1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

من لسان الدين إلى اليتيم

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص92-94

2024-08-12

321

من لسان الدين إلى اليتيم

فأجبته بهذه الرسالة، وهي ظريفة في معناها : « يا سيدي الذي إذا رفعت راية ثنائه تلقيتها باليدين 2، وإذا قسمت سهام وداده على ذوي اعتقاده. كنت صاحب الفريضة " والدين ، دام بقاؤك لطرفة تبديها ، وغريبة تردفها بأخرى تليها ، وعقيلة بيان تجليها ، ونفس أخذ الحزن بكظمها ، وكلف الدهر بشت نظمها ، تؤنسها وتسليها ، لم أزل أشد على بدائعك يـد الضنين ، وأقتني

                                                                    92

 

درر كلامك ، ونفثات أقلامك ، اقتناء الدر الثمين ، والأيام بلقائك تعد ولا تسعد ، وفي هذه الأيام انثالت علي سماؤك بعد قحط ، وتواترت لدي آلاؤك على شحط ، وزارتني من عقائل بيانك كل فاتنة الطرف ، عاطرة العرف ، رافلة في حلل البيان والظرف ، لو ضربت بيوتها بالحجاز ، لأقرت لها العرب العاربة بالإعجاز ، ما شئت من رصف المبنى ، ومطاوعة اللفظ لغرض المعنى ، وطيب الأسلوب ، والتشبث بالقلوب ، غير أن سيدي أفرط في التنزل ، وخلط المخاطبة بالتغزل ، وراجع الالتفات ، ورام استدراك ما فات ، ويرحم الله تعالى شاعر المعرة فلقد أجاد في قوله ، وأنكر مناجاة الشوق بعد انصرام حوله :

أبعد حول تناجي الشوق ناجية هلا ونحن على عشر من العشر" ه ولقد تجاوزت في الأمد ، وأنسيت أخبار صاحبك عبد الصمد ، فـ د ، فأقسم بألفات القدود ، وهمزات الجفون السود ، وحامل الأرواح مع الألواح : بالغدو والرواح ، لولا بُعد مزارك، ما أمنت غائلة ما تحت إزارك ، ثم إني حققت الغرض ، وبحثت عن المشكل الذي عرض ، فقلت : للخواطر " انتقال ، ولكل مقام مقال، وتختلف الحوائج باختلاف الأوقات ، ثم رفع اللبس خبر

الثقات ..

ومنها « وتعرفت ما كان من مراجعة سيدي لحرفة التكتيب والتعليم

والحنين إلى العهد القديم، فسررت باستقامة حاله ، وفضل ماله ، وإن لاحظ

 

                                                      93

 

اللاحظ ، ما قال الجاحظ 1 ، فاعتراض لا يرد ، وقياس لا يطرد ، حبذا والله عيش التأديب ، فلا بالضنك ولا بالحديب ، معاهدة الإحسان ، ومشاهدة الصور الحسان " . يميناً إن المعلمين ، لسادة المسلمين ، وإني لأنظر منهم خطرت على المكاتب ، أمراء فوق المراتب ، من كل مسيطر الدرة ، متقطب الأسرة ، متنمر للوارد تنمر الهرة ، يغدو إلى مكتبه ، كالأمير في موكبه ، حتى إذا استقل في فرشه 3 ، واستوى على عرشه ، وترنم بتلاوة قالونه وورشه، أظهر للخلق احتقاراً ، وأزرى بالجبال وقاراً ، ورفعت إليه الخصوم ، ووقف بين يديه الظالم والمظلوم ، فتقول : كسرى في إيوانه ، والرشيد في أوانه ، أو الحجاج بين أعوانه ، فإذا استولى على البدر السَّرَار ، وتبين للشهر الغرار ، تحرك إلى الخرج ، تحرك العود إلى الفرج ، أستغفر الله مما يشق على سيدي . سماعه

،

و تشمئز من ذكره طباعه ، شيم اللسان ، خلط الإساءة بالإحسان ، والغفلة من ، صفات الإنسان ، فأي عيش كهذا العيش ؟ وكيف حال أمير هذا الجيش ؟ طاعة معروفة ، ووجوه إليه مصروفة ، فإن أشار بالإنصات ، لتحقق القصات

،

فكأنما طمس على الأفواه ، ولأم بين الشفاه ، وإن أمر بالإفصاح، وتلاوة الألواح ، علا الضجيج والعجيج ، وحف به كما حف بالبيت الحجيج ، وكم بين ذلك من رشوة تدس ، وغمزة لا تحس ، ووعد يستنجز ، وحاجة تستعجل وتحفز ، هنا الله سيدي ما خوّله ، وأنساه بطيب أخراه أوله ، وقد بعثت بدعابتي ويفسح لها في إجلال قدره ، والثقة بسعة صدره ، فليتلقاها بيمينه ، مع المرتبة بينه وبين خدينه ، ويفرغ لمراجعتها وقتاً من أوقاته عملا بمقتضى دينه ،هذه و فضل يقينه