علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
حديث (إذا أحببته كنت سمعه).
المؤلف: الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ).
المصدر: الفوائد الطوسيّة.
الجزء والصفحة: ص 81 ـ 82.
2024-08-17
385
فائدة رقم (26):
في الحديث القدسي: ما تقرّب إليّ عبدي (عبد من عبادي ـ خ) بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضت عليه وانّه ليتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها ان دعاني أجبته وان سألني أعطيته (1).
أقول: هذا له عدّة معانٍ صحيحة يمكن حمله على كلّ منها:
الأول: ان يراد انّ العبد إذا فعل ذلك أدركه الله تعالى بلطفه الزائد وعنايته الشاملة بحيث لا ينظر الى غير ما يرضي الله ولا يستمع الى غير ما فيه رضاه ولا ينطق ولا يبطش على نحو ذلك ذكر هذا بعض مشايخنا.
الثاني: أن يكون المعنى من أحببته كنت ناصره ومؤيّده ومعينه ومسدّده والدافع عنه كسمعه وبصره ولسانه ويده.
الثالث: ان يكون المعنى فإذا أحببته أحبّني وأطاعني فكنت عنده بمنزلة سمعه وبصره ولسانه ويده في المحبّة والاحترام والعزّة والإكرام وهذا شائع فكثيرًا ما يقال في الشيء المحبوب هو أحب إليّ وأعزّ عندي من سمعي وبصري.
قال السيّد الرضي: وان لم يكن عندي كسمعي وناظري فلا نظرت عيني ولا سمعت أذني. ومثله كثير جدًّا.
الرابع: أن يكون المعنى إذا فعل ذلك أحببته ووفّقته فصار لا يستعين الا بي ولا يعوّل في المأمول والمحذور الا عليّ كما انّ من دهمه أمر مشكل استعان بسمعه وبصره وغيرهما. وفي تمام الكلام إشعار بذلك وهذا قريب من الثاني وبينهما فرق لا يخفى.
الخامس: أن يكون المعنى كنت بمنزلة سمعه وبصره ولسانه ويده في الحضور عنده والقرب منه وعدم التأخّر عن مراده والبعد عنه من غير إرادة الحقيقة من الحضور في القرب بل بمعنى العلم والاطلاع والقدرة والإحسان ونحو ذلك مثله في الكتاب والسنة كثير من الألفاظ التي يتعذّر حملها على حقائقها في هذا المقام وأمّا ما فهمه الصوفيّة من مثله وحملوه على الحلول والاتحاد فقد صرّح العلّامة وسائر علمائنا بأنّه كفر والأحاديث المتواترة عن أئمتنا (عليهم السّلام) دالّة على ما قالوه والله أعلم.
__________________
(1) الوسائل ج 1 ص 221.