x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
ماهية المحيط الحيوي وكائناته الحية
المؤلف: علي سالم أحميدان
المصدر: الجغرافية الحيوية والتربة
الجزء والصفحة: ص29 ــ36
2024-08-18
286
يعد الغلاف الحيوي من الأغلفة الأربعة الرئيسة، التي تحيط بكرتنا الأرضية. وقد هيا الله سبحانه وتعالى هذا الغلاف الحي بدون الأغلفة الأخرى، ليعيش الإنسان، ولتستمر عمارة الأرض، ويبني الإنسان صروح الحضارات منذ بدء الخليقة ليومنا هذا، وإلى أن يشاء الله تعالى.
ويقصد بهذا الغلاف ذلك الحيز المكاني، الذي توجد فيه الحياة بأنماطها المختلفة أو هو المكان الذي يسمح بتواجد الحياة فيه. كما يعرف بأنه ذلك الجزء من سطح القشرة الأرضية، بما فيه من يابس وماء، وما يحيطه من . غلاف غازي حيث يتيح فرص وجود أي شكل من أشكال الحياة.
وعليه يحتوي هذا الغلاف على الكائنات الحية بحرية وبرية النشأة Wild من نباتية وحيوانية وفطرية. ويصبح محور الدراسة يدور حول هذه الكائنات ومحيطها البيئي، وما يؤثر فيه بما يؤمن لهذه الكائنات الحية فرصة الحياة أو تدميرها وتخريبها.
أهميته :
ما من شك أن الخالق - عز وجل - قبل أن يخلق الانسان ويستخلفه في الأرض، قد هيأ له كل أسباب الحياة، وفي مقدمتها المحيط الحيوي بكائناته الحية. إذ يعتمد الانسان عليها في سد الكثير من متطلباته الأساسية. فقد اصطاد من البر ما سد حاجته، كما اصطاد من البحر، وما زال يستغل ما في جوفه من أسماك ودلافين وعجول البحر وخراف البحر، بجانب الحيتان والطحالب بشتى أنواعها والوانها، بالإضافة إلى الفطريات والأصداف والقشريات والأشينات وغيرها. ونجد أن ما يقدمه هذا الغلاف الحيوي من منافع وخدمات للبشرية كثيرة ومتنوعة، مباشرة وغير مباشرة، ظاهرة وغير ظاهرة. بل هي تجمع بين المنافع الاقتصادية والمناخية والأيكولوجية والاجتماعية. حيث تظهر أهميته في صيانة التربة من خطر الانجراف فهو بمثابة غطاء واق للتربة من عوامل النحت والتذرية، وما ينجم عن ذلك من فقدان المساحات كبيرة من التربة، وخاصة طبقتها العلوية. وتمثل هذه الطبقة المخزون الرئيس للمواد الغذائية في كل تربة وأثر هذا المخزون على عملية الإنتاج الزراعي. كما تتمثل أهميته في تنظيم حركة انسياب المياه في المجاري المالية. فهو يشبه الإسفنجة في قدرتها العالية على الاحتفاظ بالمياء وإعادة تصريفها منتظمة، مما يؤدي إلى التحكم في حركة انسياب المياه في المجاري المائية، محدثا فيضانا متزنا يجنبنا مخاطر الفيضانات العاتية ومخاطر الإطماء الشديد. كما أنه يساعد على توفير الكثير من الأعشاب والمواد الطبية التي يتم اكتشافها كل يوم؛ لتزيد في أهمية هذا الغلاف ونتيجة لذلك، أخذ علماء الطب والنبات والبيئة ينادون بالمحافظة على النباتات الطبيعية من التدمير والغناء بل يؤكد علماء الطب كل يوم و - وخاصة في جمهورية ألمانيا - بالعودة للعلاج بالأعشاب والمواد الطبية النباتية، ونبذ المواد الكيماوية التي تحمل معها الكثير من المضاعفات الجانبية للمريض. ولا تقتصر أهمية الغطاء النباتي عند هذا الحد، بل تتعداه إلى التقليل من مخاطر التلوث الهوائي، وخاصة ما كان ناجما عن تزايد كميات ثاني أكسيد الكربون، إذ يستوعب الغطاء النباتي في أثناء إتمام عملية البناء الضوئي كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. حيث تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة الدولية FAO أن الغابات مثلا تستهلك سنويا ما بين 20-40 مليار طن من الكربون ويتوزع ثاني أكسيد الكربون المتصاعد إلى الغلاف الجوي بين ثلاثة في المشرافية الحيوية والتربة بنود هي: يأخذ الكساء النباتي نحو 40 في المائة، وتأخذ المسطحات المائية لنحو 20 في المائة. وتبقى النسبة المتبقية 40 في المائة عالقة في الغلاف الجوي؛ لتحافظ على معدلات درجات الحرارة في صورتها العادية. ويعني هذا أن أي خلل ينجم عن تدهور في الكساء النباتي معناه تقليل في كمية ثاني أكسيد الكربون المستهلكة حيويا.
ومن ثم تبقى كميات كبيرة منه عالقة في الجو، محدثة تلوثا هوائيا، كما لا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فالكساء النباتي يطلق كميات كبيرة من غاز الأكسجين، حيث يقدر أن هكتارا واحداً من الغابات، يعطي ما يعادل أربعة أمثال ما يعطيه هكتار واحد من المحاصيل الزراعية. ولكن ماذا يحدث لو تدهور الكساء النباتي على سطح الكرة الأرضية لدورتي ثاني أكسيد الكربون والأكسجين معا ؟
من هنا تظهر أهمية الغطاء النباتي ضمن المحيط الحيوي للإنسان والحيوان وعليه نجد أن المنافع الاقتصادية لهذا الغلاف كبيرة ومتنوعة. فهو يعد مصدر للأخشاب ولب الورق والحرير الصناعي والزيوت النباتية، والأصباغ والعسل والشمع والفواكه والحيوانات البرية والمائية. كما يعتبر مخزنا للعديد من السلالات الوراثية، والأصناف النباتية والحيوانية برية النشأة، والتي تعتبر العمود الفقري لبرامج تطوير وتهجين السلالات المحصولية المنتجة. ومن المعروف أن السلالة المهجنة لا يتعدى على أبعد تقدير 25 سنة. وبعدها يصبح عمرتهجين وإيجاد سلالات جديدة ضرورة حتمية. وذلك لرفع درجة الإنتاجية أو مقاومة ما قد يصيبها من آفات زراعية ولهذا، لا يستطيع المزارعون وغيرهم من منتجي المحاصيل ومربي الحيوانات، أن يستمروا في الإنتاج بدون هذا المخزون الطبيعي من السلالات الوراثية برية النشأة. فمثلا تعرض محصول القمح الأمريكي لمرض صدأ القمح Stripe Rust وأصبح يشكل خطورة بالغة على هذا المحصول. وفي اثناء البحث المواجهة هذا المرض أظهرت الدراسات العملية أن هناك صنفا من القمح التركي الرديء النوع، والذي أهملت زراعته منذ 15 عاما له قدرة على مقاومة أربعة أنواع من هذا المرض، بالإضافة لقدرته على مقاومة مرضيين آخرين من أمراض القمح. وعليه، ثم استخدامه في برنامج استنباط سلالات جديدة استطاعت هذه السلالات المهجئة من القمح التركي إنقاذ مليارات الدولارات التي كانت تضيع كل عام نتيجة لمرض صدأ القمح . ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فإن ما تقدمه النباتات الطبيعية لعلاج الأمراض التي تصيب الإنسان، فهي كثيرة. حيث يستخرج من الغابات المدارية المطيرة بأمريكا الجنوبية مادة الكورار Curane التي تستخدم في تخدير الأعصاب، حيث تؤخذ من نباتات تنمو بريا وسط تلك الغابات كما أن مادة الرزر بين Roser Pine، تستخرج من نبات السير بنت وود Serpent Wood الذي ينمو بريا في الغابات المدارية المطيرة في كل من آسيا وأفريقية وأمريكا الجنوبية والوسطى. وتستخدم هذه المادة في عمليات القلب الجراحية. كما يستخرج من بسبب نبات الروفولفيا Rauvolfia مادة نشطة تسمى اجمالين Ajmalin تساعد في تنظيم ضربات القلب وكل يوم يتم اكتشاف مواد جيدة وفعالة في صناعة الدواء.
كما يساعد الغلاف الحيوي على خلق درجة من الاستقرار للأنماط المناخية في العالم. إذ أن له دوراً مهماً في درجة الرطوبة النسبية ودرجة الألبيدو وأثر هذا في كميات الأمطار الساقطة. حيث تشير الدراسات العلمية بهذا الصدد إلى أن الكساء النباتي ينتج معظم ما يمتصه من الرطوبة 90-95 في المائة. ويقدر أن 60 في المائة من مياه الأمطار التي تتسرب إلى التربة، تعود مرة أخرى للغلاف الغازي بواسطة النتح Transpiration. كما يقدر أن هكتارا واحدا من أشجار البتولا مثلا تنتج نحو 7.8 مليون جالون ماء سنويا، أي نحو 35 ألف طن (11). ويقدر أن 50 في المائة من أمطار حوض الأمازون تنجم بفعل نباتات الغابة المدارية المطيرة. ولكن ليس من المحتمل أن يؤدي إزالة جميع الغابة المدارية الأمازونية، إلى تخفيض الأمطار بنفس هذه النسبة إلى النصف. ومع هذا يمكن القول إن مؤشرات الجفاف ستحدث أثناء عملية التطهير والإزالة وبشكل مستمر. مما يصعب تفاديه أو وقفه، نظرا لما سيصيب النظام الحيوي - البيئي للمنطقة من تغير شديد. وفي هذا الصدد يقول عالم الأحياء توماس لفجوي The Lovejoy أنه من الحكمة أن تقر وجهة النظر التي تنادي بأن القدرة على إنتاج القمح في ولاية كانساس بالولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة أشد الارتباط بالنجاح الذي يتحقق في صيانة أراضي الغابات المدارية المطيرة. ومما يؤكد وجود علاقة قوية بين الغطاء النباتي والألبيدو نورانية الأرض أن درجة الألبيدو في منطقة صحراوية تعادل ثلاثة أمثالها في منطقة تغطيها الحشائش.
كما لا يقتصر الأمر على النباتات ،وحدها، بل يتعداها إلى الثروة الحيوانية، حيث نجد أن هناك نوعا من أغنام المجليزية تدعى ونسلي دال Wonsly dale في يوركشير، تتمتع بمعدل تكاثر سريع وتعطي صوفا من نوعية عالية الجودة وأكثر تحملا للحرارة. وتستخدم هذه السلالة حاليا في تهجين سلالات جديدة تعطي كل هذه السمات المذكورة. كما أن هناك نوعا من الدجاج يدعى كورنيش Comish chickens وهو من السلالات برية النشأة، والتي لم يكن لها قيمة تذكر، قد أمكن الاستفادة مما يتمتع به من سرعة في النمو في تهجين سلالة جديدة من الدجاج اللاحم سريع النمو. وكان لهذه السلالة الجديدة الفضل في إنشاء مزارع الدجاج اللاحم على مستوى العالم. وما يقال عن الدجاج اللاحم يندرج على ديوك الحبش اللاحم التي وصل وزنها من اللحم الصافي ما بين 15-20 كغم في المزارع الشعبية في ليبيا.
وادارية وكما تؤدي بعض الحشرات المفيدة فوائد اقتصادية عديدة غير مباشرة. فمثلا نجد دور نحل العسل بالولايات المتحدة الأمريكية، لا يتوقف عند إنتاج ما قيمته 120 مليون دولار عسل نحل سنويا، وإنما يقوم بتلقيح 50 نوعا من المحاصيل، قدرت قيمتها الإجمالية بنحو 200 مليون دولار سنويا. حيث يعتبر النحل الكبير الطنان Bumble Bees من الملقحات الأساسية للتوت البري والتوت الأزرق، والبرسيم والفول واللوبيا. كما إن هناك أنواعا أخرى معينة من النحل مثل نحل السوليتري Solitary Bee تعتبر ضروروية لتلقيح الألفافا وهو البرسيم الحجازي، بالإضافة إلى محل القرع أو دبور التين.
وأخيرا يمثل الغلاف الحيوي بنباتاته وحيواناته البرية وأحيانا البحرية كالدلافين وكلاب الماء وبعض أنواع السمك الملونة مناطق ترويجية وسياحية مهمة في وقتنا الحالي، نتيجة لاختناق المدن العصرية، بالضوضاء والتلوث والاكتظاظ وتوتر الأعصاب خاصة عند كبار السن.إذ أصبحت كمنتجعات صحية للترويح عن النفس المكتتبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الهوامش:
1/(12)د. زين الدين عبد المقصود مرجع سابق.
2/هو مقدار الإشعاع الحراري المفقود من سطح الأرض، حيث أن الأرض القائمة اللون تنخفض بها نسبة (الالبيدو)، حيث تبلغ نسبته في السطح الأسود صفر في حين تتراوح هذه النسبة بين 24-28 في سطح الصحاري وإلى نحو ما بين 83-90% في الأراضي المغطاة بالثلوج حديثاً. وكلما المخفضت نسبة الالبيدو زاد تسخين السطح والعكس.
3/ وتعني نورانية الأرض، وهو مقدار ما ينعكس من الإشعاع الحراري من سطح الأرض (11) أحمد خليل: كتاب المعرفة، ج 1، النبات، ص 58. تعني كلمة أيكولوجيا Oikos بمعنى موطن أو بيت و Logon بمعنى علم أو دراسة بمعنى علم المكان الذي تعيش فيه الأحياء وما يحدث بينها من علاقات متداخلة في بيئتها تلك.
4/ د. يوسف توني جغرافية الأحياء، ج1، النبات، القاهرة، 1971م.
5/ يقدر متوسط القمح وغيره من الحبوب في أوروبا وأمريكا الشمالية ما بين خمس إلى لخمس عشرة سنة.
6/ د. زين الدين عبد المقصود، مرجع سابق
د. حسن ابو سمور، الجغرافيا الحيوية، دار صفاء عمان عام 2000م.
7/ د. علي شلش وعبد خفاق: مرجع سابق.
8/ د. حسن أبو سمور: مرجع سابق.
(*) كانت هذه النسبة التوزيعية في الأحوال العادية وقبل أن تتدهور بنود الاستيعاب وتعجز عن امتصاص أو استهلاك ثاني أكسيد الكربون