x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة أبي القاسم البرجي
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص: 68-75
2024-08-01
415
ترجمة أبي القاسم البرجي
والبرجي المذكور هو محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن علي بن إبراهيم: الغساني البرجي، يكنى أبا القاسم، من أهل غرناطة، قال في « الإحاطة »: هو فاضل مجمع على فضله ، صالح الأبوة ، طاهر النشأة ، بادي الصيانة والعفة ،
طرف في الخير والحشمة ، صدر في الأدب ، جم المشاركة ، ثاقب الفهم ، جميل
المجالسة ، حسن الشعر والخط والكتابة ، فذ في الانطباع العشرة ، ممتع المجالسة
صناع اليد ا ، محكم لعمل الكثير من الآلات العلمية ، ويجيد تسفير الكتب ، أولي
رحل إلى العدوة ولقي جلة ، وتوسل إلى ملكها مجدد الرسم ومعتام الشهرة وعامر دست الشعر والكتابة ، أمير المسلمين أبي عنان ، فاشتمل عليه ،
ونوه به وملأ بالخير يده ، فاقتنى جدة وحظوة ، وذكراً وشهرة ، وانقبض مع استرسال الملك لفضل عقله ، حتى تشكى إلي سلطانه بث ذلك عند قدومي عليه ، وآثر الراحة ، وجهد في الماس الرحلة الحجازية ، ونبذ الكل ، وقصر الخطوة 2 ، وسلا الحظوة ، فأسعفه سلطانه بغرضه ، وجعل حبل همه 3 على غاربه ، وأصحبه إلى النبي الكريم صلوات الله عليه رسالة من إنشائه وقصيدة نظمه ، وكلاهما يعلن في الخلفاء ببعد شأوه ، ورسوخ قدم علميه ، وعراقة البلاغة في نسب خصله ، ولما هلك وولي ابنه [ قدمه ] قاضياً بمدينة ؛ ملكه وضاعف له التنويه ، فأجرى الخطة على سبيل من السداد والنزاهة ، ثم لما ولي السلطان أبو سالم عمه أجراه على الرسم المذكور ، واستجلى المشكلات بصدقه ، وهو
من
الآن بحاله الموصوفة مفخر من مفاخر ذلك الباب السلطاني على تعدد مفاخره . شعره - ثبت في كتاب «نفاضة الجراب » من تأليفنا عند ذكر المدعى الكبير بباب ملك المغرب ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر من أنشد ليلتئذ من الشعراء ما نصه : وتلاه الفقيه الكاتب الحاج القاضي جملة السذاجة * وكرم الخلق وطيب النفس وخدن العافية وابن الصلاح والعبادة ونشأة القرآن
69
المتحيز إلى حزب السلامة المنقبض عن الغمار العزوف عن فضول القول والعمل جامع المحاسن الأشتات " . من عقل رصين وطلب ممتع وأدب نقاوة ويد صناع أبو القاسم ابن أبي زكريا البرجي ، فأنشدت له على الرسم المذكور هذه القصيدة
الفريدة :
أصغى إلى الوجد لما جد عاتبه صب له شغل عمن يعاتبه
لم يعط للصير من بعد الفراق يداً فضل من ظل إرشاداً يخاطبه
لولا النوى لم يبت حران مكتئباً يغالب الوجد كتما وهو غالبه
يستودع الليل" أسرار الغرام وما تمليه أشجانه فالدمع كاتبه
الله عصر بشرقي الحمى سمحت بالوصل أوقاته لو عاد ذاهبه
يا جيرة أودعوا إذ ودعوا حرقاً يصلى بها من صميم القلب ذائبه
يا هل ترى تجمع الأيام الفتنا كعهدنا أو يرد القلب سالبه
ويا أهيل ودادي ، والنوى قذف والقرب قد أبهمت دوني مذاهبه
هل ناقض العهد بعد البعد حافظه وصادعُ الشمل يوم الشعب شاعبه
ويا ربوع الحمى لا زلت ناعمة يبكي عهودك مضى الجسم شاحبه
يا من لقلب مع الأهواء منعطف في كلّ أوب له شوق" يجاذبه
يتسمو إلى طلب الباقي بهمته والنفس بالميل للفاني تطالبه
وفتنة المرء بالمألوف معضلة والأنس بالإلف نحو الإلف جاذبه
أبكي لعهد الصبا والشيب يضحك بي يا للرجال سبت جدي ملاعبه
ولن ترى كالهوى ، أشجاه سالفه ولا كوعد المني ، أحلاه كاذبه
وهمة المرء تغليه وترخصُهُ من عَزَّ نفساً لقد عزت مطالبه
70
ما هان كسب المعالي أو تناولها بل هان في ذاك ما يلقاه طالبه
لولا سُرى الفلك السامي لما ظهرت آثاره ولما لاحت كواكبه
في ذمة الله ركب للعلا ركبوا ظهر السُّرى فأجابتهم نجائبه
يرمون عرض الفلا بالسير عن عُرض طي السجل إذا ما جد كاتبه كانت هم في فؤاد الليل سير هوى لولا الضرام لما خفت جوانبه شدوا على لهب الرمضاء وطأتهم فغاص في لجة الظلماء راسبه وكلفوا الليل من طول السُّرى شططاً فخلفوه وقد شابت ذوائبه حتى إذا أبصروا الأعلام ماثلة بجانب الحرم المحمي جانبه بحيث يأمن من مولاه خائفه من ذنبه وينال القصد راغبه فيها وفي طيبة الغراء لي أمل يصاحب القلب منه ما يصاحبه إن أنس لا أنس أياماً بظلهما سقى ثراه عميم الغيث ساكبه شوقي إليها وإن شط المزار بها شوق المقيم وقد سارت حبائبه إن ردها الدهر يوماً بعدما عبثت في الشمل منا يداه لا تعاتبه معاهد شرفت بالمصطفى فلها من فضله شرف تعلو مراتبه . محمد المجتبى الهادي الشفيع إلى رب العباد أمين الوحي عاقبه أوفى الورى ذمماً ، أسماهم همما أغلاهم كرما ، جلت مناقبه هو المكمل في خلق وفي خلق زكت حلاه كما طابت مناسبه عناية قبل بدء الخلق سابقة من أجلها كان آتيه وذاهبه جاءت تبشرنا الرُّسُلُ الكرام به كالصبح تبدو تباشير كواكبه أخباره سر علم الأولين وسل بدير تيماء ما أبداه راهبــه تطابق الكون في البشرى بمولده وطبق الأرض أعلاماً تجاوبه
71
فالجن تهتف إعلانا هواتفه والجن تقذف إحراقا ثواقبه
ولم تزل عصمة التأييد تكنفه حتى انجلى الحق وانزاحت شوائبه
سرى وجنح ظلام الليل منسدل والنجم لا يهتدي في الأفق ساربه
يسمو لكل سماء منه منفرد عن الأنام وجبرائيل صاحبه
لمنتهى وقف الروح الأمين به وامتاز قربا فلا خلق يقاربه
لقاب قوسين أو أدنى فما علمت نفس بمقدار ما أولاه واهبه
أراه أسرار ما قد كان أودعه في الخلق والأمر باديه وغائبه
وآب والبدر في بحر الدجى غرق والصبح لما يؤب للشرق آيبه
فأشرقت بسناه الأرض واتبعت سبل النجاة بما أبدت مذاهبه
وأقبل الرشد والتاحت زواهره وأدبر الغي فانجابت غيا هبه
وجاء بالذكر آيات مفصلة يهدي بها من صراط الله لا حبه
نور من الحكم لا تخبو سواطعه بحر من العلم لا تفنى عجائبه
له مقام الرضى المحمود شاهده في موقف الحشر اذ نابت نوائبه
والرسل تحت لواء الحمد يقدمها محمد أحمد السامي مراتبه
له الشفاعات مقبولا وسائلها إذا دهى الأمر واشتدت مصاعبه
والحوض يروي الصدى من عذب مورده لا يشتكي غلة الظمآن شاربه
محامد المصطفى لا ينتهي أبدا تعدادها هل يعد القطر حاسبه ؟
فضل تكفل بالدارين يوسعها نعمى ورحمى فلا فضل يناسبه
حسبي التوسل منها بالذي سمحت به القوافي وجلتها غرائبه
حياه من صلوات الله صوب حيا تحدى الى قبره الزاكي كتائبه
وخلد الله ملك المستعين به مؤيد الأمر منصورا كتائبه
إمام عدل بتقوى الله مشتمل في الأمر والنهي يرضيه يراقبه
مسدد الحكم ميمون نقيبته مظفر العزم صدق الرأي صائبه
72
مشمر للتقى أذيال مجتهد جرار أذيال سحب الجود سابحه
قد أوسعت أمل الراجي مكارمه وأحسبت رغبة العافي رغائبه
وفاز بالأمن مجورا مسالمه وباء بالخزي مقهورا محاربه
كم وافد آمل معهود نائله أثنى وأثنت بما أولى حقائبه
ومستجير بعز من مثابته عزت مراميه وانقادت مآربه
وجاءه الدهر يسترضيه معتذرا مستغفرا من وقوع الذنب تائبه
لو لا الخليفة إبراهيم لانبرمت طرق المعالي ونال الملك غاصبه
سمت لنيل تراث المجد همته والملك ميراث مجد وهو غاصبه
ينميه للعز والعليا أبو حسن سمح الخلائق محمود ضرائبه
من آل يعقوب حسب الملك مفتخرا بباب عزهم السامي تعاقبه
أطواد حلم رسا بالأرض محتده وزاحمت منكب الجواز مناكبه
تحفها من مرين أبحر زخرت أمواجها وغمام ثار صائبه
بكل نجم لدى الهيجاء ملتهب ينقض وسط النقع ثاقبه
أكفهم في دياجيها مطالعه وفي نحور أعاديهم مغاربه
ياخير من خلصت لله نيته في الملك أو خطب العلياء خاطبه
جردت والفتنة الشعواء ملبسة سيفا من العزم لا تنبو مضاربه
وخضتها غير هياب ولا وكل وقلما أدرك المطلوب هائبه
صبرت نفسا لعقبى الصبر حامدة والصبر مذ كان محمود عواقبه
فليهن دين الهدى إذ كنت ناصره أمن يواليه أو خوف يجانيه
لا زال ملكك والتأييد يخدمه تقضي بخفض مناويه قواضبه
ودمت في نعم تضفو ملابسها في ظل عز علا تصفو مشاربه
ثم الصلاة على خير البرية ما سارت إليه بمشتاق ركائبه
73
ومن شعره ما قيده لي بخطه صاحب قلم الإنشاء بالحضرة المرينة الفقيه الرئيس الصدر المتفنن أبو زيد ابن خلدون :
صحا القلب عما تعلمين فأقلعا وعطل من تلك المعاهد أربعا
وأصبح لا يلوي على حد منزل ولا يتبع الطرف الخلي المودعا
وأضحى من السلوان في حرز معقل بعيد عن الأيام أن يتضعضعا
يرد الجفون النجل عن شرفاته وإن لحظت عن كل أجيد أتلعا
عزيز على داعي الغرام انقياده وكان إذ ناداه للوجد أهطعا
أهاب به للشيب أنصح واعظ أصاخ له قلبا منيبا ومسمعا
وسافر في أفق التفكر والحجى زاوهره لا تبرح الدهر طلعا
لعمري لقد أنضيت عزمي تطلبا وقضيت عمري رقبة وتطلعا
وخضت عباب البحر أخضر مزبدا ودست أديم الأرض أغبر أسفعا
وقال حسبما قيده المذكور :
نهاه النهى بعد طول التجارب ولا ح له منهج الرشد لاحب
وخاطبه دهره ناصحا بألسنة الوعظ من كل جانب
فأضحى الى نصحه واعيا وألغى حديث الأماني الكواذب
وأصبح لا تستبيه الغواني ولا تزدريه حظوظ المناصب
ثم قال في الإحاطة : وإحسانه كثير في النثر والنظم والقصار والمطولات
واستعمل في السفارة الى ملك مصر وملك قشتالة وهو الآن قاضي حضرة الملك
74
نسيج وحده في السلامة والتخصص واجتناب فضول القول والعمل كان الله له انتهى .
وكتب ابن المصنف بهامش ترجمة المذكور من الإحاطة ما صورته :
سيدي وشيخي علامة المغرب اليوم وحائز رتبه العلية من خطابة وقضاء وعلامة وهو أحق بها لخلاله الحميدة أبقاه الله تعالى قاله محبه علي بن الخطيب
انتهى .
وكتب على القصيدة الميلادية المتقدمة ما نصه : رويتها عنه وسمعتها من لفظه وأجازني إياها بتلمسان انتهى .
وكتب على حاشية قصيدته ( صحا القلب - الى آخره ) ما صورته : سمعتها من لفظ سيدي وشقيق روحي الإمام العلامة الرائس أبي زيد ابن خلدون بالأندلس أمتع الله به تعالى قال ذلك اخوه علي بن الخطيب انتهى