهما نحو قبح الذنب، وأنه يكون عظيماً لو كان بمحضر عالم الوجود سبحانه وتعالى.

2. وأيضاً مما أوصى به لقمان ولده، قال: يا بني، إنه قد أُحصي الحلال الصغير فكيف بالحرام الكثير؟(2).

3. وقال الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) لولده الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): ((من استصغر زلـة نفسه استعظم زلّة غيره، ومن استصغر زلـة غـيـره استعظم زلة نفسه))(3).

4. وعن علي (عليه السلام) في وصيّته لولده الحسين (عليه السلام)، قال: ((والويل لمــن بـلـي بحرمان وخذلان وعصيان فاستحسن لنفسه ما يكرهه من غيره، وأزرى على الناس بمثل ما يأتي))(4).

5ـ وقال لقمان لولده: ((يا بني، لا تشتم الناس فتكون أنت الذي شتمت أبويك))(5).

6ـ وعنه أيضاً فيما أوصى به ولده: ((يا بني، لا يعجبك إحسانك، ولا تتعظّمن بعملك الصالح فتهلك))(6).

7ـ وقال أيضاً لولده: ((يا بني اتعظ بالناس قبل أن يتعظ الناس بك))(7).

8ـ وعنه أيضاً قال لولده: ((يا بني، إِنهَ النفس عن هواها، فإنك إن لم تنه النفس عن هواها لم تدخِل الجنة ولم ترها))(8)

9. وعن عليّ (عليه السلام) في وصيّته لولده الحسين (عليه السلام): ((ليس مع قطيعة رحم نماء))(9).

10. وقال لقمان في وصيّة لولده: ((يا بني، إيّاك والتجبّر والتكبر والفخر فتجاورَ إبليس في داره يا بني دَع عنك التجبّر والكبر، ودع عنك الفجر واعلم أنك ساكن القبور))(10).

11. وقال أيضاً لولده: ((يا بني، ويل لمن تجبر وتكبّر، كيف يتعظم من خُلق من طين وإلى طين ثم لا يدري إلى ماذا يصير؟ إلى الجنّة فقد فاز؟ أو إلى النار فقد خسر خسراناً مبيناً وخاب))(11).

12. وأوصى علي (عليه السلام) ولده الحسين (عليه السلام) فقال: ((أي بني، كم نظرة جلبت حسرة))(12).

13. وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((من لا يملك لسانه يندم))(13).

14. قال علي (عليه السلام) لولده الحسين (عليه السلام): ((... من علم أنّ كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه))(14).

15. وقال علي (عليه السلام) أيضاً في وصيته لولده الحسين (عليه السلام): ((من احتفر بئراً لأخيه وقع فيها))(15).

16. وقال أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) لولده زين العابدين عليٍّ (عليه السلام): ((أي بني، إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله جل وعزّ))(16).

17. وأوصى عليّ (عليه السلام) ولده الحسين (عليه السلام) فقال: ((من هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته))(17).

18. وقال لقمان الحكيم لولده: ((يا بني، لا تأكل مال اليتيم فتفتضح يوم القيامة وتُكَلَّفَ أَن تَردَّه إليه))(18).

أيّها الأعزاء، إن المعاصي والذنوب قبيحة إلى حد لا يتطرّق تصوّرها إلى أذهان أولياء الله تعالى؛ وذلك لأنّ الذنب شرارة من جهنّم يحرق وجود الإنسان، فهل تعرفون أحداً من العقلاء يفكر حول إلقاء نفسه في النار؟ إذ أنّ الذنوب توجب الذلة والمسكنة وبعضها يحرق الأعمال الحسنة ويجعلها هباءً منثوراً ويتسبب العقاب عليها.

وبعضها يؤدّي إلى الفضيحة والعار في الدنيا والآخرة.

إن للمذنبين والعصاة سيماءً يعرفون بها يوم القيامة، فإما تسودّ وجوههم، تنكشف بواطنهم الحيوانية، فيكونون على شكل حيوان، فهل هناك أشدّ من هذا العذاب، وأكثر من تلك الفضيحة؟!

________________________________

(1) الاختصاص، ص 336.

(2) نفس المصدر.

(3) بحار الأنوار، ج 75، ص 207.

(4) تحف العقول، ص 87.

(5) الاختصاص، ص 336.

(6) نفس المصدر.

(7) نفس المصدر، ص 331.

(8) نفس المصدر، ص 334.

(9) تحف العقول، ص 85.

(10) الاختصاص، ص 334.

(11) نفس المصدر.

(12) تحف العقول، ص 85.

(13) بحار الأنوار، ج 75، ص 90.

(14) تحف العقول، ص84.

(15) نفس المصدر.

(16) بحار الأنوار، ج 75، ص 118.

(17) تحف العقول، ص84.

(18) الاختصاص، ص335. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي