الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المناخ وعلاقته بالزراعة واثره والانتفاع به في المجال الزراعي
المؤلف: هاشم محمد صالح
المصدر: الجغرافية الزراعية
الجزء والصفحة: ص139 ــ 143
2024-07-22
426
تعد الزراعة أهم الأنشطة الاقتصادية وأكثرها اعتمادا وتأثرا بالظروف المناخية، حيث أن عناصر المناخ المتمثلة في الإشعاع الشمسي ودرجة الحرارة والرياح والرطوبة النسبية والتبخر والتساقط بنوعيه هي أكثر العوامل الجغرافية الطبيعية تأثيرا في تحديد أنواع المحاصيل الزراعية، كما تشترك بصورة كبيرة في تحديد مستوى إنتاجيتها السنوية، لذلك من الضروري أن نحلل وندرس العلاقة بين المناخ والزراعة، فاعتمادا على النتائج المستخلصة من هذه العلاقة يمكن تحديد المسار الأنسب لخطط التنمية الزراعية التي تشكل جانبا هاما وأساسيا في خطط التنمية الاقتصادية، وكذلك تحديد الاختلافات المكانية التي تميز كل نطاق زراعي عن غيره لتحديد سمات وخصائص النشاط الزراعي بكل نطاق وتحديد الطريقة الأنسب للنهوض بالزراعة بكل نطاق وتحقيق أفضل إنتاج وأعلى عائد زراعي.
فعلى سبيل المثال يمكن تعديل مواعيد زراعة بعض المحاصيل تبعا للتغيرات المناخية المحلية أو تحديد مواعيد زراعة المحصول الواحد في كل إقليم على حدة بما يتوافق مع التغيرات المناخية المكانية، أو إلغاء بعض المحاصيل من هيكل التركيب المحصولي وأحلال محاصيل أخرى أكثر ملائمة للظروف المناخية المحلية، أو تحديد الاحتياجات المائية من مياه الري لكل محصول خلال فترات نموه المختلفة بما يتناسب مع مواعيد وكمية الإمطار الساقطة، ودرجتي التبخر والرطوبة النسبية، أو تحديد المقننات المائية لقنوات الري وبخاصة التي تجرى في أراضي زراعية هامشية الموقع قريبة من نطاقات صحراوية جافة وذلك بما يتناسب مع معدلات التبخر السائدة في تلك النطاقات.
يعد الضوء أحد العوامل الرئيسية ذات التأثير المباشر في الإنتاج الزراعي حيث يشكل المصدر الرئيسي للطاقة التي يحتاجها النبات لإتمام عملية النمو ويتحدد طول النهار تبعا لمدة دوام الشمس في المكان، ويؤثر تكاثف السحب في مدة سطوع الشمس خلال فترة النهار فقد يكون النهار قصيرا أو طويلا والشمس غير ساطعة لعدة ساعات، ويؤثر كل من طول النهار ومدة سطوع الشمس في نمو المحاصيل، فترتبط عملية التمثيل الضوئي بطول النهار التي تحدد طول فترة النمو والخضري للنبات في حين ترتبط بعض صفات المحاصيل بمدة سطوع الشمس فعلى سبيل المثال يزداد طول تيلة القطن وتزداد مقاومته للملوحة بزيادة ساعات سطوع الشمس، ويزداد تكون فيتامين ( ج ) في الطماطم بزيادة ساعات سطوع الشمس على المحصول، وتؤثر درجة الحرارة تأثيرا مباشرا في الحياة على سطح الأرض، فهي عنصر هام يحدد التوزيع المكاني والزماني للمحاصيل، ونمو مجموعها الخضري ومستوى إنتاجية الأرض منها، ويعنى ذلك أنها عنصر رئيسي يجب وضعه في الاعتبار عند وضع سياسة محصولية ملائمة للظروف المناخية السائدة، كما تحدد درجة الحرارة موسم النمو الزراعي ومواعيد زراعة المحاصيل منذ وقت البذر إلى وقت الحصاد، وتتوقف إنتاجية الأرض الزراعية من المحاصيل المختلفة على مدى سيادة درجات الحرارة المثلى لزراعة كل منها خلال موسم النمو الزراعي، فتتسبب الانحرافات في درجة الحرارة سواء سالباً أو موجباً عن المعدلات المثلى للنمو في انخفاض إنتاجية المحصول المزروع، فعلى سبيل المثال تتوقف الساق الرئيسية لشجرة القطن عن النمو إذا ارتفعت درجة الحرارة إلى أكثر من 37 درجة مئوية ولو لفترة قصيرة تبلغ 24 ساعة، ويضعف نمو محصول الطماطم ويقل الإثمار إذا ما تعرض لدرجات حرارة أقل من 20 درجة مئوية.
وللرياح تأثير مباشر في عمليات زراعة المحاصيل، فالزراعة تتأثر باتجاه الرياح وسرعتها، فهبوب الرياح الجافة الآتية من الصحراء يزيد من عملية التبخر مما يؤثر في زيادة الفاقد من مياه الري ورطوبة التربة وترسيب الغبار والرمال في التربة وفوق أوراق وأغصان المحاصيل الزراعية مما يتطلب زيادة الجهد في الخدمة الزراعية، كما يؤثر هبوب الرياح شديدة السرعة على بعض المحاصيل فتتأثر الذرة مثلا بالرياح الشديدة حيث تتساقط السيقان المحملة بالثمار مما يؤدى إلى تلفها، كما أن لها أثارسيئة على محصول العنب، فتتسبب الرياح الشديدة في تكسر أفرعها الحديثة وتسقط الأزهار فتنخفض إنتاجية المحصول، وتؤدي أيضا إلى سقوط الأوراق والأزهار والثمار وجرح الكثير من الثمار على الأغصان نتيجة تصادمها مع الفروع، وتتسبب الرياح الحارة في سرعة النتح وسحب الأشجار للماء من الثمار التي تصاب بالجفاف مما يسهل عملية انفصالها عن الشجرة وتساقطها على الأرض.
وتؤثر الرطوبة النسبية في نمو المحاصيل عن طريق تأثيرها المباشر في عملية النتح التي يحتاج إليها النبات، وتتأثر الرطوبة النسبية بدرجة حرارة الهواء فانخفاض درجة حرارة الهواء مع ارتفاع نسبة الرطوبة يقلل من الأثر الضار للبرودة أما نقص وزيادة الرطوبة طرديا مع انخفاض وارتفاع درجة الحرارة فيؤثر تأثيرا ضارا على المحاصيل وبخاصة في طور الإزهار والإثمار، وغالبا ما يتحدد نمو المحاصيل من عدمه بكمية المياه التي تفقدها.
وتظهر أهمية عملية التبخر عند حساب الاحتياجات المائية للأراضي الزراعية، فعند تحديد الاحتياجات المائية للأراضي الزراعية يضاف إليها كمية المياه المفقودة بالتبخر من قنوات الري والأرض الزراعية لتعويض الاراضى الزراعية ما فقدته من مياه بالتبخر وضمان وصول كميات المياه اللازمة للري، كما تؤثر معدلات التبخر في اختيار طرق الري المتبعة فمنها ما يروى بالغمر، أو الرش أو التنقيط وتعد الأخيرة الأنسب للمحاصيل الشجرية في النطاقات التي ترتفع فيها معدلات التبخر. وتظهر أهمية الأمطار في النطاقات الزراعية التي لا يصل إليها الأنهار أو الخالية من المياه الجوفية، وتسمى نطاقات الزراعة المطرية، وتحدد كمية وطول موسم الإمطار طول موسم النمو الزراعي، والمساحة المزروعة. ويصنف المناخ ضمن مجموعة من العوامل الرئيسية التي تؤثر في تكوين التربة الزراعية، حيث أن له دوراً هاماً في تحديد خصائص العديد من أنواع التربات، وتعد الرطوبة ودرجة الحرارة أهم العناصر المناخية المؤثرة في تكوين التربة، وترجع أهمية الرطوبة إلى أن المياه تمثل عنصرا يشارك في العديد من العمليات الطبيعية والكيميائية والحيوية التي تحدث في التربة، فبدون عملية التحليل الكيميائي لا يمكن حدوث العديد من التفاعلات الكيميائية المعقدة في العناصر المخصبة للتربة والمفيدة للنمو النباتي. وتؤثر درجة الحرارة في سرعة حدوث العمليات الكيميائية والحيوية، إذ يزيد النشاط الكيميائي بإرتفاع درجة حرارة التربة ويتوقف تماما بإنخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، كما يزيد النشاط البكتيري بارتفاع درجة حرارة التربة وتزيد معدلات التبخر بإرتفاع درجة الحرارة مما يؤدى إلى سرعة تبخر الماء من سطح التربة، وتساعد الرياح أيضا في سرعة تبخر الماء من سطح التربة، ويبرز دور الرياح في المناطق الجافة لقلة الغطاء النباتي الطبيعي ويتمثل دور الرياح هنا في القيام بعمليات النحت والنقل والإرساب، وتقوم الرياح بنقل الأملاح إذا مرت على مناطق تغطيها تكوينات ملحية، كما تنقل الرمال وترسبها في النطاقات الزراعية بعد اصطدامها بالغطاء الزراعي الأمر الذي يسبب أضرار جسيمة للمحاصيل المزروعة نتيجة زيادة نسبة الرمل في مكونات التربة، وانسداد مسام أوراق النبات بفعل ترسب ذرات الرمال والأتربة عليها، فتنخفض قدرة الأرض الإنتاجية من المحاصيل المزروعة في حالة تكرار هذه الظاهرة على مدار السنة، ويؤدى تكرار اصطدام قطرات المطر بسطح التربة إلى تفكيك ذراتها وتحطيمها أحيانا وبخاصة عندما تشتد غزارة الأمطار مما يساعد على نقل ذرات التربة بفعل الانجراف السطحي، ويتوقف معدل انجراف التربة على كمية الأمطار وغزارتها، وانحدار سطح الأرض، وكثافة الغطاء النباتي، وتزداد شدة انجراف التربة إذا زادت غزارة الأمطار وتحولت إلى سيول جارفة. يتضح من هذا العرض لعلاقة المناخ بالزراعة وأثره الكبير في المجال الزراعي الأهمية الكبرى للمعلومات المناخية التي تصف حالة المناخ، وأن مستوى الانتفاع بالمناخ في الزراعة يتوقف على مدى إدراك الإنسان بخصائص العناصر الجوية وسلوك كل منها وحالتها المستقرة أو غير المستقرة، وأن الإنسان لا يملك إلا التكيف معها ومحاولة تجنب أخطارها، وكلما كان رصد عناصر المناخ وتوقع ما سوف تكون عليه في المستقبل دقيقا كلما عظم الانتفاع به ويقيمته الاقتصادية، وعمل الاحتياطات اللازمة لمواجهة انحرافاته وتقليل الخسائر الناتجة عن ذلك.