x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
العوامل الحيوية وتأثيرها في الغلاف الحيوي
المؤلف: علي سالم أحميدان
المصدر: الجغرافية الحيوية والتربة
الجزء والصفحة: ص142 ــ149
2024-08-11
356
تلعب الكائنات العضوية الحية دورا هاما في الغلاف الحيوي بشكل بارز. فالبكتيريا التي تعيش في التربة تقوم بتحليل وتفتيت المواد العضوية من النباتات والحيوانات، وتحويلها إلى مواد غذائية متنوعة تقوم النباتات النامية باستخدامها. وتعرف هذه العملية بالدورة الكيميائية الحيوية وهناك العديد من الحيوانات التي ترتبط مع النباتات وتتفاعل معها، وتؤدي إلى إزدهارها. فالحشرات تمثل مصدر الغذاء الرئيس، لكثير من النباتات. كما تتغذى بعض الطيور والحيوانات على حيوانات أخرى ضارة بالنباتات فتحميها وتبعد خطرها عنها. ويعني هذا أن الحيوانات والنباتات يعيشان في مجتمع متوازن. كما تكون الحيوانات أحيانا مسؤولة عن التغييرات الأساسية في طبيعة النباتات مثلا. فقد يحدث تغيير في طبيعة المجتمع الحيواني، سواء كان ذلك في عدد صنف معين أو في إدخال أصناف جديدة. وينعكس هذا بدوره في تغير نوع النباتات الطبيعية.
فالماعز الذي تسبب في تدمير معظم حشائش إقليم البحر المتوسط، والأرانب التي أدخلت إلى استراليا عام 1859م، وأدت إلى قلب التوازن الطبيعي فيها، وذلك بإتلاف مناطق شاسعة من المراعي الطبيعية، بسبب تكاثرها السريع وعدم وجود حيوانات مفترسة لها، فأدت إلى الخلل في التوازن الطبيعي في تلك المنطقة، وكذلك تأثير الجراد الذي لا زال يشكل خطرا كبيرا في تدمير كل نبت أخضر في طريقه، وخاصة على حواف الصحارى في المناطق الحدية، مما يزيد في توسع الصحراء على حساب تلك المناطق القليلة النبات، فضلا عن حيوانات المراعي التي أثرت بشكل سلي - على انقراض أصناف نباتية معينة خاصة الحشائش المفضلة عندها كما تؤدي الآفات والطفيليات إلى تدمير النباتات أو الحيوانات، فقد أدت الآفة الكستنائية التي هاجمت أشجار الغابة الكستنائية الأمريكية في إقليم جبال الأبلاش عام 1904م إلى تدمير كل أشجار الكستناء الكبيرة خلال الخمسين عاماً. كما يؤدي مرض نيوكاسل، الذي يصيب الدجاج أحيانا إذا لم تتخذ الإحتياطات الضرورية - إلى إبادة مئات الألوف من دجاج الحظائر في المزارع الكبرى التي تضم أعداد هذا الحيوان الهائلة.
وما يقال عن الكائنات العضوية من مجهرية وحيوانية، يمكن قوله عن سيد المخلوقات وهو الإنسان. وذلك لتأثيره الفاعل في هذا الغلاف، سواء إيجاباً أو سلباً. ويتمثل دوره فيما يلي:
. 1لقد أدت ممارسة الإنسان لحرفة الرعي إلى تغيير واضح في الغلاف الحيوي (120). فمن المعروف أن التربة توجد تحت مظلة من الحشائش تحميها وتبقى رفيقتها في حالة ثبات ما دامت جذور الحشائش الليفية حية باقية؛ لأنها تقوم بمهمة تقوية التربة وحمايتها من عوامل التعرية والتدمير. وقد أدى الرعي الجائر إلى تدمير هذا المانع الحيوي للتربة، فتعرت وتحولت مساحات كبيرة في المناطق الجافة وشبه الجافة على أطراف إقليم السفانا في إفريقية إلى مناطق متصحرة. كما تبرز هذه الحالة بشكل واضح في إقليم الصومال الذي يعكس لنا خطورة الإفراط الرعوي في الغلاف الحيوي.
فقد تحولت مساحات كبيرة في شمال الصومال، والتي كانت مغطاة منذ فترة قريبة خلال السبعينات من القرن الماضي بالأشجار والحشائش الغنية إلى مناطق صحراوية، تحت وطأة الإفراط الرعوي من جانب كل من الماعز والماشية. وقد رافق هذا التدهور النباتي اختفاء الكثير من الثديات البرية، التي كانت تعيش في تلك المناطق. ويعتقد رجال البيئة أنه إذا ما استمرت طرق الاستخدام الحالية الجائرة، فإنها ستؤدي لتهديد خطير المستقبل الغلاف الحيوي في ذلك الإقليم.
2 . قيام الإنسان بإستئناس وتطويع الكثير من النباتات والحيوانات وإخضاعها لسيطرته، من أجل الاستفادة منها كمصدر للغذاء أو كوسيلة للنقل. وقد أدى هذا التطور من جانب الإنسان إلى إيجاد نوع جديد من العلاقة بين الإنسان والمحيط الحيوي. حيث حاول الإنسان لأول مرة في مجال التطور Evolution أن يتدخل من جانبه لخلق الصفات الوراثية التي تتفق واحتياجاته.
وهذا معناه أن الإنسان بعد التفوق العلمي والثورة التقنية، أخذ يسهم في خلق صفات وراثية جديدة ومتطورة، سواء بالنسبة للكائنات النباتية أو الحيوانية، كطريقة الاستنساخ في بريطانيا والولايات المتحدة (كالنعجة دوللي).
.3 قام الإنسان بنقل العديد من النباتات والحيوانات التي لم تكن معروفة في العالم الجديد، من العالم القديم مثل القمح والشعير والأرز وقصب السكر، والكروم والموالح والزيتون والنخيل والتفاح والتين، بالإضافة إلى الخيول والأغنام والماعز، والإبل والخنازير والثيران والدواجن...
أما ما نقله الإنسان من العالم الجديد، فيتمثل في نقل البطاطا والذرة والطماطم، والمطاط والكاكا والفول السوداني، والكسافا والأناناس وأشجار الكافور والتبغ إلى العالم القديم.
.4 قيام الإنسان باجتثاث مساحات شاسعة في القارة الأوروبية وبقية القارات وتحويلها لزراعة المحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة، أو تحويلها لأراض رعوية. فكم من منطقة غابية في الإقليم الموسمي تحولت لزراعة محصول الأرز أو القمح. وكم من منطقة حشائشية أجهدت نتيجة الرعي الجائر، وتحولت إلى نباتات متناثرة وشجيرات صحراوية كالبادية الأردنية. ونتيجة السلوك الإنسان اتجاه الغلاف الحيوي وخاصة النباتي، نجد أن مناطق الغطاء النباتي البكر Virgin، والتي لم يصلها الإنسان مغيراً أو مبدلاً في طبيعتها قد أصبحت محدودة وتميل للتركز في المناطق المنعزلة وغير المحببة للإنسان، كالغابات الاستوائية في حوض الأمازون، وبعض الغابات الصنوبرية في شمال كندا وسيبيريا.
وعليه، نجد حاجة الإنسان لأراض زراعية، قد دفعته للإستيلاء على مساحات كبيرة من الغابات والحشائش في قارات العالم المختلفة خلال القرنين الأخيرين، بعد التزايد السكاني والثورة الصناعية، حتى أصبح التوزيع الحالي للأقاليم الحيوية على الخرائط، توزيعاً افتراضياً لما كان في الماضي. حيث أن الكثير من مناطق الغابات والحشائش قد اختفت تحت سيطرة الأنشطة البشرية المختلفة. ويقدر كل من الأستاذين شانتز وماريوت أن نحو 5.2 مليون كم من الغابات في افريقية المدارية، قد تحولت إلى مناطق للزراعة أو إلى نطاق من الحشائش، نتيجة لتدخل الإنسان. ويعتقد أنه لو استمر معدل التحول الحالي في مناطق الغابات المدارية الإفريقية، فإن القارة ستفقد أكثر من 90% من غاباتها مع نهاية هذا القرن .
. 5كما أدى الصيد الجائر باستخدام الأسلحة النارية إلى القضاء على الكثير من الحيوانات، التي باتت مهددة بخطر الإنقراض، مثل الجاموس الأمريكي (البيسون) وغزال الكاريبو في العروض العليا بأمريكا الشمالية، ووحيد القرن والفيلة في إفريقية، وغزلان المها العربية في شبه الجزيرة العربية. كما تم منع صيد الحيتان التي باتت مهددة بالإنقراض على المستوى الدولي كالحوت الأزرق.
6. ونتيجة للثورة الصناعية التي ابتدعها عقل الإنسان، وبالرغم من ايجابياتها للمجتمع البشري، إلا أنه تزامن مع هذه الثورة الصناعية، مشكلة على غاية من الأهمية وهي مشكلة التلوث بأنواعه الثلاثة، الغازي والمائي والأرضي. أما التلوث الغازي، فقد تمثل في تأكل بعض أجزاء طبقة الأوزون التي تحمي الغلاف الحيوي من الأشعة المميتة. وخاصة انطلاق غاز الكلور والفلور أو غاز الفريون للثلاجات والمكيفات التي تؤثر على هذه الطبقة الغازية المهمة. كما تمثل منطقة سدبري في كندا حيث تتركز معظم صناعة النيكل في العالم إحدى المناطق الملوثة نتيجة لكثرة الغازات السامة، والغبار المتطاير من هذه المصانع. فقد أدت إلى تلف وتدمير بالغطاء النباتي المحيط في منطقة الوادي، الذي يضم هذه الصناعة الثقيلة. كما أدى وجود مصانع سمنت في منطقة الفحيص، شمال غرب مدينة عمان، إلى تلويث جو الإسمنت المنطقة السكنية المحيطة بهذه المصانع، الأمر الذي أجبر إداريو المصانع على وضع مصفيات للغبار المتطاير وتخفيف حدة التلوث الغباري في تلك المنطقة.
أما التلوث المائي، فقد تمثل في تحويل بعض المسطحات المائية في العالم إلى بيئات مائية ميتة مثل بحيرة إيري في الولايات المتحدة، ومثل بحر البلطيق في القارة الأوروبية، ومثل نهر الراين وغيرها في العالم.
أما التلوث الأرضي، فيتمثل في النفايات الصلبة الناجمة عن التجمعات السكنية الهائلة في المدن الكبرى. وهذه النفايات المكدسة إذا لم تعالج فسوف تتحول إلى وكر للقوارض وبيت ملائم للحشرات وبيئة ملائمة لتكاثر البكتيريا، الأمر الذي حتم على صانعي القرار أخذ الحيطة لهذه المادة، إما بإعادة تصنيعها من جديد واستخدامها، وإما بدفنها بالرمال واستخدام الآليات مع المياه لطمر هذه النفايات، بحيث يقللون لحد كبير من خطرها على البيئة وخاصة البيئة الحضرية.
. 7وهناك عامل آخر يؤثر على الغلاف الحيوي، وهو اشتعال النيران التي تندلع عادة في مناطق الغابات والحشائش، إما نتيجة لسوء تصرف الإنسان على أرض الغابة أو الحشائش، وإما نتيجة لشدة الحرارة أو حدوث الصواعق الرعدية. وتتعرض في السنوات الأخيرة كل من استراليا وأمريكا الشمالية وفرنسا الحرائق مدمرة، تؤدي إلى إزالة النباتات الطبيعية خلال فترة زمنية قصيرة جداً من مناطق استغرق النمو النباتي فيها مئات السنوات، بل و تحتاج إلى قرون عدة للتغلب على آثار هذا الحريق، وإعادة النمو النباتي فيها من جديد. كما يفسر البعض سر إنتشار السفانا في إفريقية إلى ظاهرة اندلاع النيران من وقت لآخر، وخاصة في فصل الجفاف، وقد أدى تكرار هذه العملية إلى القضاء على معظم الأشتال كما يفسر البعض سر سيادة الحشائش في منطقة البراري في الولايات المتحدة، واختفاء الأشجار أنه يعزى للسبب ذاته. تخلص من كل هذا، إلى أن الغلاف الحيوي بكائناته المجهرية أو الحيوانية أو النباتية سواء في البرأو البحر يتأثر بهذه الضوابط الطبيعية والبشرية من حيث التنوع والكثافة أو التوزيع على سطح القشرة الأرضية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(118) Kelog, G.W.; OP.Cit.
(119) Whitemore, F.C.; OP.Cit.
(120) Ibid
(121) د. زين الدين مقصود، مرجع سابق
(122) Hutchinson, G.E.; Fifty Years of Man in the Zoo, Yale Review, 1964, PP. 5-18,25-35,58-78.
(123) Dobos, R., Medicine & Environment, New York: New American Library, 1968, PP. 15-35